-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

الفصل الثالث: إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية

دور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية (الفصل الثالث)

الفصل الثالث: إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية

بحث حول إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية

تمهيد:

تعد إدارة المعرفة من الميادين العلمية الحديثة نسبيا ولاسيما المستوى التطبيقي، إذا لم يعترف بها في الجوانب العملية إلا في بداية سنوات القرن الحالي، عندما ظهرت الحاجة إلى زيادة القيمة في المكتبات ومؤسسات المعلومات جراء تلبية احتياجات المستفيدين ورغباتهم، ومواجهة التغيرات البيئية السريعة وما يتطلب ذلك من إعادة النظر في الهياكل التنظيمية، والوظيفية والأهداف الإستراتيجية، بقصد التأقلم مع تلك المتغيرات، وأن الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو من أهم العوامل التي حفزت على ظهور إدارة المعرفة فلم يعد التحدي مقتصرا على إيجاد المعلومات للمكتبات ومراكز المعلومات، بل في كيفية البحث من خلال المعلومات المتوفرة لإيجاد المعلومات الأكثر فائدة.
لتحميل دور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية PDF -إضغط هنا

3-1 ماهية إدارة المعرفة:

3-1-1 مفهوم إدارة المعرفة:

تناول الباحثون مفهوم إدارة المعرفة من زوايا مختلفة تبعا([1]) لخلفياتهم الفكرية، فهناك من نظر إليها كمصطلح تقني وآخرون عدوها موجودا غير ملموس، والبعض تناول مفهوم إدارة المعرفة من زاوية كونها ثقافة تنظيمية، وآخرون عرفوها من منظور مالي، وبعضهم الأخر ركز على إعطاء مفهوم لإدارة المعرفة من زاوية كونها تطويرا للمعلومات وإدارة الوثائق.
ويعرف صلاح الكبيسي مفهوم إدارة المعرفة تعريفا يراه شاملا استخلصه من عدة تعريفات ضمن مجالات متعددة بأنها: "المصطلح المعبر عن العمليات والأدوات والسلوكيات التي يشترك في صياغتها ،وأدائها المستفيدون من المنظمة لاكتساب وخزن وتوزيع المعرفة لتنعكس على عمليات الأعمال للوصول إلى أفضل التطبيقات بقصد المنافسة طويلة الأمد والتكييف. 
- بعض الأشخاص يفضلون استعمال مصطلح مشاركة المعرفة بدل إدارة المعرفة([2])، وبعضهم الآخر يفضل مصطلح خدمات المعرفة، ولكن مصطلح إدارة المعرفة هو الأكثر شيوعا واستخداما، ومن أبرز تعاريف إدارة المعرفة نذكر:
- إدارة المعرفة هي استراتيجية واعية للحصول على المعرفة المناسبة من الأشخاص المناسبين، في الوقت المناسب، ومساعدة الأشخاص في مشاركة المعلومات وتوظيفها في أعمالهم بحيث يحسنون الأداء التنظيمي.
- إدارة المعرفة: هي عمليات منظمة من الاكتشاف، الاختيار التنظيم، التقنية ،وتقديم المعلومات بطريقة تساعد العاملين على تحسين المنطقة المحددة لاهتمامهم وفهمها.
- كما أوضح (sveiby 2003) أن إدارة المعرفة ليست إنتزاع المعرفة المحفوظة في عقول الأشخاص إنما هي الاهتمام بكيفية إيجاد بيئة للأشخاص لإبداع المعرفة وإيجادها ومشاركتها، وإدارة المعرفة ليست مجرد إضافة بسيطة إلى العمل المعتاد إنما تتطلب تجذرا سلوكيا عميقا وتغييرا استراتيجيا، كما أن إدارة المعرفة ليست مجرد استثمار في تكنولوجيا المعلومات إنما التكنولوجيا هي أدوات لتبادل المعلومات ولكنها لا يمكن أن تقود التغيير أبدا([3]) 
- وفي الأخير يتضح أن هناك تعدد في تعاريف لإدارة المعرفة، وأنه لا يوجد تعريف واحد وشامل ومتفق عليه لإدارة المعرفة، فهناك اختلافات كبيرة حول تحديد مفهوم واحد ومحدد فإدارة المعرفة تهتم بتشجيع التبادل المعلوماتي بل ويتعداه عندما تقوم إدارة المعرفة بتوليد المعرفة وتوظيفها وتبادلها في مختلف الأنشطة والعمليات فهي الأصل وجوهره القلب النابض للمؤسسة وتظهر النتائج بشكل ملموس.

3-1-2 نشأة إدارة المعرفة وتطورها: ([4])

تعتبر إدارة المعرفة قديمة وجديدة في الوقت نفسه، فقد قام الفلاسفة بالكتابة في هذا الموضوع منذ آلاف السنين، ولكن الاهتمام بعلاقة المعرفة بهيكلية أماكن العمل هي جديدة نسبيا.
هذا وقد ساهم الكثير من علماء علم الإدارة وكتابها في بزوغ مفهوم أو مجال إدارة المعرفة، ومن بين هؤلاء العلماء والكتاب بيتر داركر وباول أستراسمان في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أكد داركر وإستراسمان على الأهمية النامية للمعلومات، وأبرزوا دور المعرفة كمورد تنظيمي لمؤسسات الأعمال، كما أن كلا من كريس أرجيريس وكريستيفان بارتليت بمدرسة هارفرد لإدارة الأعمال قاموا بفحص الأوجه المختلفة لإدارة المعرفة، كما في دراسة حالة ليونارد بارتون عن مؤسسة شانبال للحديد والصلب التي وضعت استراتيجية فعالة في إدارة المعرفة منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.
لقراءة وتحميل الفصل الثاني: اختصاصي المعلومات بالمكتبات الجامعية الجزائرية - إضغط هنا
ومنذ مطلع التسعينات من القرن المنصرم، في عام 1980، وفي المؤتمر الأمريكي الأول للذكاء الاصطناعي، أشار إدوارد فراينبوم إلى عبارته الشهيرة "المعرفة قوة" ومنذ ذلك الوقت ولد حقل معرفي جديد أطلق عليه "هندسة المعرفة"، ومع ولادته استحدثت سيرة وظيفية جديدة هي مهندس المعرفة، وفي عام 1997 ظهر حقل جديد آخر نتيجة لإدراك التطور تغيير في عناوين الدوريات المتعلقة بالموضوع من بينها كمثال: تغيير عنوان مجلة تغيير وإعادة هندسة إدارة الأعمال إلى إدارة ومعالجة المعرفة.
وفي عام 1997 أصبح موضوع إدارة المعرفة من المواضيع الساخنة الأكثر ديناميكية في الإنتاج الفكري في الإدارة، وظهرت مجالات كبيرة من المؤلفات في هذا المجال، حيث أن الرسالة الأساسية لهذه الأعمال هي أن الميزة الوحيدة المساندة للمؤسسات تأتي مما تعرفه إجمالا، وكيف تستخدم ما تعرفه بفعالية. كما أشار (نجم ،2005) إلى أن التحول إلى الأعمال القائمة على المعرفة لم يعد عملا معزولا، وإنما هو اتجاه واسع وعميق ومتنوع، أصبح يغطي إقتصاد الدول ومجالات الحياة المختلفة في الكثير من المجتمعات المعاصرة.
ويمكن أن نلاحظ أبعاد هذا التحول والتطوير الكبير فيما يجري من بناء القاعدة العريضة لمحافل ومؤسسات ومرتكزات، وكذلك في تطوير مبادئ وقوانين إدارة المعرفة وأساليب وممارسات إدارة المعرفة في الاقتصاد والأعمال والمجتمع على طريقة كل شيء من أجل إدارة المعرفة، وهذا ما نجده من خلال ما يأتي: مكتبات المعرفة، مؤتمرات إدارة المعرفة، الكتب البيضاء و الزرقاء في إدارة المعرفة .
وقد ظهر حاليا أن الإدارة المعرفة تقدم بديلا مقبولا لمبادرة الجودة الشاملة TQM وإعادة هندسة العمليات، كما أصبحت في حد ذاتها مدخلا ومجالا استراتيجيا في إدارة الأعمال الحديثة الذي تبنته بيوت خبرة استشارية دولية مثل هاميلتون وآرثر ويانج.
ونظرا لأن إدارة المعرفة أصبحت نظاما جيدا للإدارة فقد حاولت المؤسسات التعليمية تبني مدخل إدارة المعرفة، ولقد أظهر البحث أنه على الرغم من أن كثيرا م المؤسسات قد بدأت في وضع نموذج لها إلا أن قليلا مها (حوالي 60%) هو الذي قام بتطبيقها على مستوى المظمة ككل، ومن ثم فإن هذه المؤسسات أصبح يتم النظر إليها على أنها مثال لتطبيق إدارة المعرفة من خلال بناء مجتمعات معرفية ،عن طريق استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة([5])

