الخاتمــــــة
في نهاية هذه الدراسة المتواضعة والتي تناولنا فيها منطقة شمال إفريقيا من الناحية التاريخية والأنثروبولوجية في الفترة المعاصرة، أي القرن 19، 20، حيث تطرقنا إلى مقارنة ما بين الأوراس بالجزائر والأطلس المغربي، خرجنا بمجموعة من الاستنتاجات نذكر أهمها:
1. الموقع الهام والاستراتيجي لمنطقة شمال إفريقيا جعلها منطقة جذب Attraction سواء من الشرق أو الغرب.
2. يعتبر الأمازيغ Les Berbères السكان الأصليون للمنطقة حيث أطلق عليهم عدة تسميات عبر العصور أهمها: الليبيون، النوميد، المور، الجرامنت، الجيتول، الموزيلامي، الماسيل، المازيسيل، البربر، إفريقيا، المغرب ...إفريقيا الشمالية.
3. يتواجد الأمازيغ في إفريقيا الشمالية من سيوة بمصر شرقا إلى جزر الكناري بالمحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
4. يتحدث الأمازيغ حاليا اللغة الأمازيغية وهي عبارة عن مجموعة من اللهجات التي تنتشر بين المجموعات السكانية وأهمها بالجزائر: (الأوراس، القبائل، المزاب، التوارق، الشناوة، ريغ)، والمغرب: (الريف، الأطلس، السوس)، وتونس: (تيطاوين، جربة) وليبيا (الفزان، غدامس)، وهذه اللغة الأمازيغية هي إمتداد للغة الليبية والتي نجدها في التيفيناغ.
5. تعرضت شمال إفريقيا لتوافد العديد من الشعوب بعضهم غزاة وبعضهم فاتحون عبر التاريخ وهم القرطاجيون، الرومان، الوندال، البيزنطيون، العرب الفاتحون، الأتراك، الفرنسيون.
6. صمود الأمازيغ عبر التاريخ، وحفاظهم على هويتهم، ومقاومتهم ورفضهم للأجنبي وحبهم للحرية.
7. مكانة الأرض عند الأمازيغ ومدى إرتباطهم بها، ويتجلى ذلك في الطوبونيميا من خلال أسماء الأماكن التي تحمل نفس أعضاء الجسم، حيث نجد نفس الأسماء في مناطق مختلفة خاصة الأوراس والأطلس المغربي، مثال (أدرار، تيطاوين، آزمور...)
8. إستقرار الأمازيغ عبر ممارستهم للزراعة وتربية الحيوان وزراعة الزيتون، مما أدى إلى إنتشار معاصر الزيت وأهمها معصرة: آيت فرح بالأوراس، والتي تعتبر الأقدم في شمال إفريقيا، ويعد انتاج الزيت والزيتون في إفريقيا الشمالية مصدر ثراء للأمازيغ.
9. تتجلى مظاهر التضامن والتكافل لدى الأمازيغ، التي كان مصدرا في قوتها وصناعتها عبر التاريخ منها: التويزة، تقسيم المياه، مساعدة الفقراء والمحتاجين عبر ذبح الثور، الرعي الجماعي، التعاون في جمع المحاصيل، مخزن الغلال المشتركGrenier .
10. مكانة المرأة الأمازيغية ودورها في المجتمع، جنب إلى جنب مع الرجل، حيث تعتبر الملكة الأمازيغية DIHIA رمز البطولة والشجاعة والمقاومة والتصدي للغزاة.
11. شيد الأمازيغ مدن وقلاع وحصون، حيث تعتبر حواضر Cites،وللدفاع المشترك مازالت صامدة إلى اليوم، تعبر عن عبقرية الإنسان الأمازيغي، وإستقراره مثل قلعة بالول.
12. حافظ الأمازيغ على مؤسساتهم وأنظمتهم العرفية من خلال هيئة تاجماعث وأعيان القبيلة (إمقرانن) وأمغارAmghar، لحل المشاكل والنزاعات في أوقات السلم والحرب وبالطرق السلمية عن طريق التحكيم والتفاوض.
القوانين العرفية أو الأزرفAzref لدى الأمازيغ تتميز بعدم وجود عقوبة الإعدام وإنما أقصاها هو النفي وهذه الأعراف إستمرت منذ آلاف السنين.
الفصل الرابع: أوجه التشابه والاختلاف ما بين الأوراس والأطلس المغربي
المبحث الأول: أوجه التشابهالمطلب الأول: الإطار الجغرافي والتاريخيالمطلب الثاني: مكانة الأرض عند الأمازيغالمطلب الثالث: المرأة والمجتمع والسكنالمطلب الرابع: القوانين العرفية
0 التعليقات:
إرسال تعليق