3-1-3 مبررات التحول إلى إدارة المعرفة: ([6])

هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تحول المنظمات للاهتمام بإدارة المعرفة، فهو استجابة لعدة متطلبات ومؤشرات بيئية داخلية وخارجية، ويمكن أ نلخص هذه المبررات في النقاط الآتية:
- تعاظم دور المعرفة في النجاح المؤسسي، لكونها فرصة كبيرة لتخفيض التكلفة ورفع موجودات المؤسسات المعلوماتية، لتوليد الإيرادات الجديدة.
- العولمة التي جعلت المجتمعات العالمية الآن على تماس مباشرة بوسائل سهلة قليلة التكلفة كالفضائيات و الانترنت، والتي أسهمت في تسهيل خلق وتبادل التقارير القياسية ،وتوفير نظم الاتصال عن بعد، وتوفير بنية تحتية أخرى للإتصالات.
- إمكانية قياس المعرفة ذاتها، حيث أصبحت غالبية المنظمات قادرة على تلمس أثر المعرفة في عمليات الأعمال فيها، وقادرة على قياس هذا الأثر بشفافية أكبر.
- تشعب إدارة المعرفة وتزايد احتمالات تطبيقها، فضلا عن وجود أنواع متعددة من المعرفة، وأنواع متعددة من النظم والعمليات التي تدعم تطبيقها.
- اختلاف طبيعة المعرفة كثيرا عن البيانات والمعلومات ،فضلا عن إختلاف نظم تفسيرها ونقلها عن ظم تفسير ونقل المعلومات، وبالتالي تختلف القيمة المضافة لها عن القيمة المضافة للمعلومات.
- التغيير الواسع في أذواق واتجاهات العملاء، مما جعل الأنماط الادارية غير ملائمة لمواكبة تلك التغيرات.
- إتساع المجالات التي نجحت إدارة المعرفة في معالجتها ،خاصة في مجال التنافس والإبداع والتجديد والتنوع.
- إدراك أسواق المال العالمية أن المعلوماتية والمعرفة التي تمثل (لأهم الموجودات رأس المال الفكري في المنظمات) هي مصدر الميزة التنافسية وهي أهم من المصادر التقليدية مثل: رأس المال، المباني، الأراضي...الخ.
- التغيير الواسع والسريع في أذواق واتجاهات الزبون (المستفيد) والتي جعلت الاماط التقليدية غير ملائمة لمواكبة تلك التغيرات.
لقراءة وتحميل الفصل الرابع: دور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية (الدراسة الميدانية) - إضغط هنا

3-1-4 أهمية إدارة المعرفة([7])

يمكن إجمال أهمية إدارة المعرفة فيما يلي:
- تعد إدارة المعرفة فرصة كبيرة للمنظمات لتخفيض التكاليف، ورفع موجوداتها الداخلية لتوليد الإيرادات الجديدة.
- تعد عملية نظامية تكاملية لتنسيق أشطة المظمة المختلفة في إتجاه تحقيق أهدافها.
- تعزز قدرة المنظمة للإحتفاظ بالأداء المؤسسي، المعتمد على الخبرة والمعرفة وتحسينه.
- تتيح إدارة المعرفة: للمنظمة تحديد المعرفة المطلوبة، وتوثيق المتوافر منها وتطويرها والمشاركة بها وتطبيقها، وتقييمها.
- تعد إدارة المعرفة أداة المنظمات الفاعلة لاستثمار رأس مالها الفكري، من خلال جعل الوصول إلى المعرفة المتولدة عنها بالنسبة للأشخاص الآخرين المحتاجين إليها عملية سهلة وممكنة.
- تعد أداة تحفيز للمنظمات لتشجيع القدرات الإبداعية لمواردها البشرية لخلق معرفة جيدة والكشف المسبق عن العلاقات غير المعروفة، والفجوات في توقعاتهم.
- توفر الفرصة للحصول على الميزة التنافسية الدائمة للمنظمات، عبر مساهمتها في تمكين المنظمة من تبني المزيد من الابداعات المتمثلة في طرح سلع وخمات جديدة.
- تسهم في تحفيز المنظمات لتجديد ذاتها، ومواجهة التغيرات البيئية غير المستقرة.
- تدعم الجهود للإستفادة من جميع الموجودات الملموسة، وغير الملموسة بتوفير إطار عمل لتعزيز المعرفة التنظيمية.

3-1-5 أهداف إدارة المعرفة([8])

لقد تعددت أهداف إدارة المعرفة، وتنوعت ويمكنا أن نوجز بعض منها فيما يلي: 
- تساعد في تحقيق الكفاءة الإنتاجية، حيث أنها تمكن أعضاء المؤسسة من التعامل مع العديد م القضايا خاصة الجديدة منها، إذ تزودهم بالقدرة اللازمة على إتخاذ القرارات بكفاءة وفاعلية عالية، وتشكل لدى الموظفين رؤية مستقبلية.
- تحسين خدمة العملاء عن طريق الزمن المستغرق في تقديم الخدمات المطلوبة
- تحسين صورة المؤسسة وتطوير علاقاتها.
- تسهل في عملية تقاسم المعرفة.
- تساهم في تبسيط العمليات، وخفض التكاليف عن طريق التخلص من الإجراءات المطلوبة أو غير الضرورية.
- زيادة العائد المالي عن طريق تسويق المنتجات والخدمات بفاعلية أكبر.
- تبين فكرة الإبداع عن طريق تشجيع مبدأ تدفق الأفكار بحرية.
- إدارة المعرفة تجعل صانعي القرار قادرين على استغلال موارد المؤسسة المتاحة بالكيفية والشكل الصحيح، وفي الوقت المناسب.
- تحسين وضع المؤسسة في مجابهة المصاعب والمحافظة على بقائها.
- تمكن إدارة المعرفة من رفع أداء الموظفين.
لمعاينة خاتمة اختصاصي المعلومات بالمكتبات الجامعية الجزائرية - إضغط هنا

3-1-6 استراتيجيات إدارة المعرفة: ([9])

إن من البديهيات أن تدمج إدارة المعرفة ضمن استراتيجية المنظمات كوسيلة حديثة وفعالة لتحقيق النتائج التي تصيو إليها تلل المنظمات ،غير أن الممارسات المعرفية وإدارتها تختلف من منظمة إلى أخرى، وتعمد المظمات إلى تبني مجموعة من استراتيجيات وسياسات مختلفة في إدارة المعرفة بحسب إختلاف الأهداف المرسومة، ومهما كانت طبيعة الإختلاف وجمعه تختلف لإستراتيجيات والسياسات المتخذة في إدارة المعرفة تبعا لطبيعة عمل المنظمة والمدخل الذي تتبناه والهدف الرئيسي الذي تسعى إلى تحقيقه.
ومن أهم الاستراتيجيات نعرض ما يلي:

- الإستراتيجية الترميزية:

تتجسد في التفاعل بين الشخص ومصدر غير بشري، فهي ترتبط أكثر بالتكنولوجيا وتتجسد في قواعد المعرفة أساسا، وهي تصلح للمنظمات المصنعة للمنتوج حسب الطلب أو المشاريع الاعتيادية، والتي يمكن الاستفادة فيها مما تم ممارسته خلال التجارب الماضية المحفوظة لدى المنظمة.

- الإستراتيجية الشخصية:

ترتبط بالأشخاص (تفاعل شخص مع شخص أو أشخاص آخرين) والتي يلعب فيها الاتصال والحوار والمشاركة بالمعرفة، وغيرها الدور الرئيسي في تطويرها ،وهي تصلح أكثر للمنظمات المنتجة لمنتجات ذات معدلات تغيير عاليه أو المشروعات الفريدة ذات الحلول الفريدة التي تتبادر إلى الأشخاص لأول مرة أو مجربة قبلا من طرفهم شخصيا.
يجب التأكيد في هذا الصدد على عدم استغناء إحداهما على الأخرى أثناء التطبيق من المنظمة المتبنية، فرغم تركيزنا في البحث على الاستراتيجية الثانية فهذا لا ينفي التكنولوجيا ودورها في إنجاح الاستراتيجية الشخصية ،إن لم نقل أنها وسيلتها الأهم بحيث أن دمج كلتا الإستراتيجيتين بصورة ذكية يؤدي إلى منظمة ناجحة.

- إستراتيجيات جانب العرض:

في هذا النوع من الاستراتيجية تميل المنظمة إلى التركيز فقط على نشر وتوزيع المعرفة التنظيمية، تبعا لذلك تركز على آليات المشاركة في المعرفة ونشرها، وهذه تصلح للمظمات الإستشارية أو كما يطلق عليها بيوت الخبرة.

- إستراتيجيات جانب الطلب:

تركز المنظمة عند تبنيها لهذه الإستراتيجية على حاجة المنظمة إلى معرفة جديدة، وهي تهتم بآليات توليد وخلق المعرفة بالتوجه نحو الإبداع و التعلم وتجسير الفجوة بين المعرفة و الفعل، أي بين ما نعرفه وما نفعله وهي تصلح للمنظمات الصناعية. ([10])

3-1-7 عمليات إدارة المعرفة: ([11])

إن المعرفة التي أخذت كما هي تكون مجردة عن القيمة، لذا فإنها تحتاج إلى إعادة اغنائها كي تصبح جاهزة وقابلة للتطبيق، لذلك لا بد من ضرورة العمل على تحريك تلك المعرفة على كافة الأصعدة ومن قبل كافة العاملين و المديرين بما يتماشى واستراتيجية المنظمة المعرفية، وهذا ما يطلق عليه عمليات إدارة المعرفة، والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:

- تشخيص المعرفة:

يعد تشخيص المعرفة أولى عمليات إدارة المعرفة، وفق هذه العملية تسعى المنظمة إلى العمل على تحديد ما يجب معرفته إنطلاقا من حاجتها إلى تلك المعرفة بغية تحقيق غرض معين، إثر هذا تقوم المنظمة بمقارنة موجوداتها المعرفية الحالية المتوفرة بتلك المطلوبة لتحديد حجم الجهود التي تحتاج بذلها للحصول على المطلوبة منها.
إن تشخيص المعرفة: يجب أن يسبقه وجود غموض وعين في مشروع ما (مشكلة) يحتاج إلى معرفة ملائمة لإيجاد حل له، مع مراعاة عنصر الزمن، وتستخدم المنظمة في عملية التشخيص العديد من آليات الإكتشاف منها: خرائط المعرفة، دفتر الملاحظات، الماذج وغيرها من الوسائل.

- إكتساب المعرفة:

بعد الإنتهاء من تحديد المعرفة المطلوب الحصول عليها يتم العمل على إكتسابها وبلوغها، وإقتناء ومعرفة جديدة أو معرفة كانت قبلا، ولكنها لم تستعمل لأنها لم يكن متاحة ويكون لإكتساب مهمة أفراد منظمة. ([12])
ويتم إكتساب المعرفة من مختلف مصادرها الداخلية و الخارجية بالنسبة للمنظمة وهذه المصادر قد تكون: وثائق، بحوث، مستودعات معرفية عاملين....الخ.
وتستخدم العديد من الوسائل في إكتساب المعرفة وذلك بحسب الحاجة وإمكانيات المنظمة نذكر على سبيل المثال: الإتصال، النقاش والحوار، الأنترت، حضور المؤتمرات والندوات، التعليم والتدريب.

- توليد المعرفة:

إن إكتساب المعرفة لدى المنظمة وأفرادها هو عملية أولية قاعدية ضمن عمليات إدارة المعرفة تهدف إلى إكتساب وتكوين رصيد معرفي الذي تكمن أهميته في تحويله إلى معرفة صردحية تترجم إلى أقوال وأفعال لتصبح معرفة جديدة إبتكارية تتجلى في قضايا وممارسات جديدة تسهم في تعريف المشكلات وإيجاد الحلول الجديدة باستمرار ونقل الممارسات الفضلى وتطوير مهارات المهنيين وهذا يعزز ضرورة فهم أن المعرفة ولابتكار عملية مزدوجة ذات اتجاهين، فالمعرفة مصدر للابتكار، والابتكار عدما يعود يصبح مصدرا لمعرفة جديدة.

- تخزين المعرفة:

بعد تمكن المنظمة من توليد أقصى حد من المعرفة التي تحتاجها والتي قد تحتاجها، تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من قوة إلى ترميز تلك الكنوز المعرفية وتوثيقها بطريقة تضمن حفظها من التلف أو الضياع بغية تفعيلها واستخدامها لاحقا.
ويتم تخزين المعرفة في مخازن المعرفة التي تتسع لكل أشكال المعرفة وفق أشكال متنوعة للتخزين وبمرورها على مصافي لتكريرها، وتنظيمها لتجسيد في النظم الخبيرة ،قواعد المعرفة، الإجراءات والعمليات الموثقة، شبكات العمل، برمجيات المجموعة وكل يشكل الذاكرة التنظيمية للمنظمة التي يلعب إختصاصي المعلومات الدورة الأعظم فيها.
يعتبر تخزين المعرفة جسرا بي توليد المعرفة وبين استرجاعها، فإبداع المعرفة لا يقتصر على المشاركة بها فقط، وإنما في استخدامها بكفاءة، ومن هنا تأتي أهمية تخزين المعرفة والطرق والوسائل المستعملة، مع ضرورة إيجاد نظام لإدامتها والسيطرة عليها وتطويرها ومن ثم توصيلها.

- توزيع المعرفة: ([13])

تعد عملية توزيع المعرفة من العمليات بالغة الأهمية تتخذها المنظمة شعارا في إدارة المعرفة وترتبط بها العديد من المصطلحات مثل: النشر، البث، التدفق، النقل وغيرها تعبيرا عن تحريك المعرفة من مخازنها إلى كل من يجب نقلها إليه.
تستخدم المنظمة أساليب متنوعة لتوزيع المعرفة بعضها رسمي كجلسات التدريب والتجوال الشخصي والبعض الآخر غير رسمي كحلقات الدراسة، والمؤتمرات وغيرها، ومن أجل تفعيل العملية تعمل المنظمة على السماح للأفراد المستخدمين بالإنتقال عبر الأقسام وتشجيع التجمعات، وكذا تكثيف إستعمال التكنولوجيا، المهم ضمان وصول المعرفة للشخص الملائم وفي الوقت الملائم.

- تطبيق المعرفة:

إن هذه العملية هي المستهدفة في عمليات إدارة المعرفة، تصبح فيها المعرفة وتوظيفها أهم وسيلة في إنجاز الأعمال بالمنظمة، وفي هذه المرحلة تتجسد فائدة إدارة المعرفة وتتحدد مدى صحة وفعالية الأداء المعرفي.
إن المعرفة تأتي من العمل وكيفية تعليمها للآخرين ،حيث تتعلم المعرفة التعلم و الشرح والتعلم يأتي عن طريق التجريب والتطبيق، إن تطبيق المعرفة يسمح بعمليات التعلم الفردي والجماعي الحرية، والمشاركة في المعرفة التي تؤدي إلى ابتكار معرفة جديدة([14]) فتطبيق المعرفة يجب أن يتماشى مع إستراتيجيات المنظمة كما أن نجاح أية منظمة في برامج إدارة المعرفة لديها يتوقف على حجم المعرفة.
إن نظام المعرفة الكفء في المنظمة لا يكفي لضمان النجاح في الشركة، لكنه بمثابة خطوة إيجابية للتعلم، وتطبيق المعرفة أهم من المعرفة ذاتها، ولن تقود عمليات الإبداع والتخزين والتوزيع وحدها إلى تحسين الأداء التنظيمي مثلما تقوم به عملية التطبيق الفعال للمعرفة وخاصة في العملية الإستراتيجية في تحقيق الجودة العالية للمنتجات والخدمات. ([15])

3-1-8 تحديات إدارة المعرفة: ([16])

إن تطبيق إدارة المعرفة يصادفها مجموعة من التحديات ،نذكرها كالآتي:

- التحدي الأول: الثقافة التنظيمية

يتطلب تطيبق إدارة المعرفة في أي مظمة أن تكون القيم الثقافية السائدة ملائمة ومتوافقة مع مبدأ الاستمرار في التعلم وإدارة المعرفة، وأن تكون الثقافة التنظيمية مشجعة لروح الفريق في العمل، وتبادل الأفكار ومساعدة الآخرين والقدوة والمثلى الأعلى.
والجدير بالذكر أن الثقافة التنظيمية تتضمن ثلاثة عناصر، وهي على النحو التالي:
- القيم: وتشير إلى ما يعتقد أعضاء المنظمة أنه الأفضل ،وأن من شأنه تحقيق نتائج مرغوبة، والقيم هي أحكام يكتسبها الفرد وتحدد مجالات تفكيره وسلوكه وقد تكون إيجابية أو سلبية.
- المعايير: وهي المقاييس المشتركة حول كيفية تصرف البشر داخل المظمة وهم بصدد إجاز أعمالهم، وبعبارة أخرى هي الأنماط المتوقعة للسلوك والإطار الذي يرجع إليه الفرد من أجل أن يكون مرشدا له.
- الممارسات: ويقصد بها ما يتم إتباعه من إجراءات رسمية أو غير رسمية عند القيام بالأنشطة والمهام المطلوبة، مثل خطوات عملية تنفيذ المشروعات والاجتماعات، واللقاءات غير الرسمية، ولكل شكل من أشكال الممارسات التنظيمية دوره وقواعده التي تحكم كيفية القيام به.
- التحدي الثاني: التحديات التنظيمية ،وتحتوي على:
- الهيكل التنظيمي: يلعب الهيكل التنظيمي دورا أساسيا في إدارة المعرفة، فقد يكون عنصرا مساعدا لها ومن أهم تحدياته:
أن يشجع الهيكل السلوك الفردي داخل إحدى الوحدات التنظيمية ،وحجب المعرفة عن باقي الوحدات بالإضافة إلى أن الهيكل التنظيمي الهرمي الذي يتسم بالجمود يعد عائقا أمام برامج إدارة المعرفة، وعلى ضوء ذلك يمكن الإشارة إلى توفر أشكال معنية: للهياكل التنظيمية قد تكون أكثر ملائمة من بينها: 
- الهيكل الأفقي المتسع: حيث يكون نطاق الإشراف كبيرا جدا،وفي هذا النوع نجد أن الأوامر لا تأتي من الرئيس إلى المستوى الذي يقع أسفله بل أن السلطة المركزية تصبح منبع للمعلومات ومنسق الإتصالات أو مستشار يجيب على الأسئلة الصعبة التي تحتاج إلى الخبرة أكثر.
- الهيكل الشبكي: وهو عبارة عن وحدات وختلفة لها جميعا نفس الدرجة من الأهمية ونفس المستوى الوظيفي ولكل خبرته وتخصصه المتميز، وتتبادل الإتصال المباشر مع بعضها البعض، وتستطيع التشاور لحل المشاكل جماعيا وطبقا لنوع المشكلة.
- القيادة : تلعب القيادة دورا بالغ الأهمية في إدارة المعرفة فالقائد هو النموذج و القدوة التي يحتذى بها الآخرون، وهو المسؤول عن بناء واستمرار ونجاح منظمة بها أفراد وجماعات وفرق عمل، ويقع على القائد مهمة تصميم إستراتيجيات إدارة المعرفة في المنظمة وتحديد الدور المنوط بكل فرد أو مجموعة مع أخذ آرائهم في الاعتبار لكي يضمن وجود رؤية واحدة تسود المنظمة.

 التحدي الثالث: التكنولوجيا([17])

يرى البعض أن التكنولوجيا هي أهم محدد لإدارة المعرفة، فالمنظمات التي توظف التكنولوجيا بأفضل طريقة لإدارة المعرفة، ستكون الأحسن قدرة على البقاء والاستمرارية في ظل المنافسة.
إن استخدام تكنولوجيا المعلومات في برامج إدارة المعرفة سيحسن قدرة العاملين على الإتصال ببعضهم، ولعدم وجود الحواجز التي تكون موجودة بسبب المكان والزمان، والمستوى الوظيفي بالإضافة إلى إتاحة أكثر في التعامل مع المعلومات، والبيانات وذلك لوجود قواعد بيانات، وإمكانية تشغيلها عن بعد وفي أي مكان.

3-2 إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية:

3-2-1 مواصفات المعلومات المطلوبة لإدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية الجزائرية: ([18])

لا بد من الـتأكيد على أنه بغرض أن تكون المعلومات التي يقدمها مركز المعلومات أو المكتبة جيدة ومفيدة، وقابلة للإستثمار المعرفي في أية منظمة أو مجتمع لا بد من توفير عدد من الخصائص، التي نوجزها في الآتي:

- دقة المعلومات:

وتعني بالدقة النوعية الدقيقة للمعلومات، وعلى هذا الأساس فإنه ينبغي أن تكون المعلومات التي تقدم للمستفيد في صورتها الجيدة والصحيحة، وهنا يأتي دور العاملين على تجميع ومعالجة البيانات والمعلومات ،لأن مثل تلك البيانات والمعلومات التي ستتحول إلى المستخدمين والمستفيدين في الحقل المعرفي هي خالية من الأخطاء.
كذلك فإن دقة المعلومات تشمل موضوعيتها أي أنها تكون بعيدة عن التحيز حيث أن العديد من المعلومات وخاصة في مجالات العلوم الاجتماعية والسياسية، قد تميل إلى التحيز لأفكار أو إتجاهات محددة بمعزل عن الأنظمة و الاتجاهات الأخرى المختلفة معها.

- تقديم المعلومات في الوقت المناسب:

تقديم المعلومات وإسترجاعها للمستفيد وصاحب القرار يكون في الوقت المناسب، فتقديم المعلومات المطلوبة وإن كانت جيدة ودقيقة بطريقة متأخرة وفي غير موعدها للباحث أو صانع القرار في المجال المعرفي قد لا تفيده في شيء.

- الصلاحية و العلاقة:

أي أن المعلومات ملائمة لإحتياجات المستفيد ومنسجمة مع تطلعاته و الواجبات المطلوبة منه، والواجب أدائها على الوجه الصحيح وقد تختلف القيمة الموضوعية والصلاحية من شخص إلى آخر، فما هو مناسب لباحث ومستفيد معين ليس بالضرورة أن يكو مناسبا لآخر، ولابد هنا من التأكيد على شعارهم الذي تتحلى به المكتبات بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة وهو المعلومة المناسبة للشخص المناسب وفي الوقت المناسب.

- التكامل أو الشمولية:

ونعني به تأمين كل جوانب إحتياجات الباحث و المستفيد وتغطية مختلف جوانب موضوعه، دون نقصان في هذا الجانب أو ذاك من الموضوع الذي يبحث عنه ويحتاجه، ولا تتعارض الشمولية مع الجوانب الأخرى من سمات المعلومات الجيدة كالصلاحية و الصلة الوثيقة بموضوع البحث ،ودقتها ومرونتها ومن الجدير بالذكر أنه كلما زادت نسبة الاكتمال في المعلومات كلما كانت أكثر فائدة.

- الوضوح:

أي تكون المعلومات بعيدة عن الغموض واللبس والخلط غير المبرر، مع مواضيع أخرى.

- سهولة المنال والإتاحة:

أي أن إمكانية الوصول إليها متوفرة وغير معقدة ولا يحمل الباحث مشتقات كبيرة غير مبررة في الوصول إليها، حيث أن الصعوبات التي تقف عائقا في سبيل الوصول إلى المعلومات ستكون على حساب التوقيت المطلوب.
- قابلة للتحقيق:
أي أن المعلومات المقدمة قابلة للمراجعة و الفحص و التحقيق من صحتها. ([19])

3-2-2 أهداف إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية:

تختلف وتتنوع أهداف إدارة المعرفة بإختلاف وتنوع الجهات التي توجد بها، والمجالات التي تعمل فيها، وهناك مجموعة من الأهداف العامة التي تشترك فيها إدارة المعرفة في مختلف أنواع المنظمات وهي على النحو التالي:
- تحديد وجمع المعرفة وتوفيرها بالشكل المناسب والسرعة المناسبة لتستخدم في الوقت المناسب.
- بناء قواعد معلومات لتخزين المعرفة وتوفيرها واسترجاعها عند الحاجة إليها.
- تسهيل عمليات تبادل ومشاركة المعرفة بين جميع العاملين
- نقل المعرفة الكامنة (الضمنية) من عقول ملاكها، وتحويلها إلى معرفة ظاهرة.
- تحسين عملية صنع القرار من خلال توفير المعلومات بشكل دقيق، وفي الوقت المناسب مما يساعد في تحقيق أفضل النتائج.
- الإسهام في حل المشكلات التي تواجه المظمة أو المكتبات بشكل خاص، والتي قد تؤدي إلى نقص كفاءة تها أو هدر وقتها وأموالها.
- جذب رأس المال الفكري لتوظيفه في حل المشكلات، و التخطيط الاستراتيجي .
- تطوير عمليات الابتكار بالمكتبات وتقديم خدمات ومنتجات مبتكرة باستمرار.
- الإسهام في تسريع عمليات التطوير بالمكتبات لتلبية متطلبات التكيف مع التغيير السريع في البيئة المحيطة بالمنظمة. ([20]) 
- نشر وتبادل التجارب و الخبرات وأفضل الممارسات الداخلية و الخارجية.

3-2-3 مبادئ إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية: ([21])

هناك مجموعة من المبادئ التي يتطلب من المسؤول الإلتزام بها عند إدارته للمعرفة وم أبرز تلك المبادئ:
- إدارة المعرفة عملية لا تنتهي:
يعتقد بعض المديرين أو القادة أنهم إذا استطاعوا أن يسيطروا على المعرفة في المؤسسات التي يديرونها فإنهم بذلك قد أنهوا مهماتهم و الحقيقة أن إدارة المعرفة مهمة لا تنتهي شأنها شأن إدارة الموارد المالية والبشرية، ويكمن السبب في ذلك إلى أن أنواع المعرفة الصريحة والضمينة في تغيير دائم وأن التغيرات المتسارعة في البيئات المعرفية تتطلب من مديري المعرفة أن يأخذوا في الحسبان التغيرات المحتملة في التكنولوجيا المتطورة وفي الأساليب الإدارية وجوانبها التنظيمية وما يتعلق باهتمامات المستفيدين.
- تحتاج إدارة المعرفة إلى قادة أكفاء:
يشير هذا المبدأ إلى أن المسؤول لن يستطيع إدارة المعرفة بفعالية إلا إذا توافر لديه مجموعة من العاملين القادرين على تحمل المسؤوليات والمهام الملقاة على عاتقهم، والمتمثلة في جمع المعلومات من مصادرها المختلفة، وتصنيفها وفهمها وتفسيرها ومن ثم توظيفها ميدانيا بشكل متقن، مما يساعد في تحقيق الأهداف المشتركة.
- تحسن إدارة المعرفة عمليات العمل:
يترتب على الإدارة الفاعلة إحداث تحسن في الأساليب والعمليات، لأنها تعمل على توفير كل ما هو جديد من المعلومات ،وتشجع العاملين فيها على توظيف ذلك ميدانيا من أجل ضمان تحسين مستمر في الأداء.
- التوصل إلى المعرفة وهو بداية الطريق :
ينبغي على القائد أن يتعامل مع المعرفة بصورة إيجابية ونشطة ،فلا يكتفي بجمع المعلومات من مصادرها المتنوعة ،بل يجب عليه تصنيفها وفهمها وتفسيرها، وتلخيصها وتوصيلها إلى العاملين معه.
- المعرفة مكلفة ،غير أن الجهل أكثر كلفة:
تشكل المعرفة جزءا من رأس المال للمكتبات ومؤسسات المعلومات، وتتطلب من القائد استثمار كافة الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة في المؤسسة التي يديرها وتوفير الوثائق والتوصل إلى المعلومات الحديثة، وترتيبها وتنقيحها، وإعدادها ،وتصنيفها ونشرها وتوعية العاملين معه، وتشجيعهم على إنتاج المعرفة وتبادلها فيما بينهم، وتوظيفها كل حسب اختصاصه، بما يسهم في تحسين الأداء وتطويره باستمرار لصالح المكتبات ومؤسسات المعلومات. 
- تقوم إدارة المعرفة على الدمج بين البعدين الإنساني والتقني:
لا تستغني إدارة المعرفة عن الانسان والتكنولوجيا الحديثة لأن الإنسان هو الذي يستوعب المعرفة ويفسرها ويربطها مع غيرها، ويجمعها شتات المعارف الأخرى، أما الحواسيب ونظم الإتصالات فهي التي تحفظ المعرفة وتعمل على تحويلها وتوزيعها، وعليه فإن إدارة المعرفة في مؤسساتنا بحاجة إلى بيئة مهجنة من الإنسان والتقنية الحديثة وهي في هذه الحالة خليط من المهارات والتقنيات والسرعة والفعالية والتطوير. ([22])

3-2-4 خصائص إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية: ([23])

مع تطور اقتصاد المعرفة ازداد الاهتمام بإدارة المعرفة ، داخل المكتبات باعتبارها مصدر من مصادر المعرفة والتعلم، ونظرا للعجز الذي أصبحت تواجهه المكتبات الجامعية في مواجهة احتياجات المستفيدين وتنوع فاتهم وتخصصاتهم، أصبحت الإدارة التقليدية لا تغطي المتطلبات التسييرية للمكتبة الجامعية، ومن ثم هناك مكتبات جامعية سلكت نمط إدارة جديد للنهوض برسالة المكتبة الجامعية ودعم البحث العلمي وهو نمط له ميزاته وخصائصه ويمكن تلخيصها فيما يلي: 
- إدارة الموارد البشرية قلب (جوهر) إدارة المعرفة داخل المكتبات الجامعية .
- هدف إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية هو دعم إبداع المعرفة (الإيداع المعرفي).
- تكنولوجيا المعلومات هي أداة إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية.
- إدارة الموارد البشرية جوهر إدارة المعرفة داخل المكتبات الجامعية:
يعتبر المورد البشري ، المورد الأكثر أهمية في نظام اقتصاد المعرفة وذلك لما يكتسبه من قدرات ومواهب لإدراك المعرفة والإمساك بها، لذا وجب على المكتبات بصفة عامة والمكتبات الجامعية بصفة خاصة الاهتمام بهذا المورد وتطوير إمكانياته من خلال وضع برامج التكوين المهني، والتعليم المتواصل لكل فريق عمل المكتبة دون استثناء، وذلك من أجل رفع مستوى معرفتهم العلمية، ودعم قدرتهم على اكتساب وإيداع المعرفة، شريطة احترام القيم الإنسانية حتى يكون هناك تبادل للمعارف([24]) بين جميع الموظفين وبناء علاقات وطيدة بينهم لان العلاقات الاجتماعية وحدها لها القدرة على الوصول إلى المعارف النامية في أدمغة الأفراد، ولها أهمية في زيادة الكفاءة في العمل وتحسين مستوى العمال.
- الإبداع المعرفي في المكتبات الجامعية:
يعتبر الإيداع المعرفي صميم مجتمع المعرفة ويتكون من مجموعة من العمليات التي تتعلق بإيجاد المعرفة، معالجتها، تخزينها، وتوزيعها، والمكتبات الجامعية بمثابة أداة الربط في سلسلة النظام العلمي، وهي بما توفره من إمكانيات بيئية مناسبة للإيداع المعرفي سواء بالنسبة للعاملين فيها، والمستفيدين منها والباحثين، حيث يعتبر مشاركا فعالا في دعم البحث العلمي ومكان لالتقاء نخبة المجتمع، ومن ثم يفتح المجال للنقاشات والحوارات حول مواضيع مختلفة وتطرح إشكاليات عالقة ، ويبدأ نقل وتحويل المعرفة بين مختلف فئات الباحثين والمستفيدين دون إقصاء للموظفين للخروج بحلول ونتائج تساعد في اتخاذ القرارات .

- تكنولوجيا المعلومات أداة المعرفة بالمكتبات الجامعية:

يعتبر تكنولوجيا المعلومات بكل أبعادها وقدرتها من الأمور المهمة والمفتاحية في تناقل المعرفة والمشاركة فيها، ولكن هناك عدد من الاعتبارات التي ينبغي الانتباه إليها عند اللجوء إلى تكنولوجيا المعلومات في نقل المعرفة يمكن أن نحددها فيما يلي:
- تجاوب تكنولوجيا المعلومات وتناسبها مع احتياجات المستخدم: ينبغي أن تكون هناك جهود مستمرة و مكثفة ، للتأكد من أن تكنولوجيا المعلومات المستخدمة تتناسب وتتجاوب مع شتى الاحتياجات الآنية والمستقبلية للمستفيدين، آخذين بعين الاعتبار بان مثل هذه الاحتياجات تتغير وإن مواكبة مثل هذه التغيرات ضرورية 
- بنية المحتويات والمضامين وسهولة الوصول إليها : في النظم الكبيرة إجراءات الفهرسة، والتصنيف تكون ضرورية ومهمة تفرض تأمين الوصول السريع والسهل للمواد والمعلومات والمعارف المحفوظة في الوثائق .
- متطلبات ومعايير نوعية المضامين والمحتويات: ينبغي أن يكون هناك معايير ومواصفات في إضافة وإدخال مضامين ومحتويات جديدة إلى النظام، مما يؤمن السرعة والسهولة في استرجاع الموارد المطلوبة.
- تكامل تكنولوجيا المعرفة مع النظم المتوفرة: حيث انه من الضروري التوجه نحو تكامل تكنولوجيا المعرفة ذات الصلة، مع خيارات التكنولوجيا المتوفر والموجودة أصلا.
- القدرة والقابلية على التوسع والتطور: فالحلول التي يمكن أن تنجح مع مكتبات صغيرة مثل: مواقع الشبكة العنكبوتية الخاصة بلغة النص المترابط أو المتشعب قد لا تكون بالضرورة ملائمة للمكتبات الكبيرة ، التي تعمل بشكل واسع و على مستوى عالمي .
- توافقيه الأجهزة والبرمجيات : أي التأكد من أن الخيارات المتاحة والمتوفرة متوافقة ومنسجمة مع سعة النطاق، في الاتصالات من جهة وكذلك القدرات الحاسوبية المتوفرة للمستخدمين من جهة أخرى، وكذلك التوافق بين التكنولوجيا وقدرات المستخدمين بهدف الاستثمار الأمثل لإمكانيات الوسائل التكنولوجية المتاحة([25])

3-3- متطلبات تطبيق إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية: ([26])

يتطلب تطبيق ادارة المعرفة في المكتبات تهيئة المنظمة للوصول الى اقصى استفادة ممكنة من المعرفة، بحيث تكون بيئة مشجعة على الإدارة الفعالة للمعرفة، ومن ثم يمكن تخزين ونقل وتطبيق المعرفة، وبصفة عامة، فان مثل هذه البيئة تتطلب توافر العناصر الآتية: هياكل تنظيمية ملائمة لإدارة المعرفة، وقيادة وثقافة تنظيمية تشجع على ذلك وتكنولوجيا المعلومات، وفيما يلي شرح لهذه المتطلبات :

- الهياكل التنظيمية:

يعرف الهيكل التنظيمي بأنه البناء الذي يحدد الإدارات والاجزاء الداخلية للمكتبة ومركز المعلومات اللازمة لتحقيق الأهداف وأيضا خطوط السلطة ومواقع اتخاذ القرار ومواقع تنفيذ القرارات الإدارية، وليس هناك هيكل تنظيمي جاهز يمكن تطبيقه في أي مكتبة أو مركز معلومات، لذا تقوم كل مكتبة على حدة تصميم هيكلها التنظيمي وتطويره، وهناك مجموعة من العوامل المؤثرة على اختيار الهيكل التنظيمي المناسب للمكتبات ومراكز المعلومات لعل من أهمها حجم المكتبة ونوع المكتبة وتقنية المعلومات وغيرها من العوامل.
وتستخدم المكتبات على اختلاف أحجامها وأنواعها العديد من أشكال الهياكل التنظيمية مثل الهيكل الهرمي والعمودي والأفقي ...الخ
ومما لا شك فيه أن الهياكل التنظيمية الأكثر ملائمة لإدارة المعرفة هي تلك الهياكل التي تتسم بالمرونة والتكيف مع البيئة، وسهولة الاتصالات وقدرتها على الاستجابة السريعة للمتغيرات.

- القيادة ومدير المعرفة:

مما لا شك فيه أن القيادة عنصر مهم في تبني([27]) وتطبيق إدارة المعرفة، فالقائد يعتبر قدوة للآخرين في التعلم المستمر، فإدارة المعرفة تتطلب نمطا غير عادي من القيادة يتمكن من قيادة الآخرين لتحقيق أعلى المستويات من الخدمات، ويعتبر دور ضابط أو قائد المعرفة من أدوار الإدارة العليا ويوازي دور مدير إدارة الموارد البشرية، أو إدارة المعلومات وبالتالي فإن دور قائد المعرفة دور مركب متعدد الوجوه، يتضمن القيام بالمهام التالية: 
- الدفاع عن المعرفة فالتغيرات طويلة الأمد المتعلقة بالثقافة التنظيمية، وسلوكيات الأفراد المتعلقة بالمعرفة هي أمر ضروري وهذه التغيرات تتطلب دفاعا قويا مستداما .
- تصميم وتنفيذ البنية التحتية للمعرفة، ومراقبتها بما يشمله ذلك من المكتبات و قواعد المعرفة وشبكات المعرفة ومراكز البحوث والبنية المنظمة المستندة إلى المعرفة.إدارة العلاقات مع مزودي المعلومات و المعرفة الخارجين ومناقشة العقود المتعلقة بالعمل معهم والتفاوض حولها.
- بناء ثقافة المعرفة في المنظمة.
- تقنية المعلومات:
إن جمع واكتساب المعرفة هي نقطة البداية لإدارة المعرفة في المكتبات، وتقوم تطبيقات تقنية المعلومات بتوسيع مجال الحصول على المعرفة واكتسابها والرفع من سرعة جمع هذه المعرفة والتقليل من التكاليف المصاحبة لذلك، فمن غير الممكن لانجاز مثل هذه المهام الاعتماد على العقول البشرية خاصة في هذا العصر الحديث الذي تتغير فيه المعرفة في كل يوم، فالمعرفة المكتسبة يجب أن تجمع داخل مخازن المعرفة في المكتبات، و ليست أهمية استخدام تقنية المعلومات في الخزن بسبب كمية المعرفة فقط بل كذلك في استرجاع وتصنيف وامن ترك المعرفة، ولا غنى عن تطبيقات تقنية المعلومات كذلك في استخدام و تبادل المعرفة كمصدر وأداة للإيداع المعرفي.
وبصفة عامة فان تهيئة المناخ المناسب لتطبيق إدارة المعرفة التنظيمية تتطلب بالضرورة التحول إلى الممارسات الإدارية الأكثر توافق مع معطيات([28]) عصر المعرفة، مثل:
- التحول من الهيكل التنظيمي الهرمي الشكل المتعدد المستويات إلى الهياكل التنظيمية الأكثر تفلطحا، والأبعد عن الشكل الهرمي.
- التحول من النظم المركزية التي تعتمد على احتكار المعرفة وتركيزها في مستوى تنظيمي واحد، إلى النظم اللامركزية التي تستند إلى تدفق وانتشار معرفي يغطي المنظمة كلها ويشارك الجميع في تخليقها.
- التحول من أنماط التنظيم القائمة على العمل الفردي المنعزل إلى نمط العمل الجماعي في فرق عمل ذاتية.
- الثقافة التنظيمية:
وهي مجموعة القيم والمعتقدات والأحاسيس الموجودة داخل المنظمة والتي تسود بين العاملين مثل طريقة التعامل أفراد مع بعضهم البعض، وتوقعات كل فرد من الآخر ومن المنظمة، وكيفية تفسيرهم لتصرفات الآخرين.
ويتطلب تطبيق إدارة المعرفة في أية منظمة أن تكون القيم الثقافية السائدة ملائمة ومتوافقة، مع مبدأ الاستمرار في التعلم وإدارة المعرفة، وأن تكون الثقافة التنظيمية مشجعة لروح الفريق في العمل، وهناك عوامل تساعد على إدخال مفهوم إدارة المعرفة في المنظمة، وهي بالتالي تمثل عوامل ايجابية لإدارة المعرفة في المنظمات ويقصد بها الثقافة التي تشجع وتحث على العمل بروح الفريق وتبادل الأفكار ومساعدة الآخرين والقدوة والمثل الأعلى للقيادة الفعالة التي تعتني بالمعرفة، والعوامل التي تساعد وتحفز على تبني مفهوم ادارة المعرفة، كما توجد عوامل تؤثر سلبا في تبني المنظمة لإدارة المعرفة ولذلك ينبغي التخلص منها أولا قبل محاولة إدخال هذا المفهوم في المنظمة مثل الاعتقاد بان معرفة الأفراد نفسهم لا قيمة لها، وعدم فهم المعنى الحقيقي لإدارة المعرفة.
ولتقنية المعلومات دور مهم في تطوير وتنمية المنظمات، من خلال توفير المعلومات المناسبة في الوقت المناسب، ودعم وتحسين عملية اتخاذ القرار، وتحسين وتنشيط حركة الاتصالات بالمنظمة، وتوفر تكنولوجيا المعلومات الحديثة لإدارة المعرفة الكثير من الإمكانيات مثل: شبكة المعلومات والشبكة الداخلية وبرامج التصفح ومخازن البيانات مما يسهل ويسرع إدارة المعرفة في المنظمات، ومن أجل إدارة المعرفة بفعالية وكفاءة فقد تم تصميم نظم خاصة بإدارة المعرفة تهدف إلى جمع المعلومات، وتخزينها، واسترجاعها ونقلها، وهناك العديد من نظم إدارة المعرفة منها على سبيل المثال لا الحصر:
- نظم الذكاء الاصطناعي وتشمل: النظم الخبيرة، والشبكات العصبية ونظم المنطق الغامض.
- تكنولوجيا الشبكات وتشمل: الانترنت، والانترانت......... 
- نظم المعلومات الإدارية الذكية المستندة على الويب .
- نظم دعم الإدارة، وتشمل: برامج الدعم الجماعي، نظم إدارة الوثائق، ومستودعات البيانات، نظم التنقيب عن البيانات، نظم مساندة القرارات.

3-4-تطبيق إدارة المعرفة في المكتبات الجامعية: ([29])

تعد هذه العملية الضرورية والهدف الأساسي لإدارة المعرفة في المكتبات ومرافق المعلومات، وهناك يجب توجيه القاعدة المعرفية مباشرة نحو تحسين الأداء في المكتبة أو مرافق المعلومات في حالات صنع القرار والأداء الوظيفي، ويمكن أن يكون استخدام المعرفة مباشر من خلال استخدام قواعد البيانات والمعرفة المجهزة للاستخدام كتلك التي يستخدمها المدراء في اتخاذ بعض القرارات، أو أن يكون تطبيق المعرفة بطريقة غير مباشرة كتلك المعرفة التي يحصل عليها موظف المكتبة، من خلال الاتصال بالعاملين وتبادل الأفكار والخبرات التي تنعكس على أداءه في العمل، وخلال هذا التطبيق للمعرفة تتولد معرفة جديدة داخل المكتبة او مركز المعلومات.

- محاور تطبيق إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية:

× المحور الأول: الوعي والالتزام
يعتبر هذا المحور القاعدة والأساس الذي يبنى عليه العمل في إدارة المعرفة داخل المؤسسة، حيث لا سبيل الى تبني العمل بإدارة المعرفة داخل الأمانة دون تأسيس ثقافة عامة من المشاركة في المعرفة داخلها، حيث أن العمل بإدارة المعرفة عمل جماعي تشاركي يستلزم الوعي والمعرفة أولا ثم القناعة الشخصية، والرغبة إلى ان يصبح هذا ثقافة عامة سائدة داخل المؤسسة .
خطوات تحقيق الوعي بادارة المعرفة: ([30])
- اشراك عدد كبير من الموظفين بكافة المستويات الإدارية من مدراء ، رؤساء وأقسام، موظفين بدورات متخصصة بإدارة المعرفة ، بهدف التوعية والتدريب 
- و التزاما من الإدارة بتحقيق هذا المفهوم، فقد تم تشكيل فريق متخصص معين بادارة المعرفة مع توفير الإمكانيات اللازمة له وتدريبه، وتسهيل مهمته لدى دوائر الامانة بحيث يتولى هذا الفريق ومسؤوليه وضع الأسس لتطبيق إدارة المعرفة وصياغة الاستراتيجية الخاصة بادارة المعرفة، ومتابعتها وتقييمها.
× المحور الثاني: التخطيط والتنفيذ
يرافق إعداد الإستراتيجية الخاصة بإدارة المعرفة الخطوات العملية ابتدأها الفريق ضمن خطة العمل الخاص به، بحيث تم الاستفادة بشكل واضح من الاستبيانات واللقاءات والجولات الميدانية والدراسات لوضع إستراتيجية ذات أهداف واقعية وعملية، وقد تم تكليف الفريق بإعداد الاستراتيجية مع توفير الخبرات والاستشارات الخارجية المطلوبة والاطلاع على الممارسات العالمية، بهذا الخصوص للوصول الى بناء استراتيجية واضحة لإدارة المعرفة ويتم الاعتماد على الخطوات التالية لدى إعداد الإستراتيجية:
- تحليل الوضع القائم باعتماد نظرية SWOT: 
يتم تحليل الوضع الحالي داخل الأمانة وبيان نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة، و التهديدات للاستفادة من هذا التحليل عند صياغة الاهداف في الاستراتيجية
- تحليل الفجوات:
حيث تم حصر الموجودات والمتطلبات اللازمة لإدارة المعرفة وبيان مدى تحققها والفجوات إن وجدت، وبالتالي بناء الأولويات وخطط العمل اللازمة لتوفيرها، ومن الجدير بالذكر أن تحليل الفجوات تنازل المحاور الاربع الذي ارتكز عليها العمل في ادارة المعرفة وتبين نقص واضحا في عمليات التخطيط([31])، وكذلك التقييم والمتابعة ، كذلك تبين وجود فجوات واضحة في اعداد خرائط المعرفة الضمنية والصريحة كان تحليل الفجوات منطلقا رئيسيا في تحديد الاهداف و بناء خطط العمل .
- تحليل المخاطر:
حيث يتم تحديد المخاطر المتعلقة بالمحتوى المعرفي ونظم المعرفة ومن ثم تقييمها من حيث إمكانية الحدوث والأثر المترتب عليها، وترتيبها وفق الأولويات للخروج الى ايجاد خطة، ادارة المخاطر المتعلقة بالمعرفة، وكيفية مراجعتها والتعامل معها.
- المراجعة والتقييم:
وتعتبر هذه النقطة ركيزة أساسية في إعداد الاستراتيجيات بشكل عام، إلا أنه فيما يختص بإدارة المعرفة تعتبر أكثر إشكالية ذلك انه من الصعوبة بمكان قياس مدى تحقق الأهداف، وقياس مدى تأثير إدارة المعرفة على الأداء المؤسسي بشكل عام، وعليه فقط تم دراسة هذا الأمر بصورة علمية ودراسة التجارب العالمية في هذا المجال للوصول الى بناء قاعدة لتقييم أثر المعرفة على تحقيق النتائج، ودراسة قياس تحقيق الأهداف، وعليه تم اقتراح آلية للمراجعة معايير التقييم المقاسة.
× المحور الثالث: نشر وتعميم المعرفة
ولتحقيق هذا المحور فقد تم العمل على وضع النظم والإجراءات للمشاركة بالمعرفة ونشرها وتعميمها، وذلك من خلال :
إعداد خارطة مرنة للمعرفة تتضمن: إيجاد خارطة المعارف الضمنية داخل الأمانة.
- حصر قامة الموجودات المعرفية في الأمانة.
- تحديد مصادر المعرفة داخل المؤسسة وخارجها وحصر المعلومات الصريحة والضمنية وتعميمها ونشرها، ودعمها بوسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات.
- المراجعة والتحديث المستمر للمعرفة.
عمليات المراجعة والتقييم:
وذلك للسلوك المؤسسي وسلوك الأفراد حيث تم بناء نظام مراجعة يتضمن النظر الى السلوك المؤسسي ومراجعتة وفق:
- حاجات المؤسسة 
- الاستراتيجيات والأهداف الموضوعة.
- النظم والقدرات والتكنولوجيا المرافقة.

 البنية التحتية الالكترونية اللازمة:

لنقل ونشر المعرفة حيث تم دراسة الجاهزية الالكترونية من حيث البنية التحتية والموارد البشرية، وإعداد خطط شاملة لرفع الجاهزية تضمنت رفع الكفاءة الالكترونية للأنظمة والشبكات وتطوير القدرات الشخصية للعاملين، من خلال الدورات المختصة وورشات العمل وغيرها.
× المحور الرابع: الاتصالات
يتم النظر الى الاتصالات كمحور رئيسي وأساسي في إدارة المعرفة، وتم الإشارة بوضوح لها من الخطة الاستراتيجية لادارة المعرفة وعليه فقد تم اعداد استراتيجية خاصة للاتصال على شكلية الاتصال الداخلي، ويشمل الاتصال ما بين الدوائر والمناطق المختلفة، بالإضافة إلى الاتصالات مابين الموظفين أنفسهم، والاتصال الخارجي ويشمل الاتصال مع أي جهة خارج نطاق الأمانة ومع كافة فئات متلقي الخدمة والشركاء. 

3-5 مراحل إدارة المعرفة بالمكتبات الجامعية: ([32])

نظرا لاختلاف الباحثين في مراحل إدارة المعرفة، فقد صنفها البعض ضمن أربع مراحل وهي:

- مرحلة المبادرة:

تتم في هذه المرحلة عملية بناء المكتبات ومؤسسات المعلومات لبيئة موجهة نحو المعرفة إنطلاقا من إدراكها لأهمية إدارة المعرفة، باعتبار أن المعرفة مورودا لإستمرار ميزة التنافس أما الأنشطة التي تتضمنها هذه المرحلة فهي:
- بناء البنية التحتية.
- بناء العلاقة الإنسانية.
- نظم المكافآت
- إدارة الثقافة التنظيمية 
- تكنولوجيا الاتصالات
- بناء قواعد البيانات
- الحصول على الأفكار و الآراء المقترحة 

- مرحلة النشر:

وهي مرحلة مجابهة المكتبات ومؤسسات المعلومات وتراكمها، ومن المعروف أ ن ما ينجم عن تحفيز الأفراد في مختلف المكتبات ومؤسسات المعلومات والهياكل الإدارية هو عرض واقتراح الكثير من المعرفة الكامنة التي يحتمل الاستفادة منها وتطبيقها في العمل، وعليه تكون مهمة إدارة المعرفة في هذه المرحلة منصبة على عمليات تبرير ما يعرض في أفكار وما يقدم من مقترحات لتبرير جدواها أو تعديلها. ويكون التركيز في هذه المرحلة على:
- تبرير الأفكار.
- وضع إجراءات وسياسات التبرير
- استخدام تكولوجيا المعلومات في معالجة وتحليل الأفكار لتبريرها. ([33])
- مراقبة المعرفة وأدوات التحكيم
- الحصول على المعرفة التي تم تبريرها وتحكيمها.

- مرحلة التكامل الداخلي:

يعتبر التمكامل الداخلي والتمويل الخارجي من القضايا الرئيسية التي تواجه العديد من المكتبات ومؤسسات المعلومات، فقد تواجه مشكلات خطيرة فبالرغم من توافر المعرفة لديها إلا أنها لم تستطع أن تضيف قيمة لمنتجانتها أو خدماتها ويكون التركيز في هذه المرحلة على:
- هيكلة المعرفة ورسم خريطتها.
- استخدام محركات البحث واستراتيجيتها.
- إعتماد التكنولوجيا في نظم قياس الأداء.
- الحصول على المعرفة الممولة والمتكاملة.

- مرحلة التكامل الخارجي:

تعتبر المرحلة الأخيرة من مراحل إدارة المعرفة، إذ يصبح من الصعوبة الاستمرار بميزة التنافس في حالة تركيز موارد ووقت المكتبات ومؤسسات المعلومات التنفيذي على معلوماتها الداخلية بشكل كبير وعلى أنشطة قليلة فقط لتمكنها من الأداء في المستويات العالمية، وإذا ما أخذنا بالاعتبار حدة التنافس وزيادة عدد المؤسسات المتنافسة سواء الإنتاجية أو الخدمية، مع التغيير الحاد والسريع في البيئة لوجدنا أن معظم المؤسسات حاليا بحاجة إلى تكامل معرفتها مع المعارف الخارجية، من خلال شبكات الاتصالات والتحالفات الاستراتيجية، ومن هنا يكون الموضوع الأساس في هذه المرحلة هو إدارة التعاون قائما على الثقة، وهي مهمة ليست بالسهلة لاختلاف الأهداف والثقافات لدى تلك المؤسسات ويكون التركيز في هذه المرحلة على:
- كفاءة إدارة المعرفة.
- الشبكات المتداخلة.
- التمويل الخارجي.
- إدارة التعاون.
- البريد الالكتروني.
- ظم المشاركة بالمعرفة.
- الحصول على معرفة أساسية وشبكية.

3-6 علاقة تكنولوجيا المعلومات بإدارة المعرفة: ([34])

يعتبر دور تكنولوجيا المعلومات بكل أبعادها وقدراتها من الأمور المهمة والمفتاحية في تناقل المعرفة والمشاركة فيها، وهي من الدوافع الأساسية لتمكين المنظمات والأفراد من بناء وتوليد المعرفة، واستخدام الحلول التكنولوجية في عناصر بناء وتوليد المعرفة، لذا فهي تعتبر ظاهرة معاصرة تطورت عبر العقود القليلة الماضية، وتتم عبر الأنترنت والشبكات التكنولوجية الأخرى، كما أن دور تكنولوجيا المعلومات مهما ومناسبا للمعرفة التي يمتلكها الأفراد في المؤسسات وفي البيئة المحيطة بها، كذلك فإن هناك كما كبيرا ومهما من المعرفة الموجودة وأحيانا مخزنا في قواعد البيانات، ولا يعد هذا الكم الكبير إلا نتيجة لذلك، وهو غير معروف للإنسان وبالتالي نحتاج إلى التعرف عليه والتعريف به عن طريق إستشارته واستخدامه استخداما فعالا يمكن أن يعطي للمؤسسة مزايا تنافسية مهمة وعلى هذا الأساس فإنه من المهم أن تعمل المؤسسة على امتلاك واكتساب واستثمار مثل تلك المعرفة بشكل فعال، وبفضل التطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المستخدمة زودت المعرفة بغرض جديد طورت عملية نشر المعرفة.
إنه من الممكن جدا تفعيل إدارة المعرفة بواسطة البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات حيث يجري تطوير أنظمة وتكنولوجيا المعلومات مباشرة بهدف دعم إدارة المعرفة، كما أن تطويرها في المؤسسة يؤدي إلى مساندة حاجات نظم المعلومات في المؤسسة بالإضافة إلى مساندتها لإدارة المعرفة، ومن البني التحتية لتكنولوجيا المعلومات نجد الأنترنت، الشبكة العنكبوتية، وهناك العديد من الفوائد والتأثيرات الإيجابية الكبيرة لها على المنظمات في نقل المعرفة وإجراءات العمل والإدارة منها:
- ضاعفت الأنترنت من الوصول والحصول على المعلومات والمعرفة وكذلك تخزينها وتوزيعها، لذلك أنها معلومة تقريبا وفي أي مكان ومتاحة للمنظمة.
- باستخدام الأنترنت تستطيع المنظمة من استخدام سرعة وقرب الاتصالات الالكترونية من تطبيق أهدافها وطريقة عملها، ومن بين هذه التطبيقات نجد البريد الإلكتروني: فهو يستخدم بغرض تسهيل تبادل المعلومات والمعرفة، والاتصال بين العاملين من جهة وبين مدرائهم.
- ويؤكد عدد من الباحثين أن إدارة المعرفة ذات وجهتين ثقافية وتنظيمية، إلا أن كفاءة وفاعلية عمل إدارة المعرفة يعتمد بصورة جوهرية على البنية التحتية التقنية والمعلوماتية الموجودة في المؤسسة، وعلى البنية الفوقية المتمثلة في نظم إدارة المعرفة.

الهوامش: --------------------------

[1]-الكبيسي، صلاح الدين؛ خام خيضر. إدارة المعرفة .المنظمة العربية للإدارة. القاهرة ،2004، ص 48.
[2]-نجم ،عبود نجم .إدارة المعرفة: المفاهيم ،الاستراتيجيات ،العمليات .عمان: دار الورق ،2004، ص 50.
[3]-نجم عبود، نجم ، المرجع نفسه ،ص 51.
[4]-رزوقي، نعيمة حسين جبر. رؤية مستقبلية لدور اختصاصي المعلومات في إدارة المعرفة .مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، 2004، مج 9 ،ع22 ، ص ص 151 – 152.
[5]- رزوقي، نعيمة حسين جبر، المجع السابق، ص 152.
[6]-السحيمي، زينب عبد الرحمن. جاهزية المظمات العامة لإدارة المعرفة. حالة تطبيقية: جامعة الملك عبد العزيز بجدة في المؤتمر الدولي للتنمية الإدارية، 2009، ص 04.
[7]- holsapple c. and m. singh ; the know ledge value chan model : activities for competivivenes (arlington : shema press, 2011. P77 – 78.
[8]- نجم، عبود نجد، مرجع سابق، ص 37.
[9]- كحلات، سمراء. تمكين المعرفة في المنظمة الجزائرية: دراسة ميدانية لمكتبات جامعة باتنة، رسالة ماجستير: علم المكتبات، قسنطينة، 2008، ص ص 61 – 62.
[10]-كحلات، سمراء، المرجع السابق، ص 63.
[11]- المرجع نفسه،ص ص 63 – 64.
[12]- كحلات، سمراء، المرجع السابق، ص ص 63 – 64.
[13]-الملكاوي، ابراهيم الخلوف. إدارة المعرفة: الممارسات و المفاهيم. ط1. عمان: الوراق ،2007، ص 82.
[14]- البيلاوي، حسن حسين؛ حسين سلامة، عبد العظيم، إدارة المعرفة في التعليم. ط1. الإسكندرية: دار الوفاء، 2007، ص 79.
[15]- الكبيسي، صلاح الدين، مرجع سابق، ص 51.
[16]-عبد الله الهزاني، نورة ناصر.تحديات ادارة المعرفة .مجلة المعلوماتية، جانفي 2011،ع33 ، ص 29.
[17]-عبد الله، الهزاني، المرجع السابق ،ص 30.
[18]-ماضي ، وديعة ، مرجع سابق ،ص 173.
[19]- ماضي ، وديعة، المرجع السابق، ص 174.
[20]- الزيادات، محمد عواد. إتجاهات معاصر في إدارة المعرفة. عمان: دار صفاء، 2008، ص 20.
[21]-المالكي، مجبل لازم. هندسة المعرفة وإدارتها في البيئة الرقمية .عمان: مؤسسة الوراق، 2009، ص ص 111 – 112.
[22]-المالكي، مجبل لازم، المرجع السابق، ص 112.
[23]-ماضي، وديعة، مرجع سابق، ص 171.
[24]- المرجع نفسه، ص 172.
[25]- ماضي، وديعة، مرجع سابق، ص 173.
[26]- السعيد، مبروك إبراهيم. إدارة المكتبات الجامعية في ضوء اتجاهات الإدارة المعاصرة. ط 1. القاهرة : المجموعة العربية للتدريب والنشر ،2012، ص198.
[27]- السعيد، مبروك إبراهيم، مرجع سابق، ص 199
[28]- السعيد، مبروك إبراهيم ،مرجع سابق، ص 199.
[29]- السعيد، مبروك إبراهيم ،مرجع سابق، ص 210
[30]- السعيد، مبروك إبراهيم ،مرجع سابق، ص 211
[31]- السعيد، مبروك إبراهيم ،مرجع سابق، ص 212.
[32]-المالكي، مجبل لازم ،المرجع سابق، ص ص 123 – 124.
[33]- المالكي، مجبل لازم، المرجع سابق ،ص 124.
[34]- سعد ،غالب ياسين، إدارة المعرفة: المفاهيم ،النظم و التقنيات. عمان: دار المناهج، 2007، ص 328.
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق