-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثاني- المبحث الثاني

الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثاني- المبحث الثاني

الفصل الثاني: الإجراءات الميدانية للدراسة

نماذج لمذكرات الأنشطة اللغوية لسنة أولى ثانوي

المبحث الثاني: نماذج لمذكرات الأنشطة اللغوية لسنة أولى ثانوي

  النص الأدبي:
من الغزل العفيف
                                                                  (جميل بن معمر)
النص:
ودهراً تولى يا بثينَ يعودُ
ألا ليتَ ريعانَ الصّفاءْ جديدُ
صَديقٌ وإذ ما تبذلينَ زهيدُ
فنغنى كما كنّا نكونُ وأنتمُ
وقد قُرّبتْ نُضْوِي: أمصرَ تريدُ؟
وما أنسَ مِ الأشياء لا أنسَ قولها
أَتَيتُكَ، فاعذُرْني فدَتكَ جُدودُ
ولا قولَها: لولا العيونُ التي ترى
ودمعي بما أخفيَ الغداة  شهيدُ
خليلي ما أُخْفِي من الوجدِ ظَاهِرٌ
من الحبّ، قالت: ثابتٌ ويزيدُ
إذا قلتُ: ما بي يا بثينة ُ قاتِلي
مع النّاس وقالتْ: ذاكَ منكَ بعيد
وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ
ويحيا، إذا فارقتها فيعودُ
يموتُ الْهوى مني إذا ما لقِيتُها
وأيّ جهادٍ، غيرهنّ أريدُ؟
يقولون: جاهِدْ يا جميلُ بغَزوة ٍ
وكلُّ قتيلٍ بَينَهُنَّ شهيدُ
لكلّ حديثِ بينهنّ بشاشة ُ
فبرقاءُ ذي ضالٍ عليّ شهيدُ
ومن كان في حبي بُثينة َ يَمتري
المادة: اللغة العربية وآدابها المستوى: السنة أولى
الوحدة التعليمية: العاشرة الشعبة: جذع مشترك آداب
النشاط: نصوص أدبية المدة الزمنية: أربع ساعات
الهدف العام: التعرف على التعبير
الوجداني وخصائصه
الهدف الخاص: مظاهر التعبير الوجداني
تحديد نمط النص وخصائصه الفعل
المجرد والمزيد ومعاني حروف الزيادة
بحر الطويل -تتمة- اللفظ والمعنى
لتحميل الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - PDF - إضغط هنا
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الأول - المبحث الأول - المبحث الثاني -
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثاني- المبحث الأول - المبحث الثاني -
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثالث- المبحث الأول

المطالعة الموجهة:
انتـظــار
د/ أبـو العيــد دودو
النص:
أدارت آمنة زر المصباح، وجلست في فراشها، ولفها الظلام من كل جانب وأخذت تفكر وتنتظر أخاها وهي تعيش معه وحده مدة أسبوع، فقد سافر أبوها إلى العاصمة لأمور تجارية فذلك ما أخبرها به، ولم يرجع بعد من سفرته. 
وتفاقم خوفها واضطرابها، فالساعة تدق معلنة الحادية عشرة، ومع ذلك فأخوها مصطفى لا يزال خارج البيت، لأسباب لا علم لها بها، وأنى لها أن تعلم! إن هذه أول مرة يتأخر فيها، فلم يتعود أن يتركها وحدها منذ غاب أبوه، فكان يعود كل يوم مع الغروب، ويجلس قبالتها يروي لها أشياء مما تعلم في المدرسة، وتحكي له هي الأخرى ماتعرفه من خرافات كانت قد سمعتها في القرية. 
فماله يشذ عن عادته؟ لقد أعدت له الأكل قبل ساعتين فبرد دون أن تمسه هي نفسها، وفضلت أن تنتظره. وهاهو الانتظار يطول بها دون جدوى فقررت أن تذهب إلى فراشها، فقد أتعبها الجلوس على المطرح والانتظار والإصغاء. ولكنها لم تستطع النوم، ومن ثم كانت تترك الفراش ثم تعود إليه، تشعل الضوء، ثم تطفئه. ترى ما حدث له؟ ماذا ألم في هذا اليوم الماطر؟ يا له من هذا القلق إنه يكاد يقتلها. فلماذا لا يعود اللحظة وينقذها من شراسته، من خناقه. 
واستلقت على ظهرها، وأغمضت عينيها، وحاولت أن تقنع نفسها بأنه ربما يكون قد ذهب إلى بعض أصدقائه في الحارة المجاورة فحالوا بينه وبين العودة إليها في الوقت المعتاد، وأصروا على أن يتعشى معهم، ويقضي السهرة عندهم، فقد سبق له أن فعل ذلك قبل أن يسافر أبوه وبالإضافة إلى هذا فإنه تعود أن يذاكر معهم منذ أن التحقوا بمدرسة واحدة، كانت أهم مدرسة في المدينة، وبناء على هذا أغمضت عينيها علها تنام وتنسى خوفها وقلقها، ولكن أي نوع من النوم، إن كان له أنواع على الإطلاق، يمكن أن يكحل جفنيها، أن يلمس عينيها وينقلها إلى أحلام أقل قسوة من هذا الانتظار القاتل! 
وتركت فراشها من جديد، وقامت تدور في الغرفة، فكانت تذهب إلى الباب، ثم تعود إلى حيث كانت، وهي تجهد نفسها من أجل أن تجد لتأخره سببا معقولا. و اقتربت من النافذة، وأطلت على فناء الدار، وأصغت علها تسمع حركة ما، في مكان ما. أهل الدار كلهم نائمون إلا هي. تعاني الوحشة والهم. وأرهقها الصمت فازدادت دقات قلبها سرعة وقوة، وأنفاسها تتلاحق. يأخذ بعضها ببعض كقطار عتيق يصعد التل. وانتابتها هزة، حين تشبثت برأسها فكرة رهيبة، وهي أنه ربما يكون أخوها قد قتل أو اعتقل أو حدث له مكروه. فالوطن يعيش في ظروف ثورية، وهذه الظروف تحتم أن يكون القتل والاعتقال أول ما يتبادر إلى الذهن في مثل حالتها. ولكن لماذا يقتل أخوها أو يعتقل؟ إنه بريء، قد لا يكون قد ارتكب ذنبا في نظر الحق، غير أن السؤال هو: هل لهذه البراءة معنى؟ وخيل إليها أنها تسمع وقع أقدام تصعد الدرج، أو تجتاز الشارع على عجلة فتحت الباب وأطلت على الدرج، وكانت غرفتها تقع في الطابق الأول، فاستطاعت من هناك أضواء مصابيح الشارع المتراقصة على الجدران، حيث إن باب الدار كان لا يزال مفتوحا. ولمحت ظلال الجنود تعبر صفحة الجدار لتموت خلف الباب. وقد عرفتهم من البنادق التي تعتلي أكتافهم، كما رسمتها الظلال. فجمعت بصقة في فمها، ثم دحرجتها فوق الدرج، وقفلت الباب، وعادت إلى غرفتها. 
وآوت مرة أخرى إلى فراشها، واضطجعت على ظهرها، وهي تضغط القسم الأسفل من وجهها، فقد عاودتها فكرة الموت والقتل والاعتقال. قبل سنتين ماتت أمها، قضى عليها السل، فهل يعاقبها القدر مرة أخرى بأن تفقد أخا ليس لها سواه! إن وراء تأخره ما يدعو إلى ما تعانيه من هم وحسرة وكآبة. وما كان يتأخر لو أنه لم يحدث له شيء! 
كانت تعلم أنه يحب الحديث عن الحركة وأبطالها، فيروي لها ما يسمعه عن الطلاب الآخرين من قصص ونوادر عنهم، وعن صراعهم مع العدو الغاضب، تكاد تتعدى مستوى أساطير شعب عريق في الفروسية، ورغم هذا كانت تعرف أنه ليس مشاركا فيها، فسنه الخامسة عشر لا تسمح له بذلك. ولا يمكن أن يطلب منه القيام بأي عمل، مهما كان ضئيلا غير خطير. لولا الليل والجنود لخرجت تبحث عنه! 
ولما كانت مسترسلة في مثل هذه الأفكار، سمعت انفجار هائلا، ارتاعت له لأول وهلة، فكرت أن أخاها قد سمع بدوره هذا الانفجار الهائل، ولذلك سوف يبقى عند أصدقائه، ولن يخرج إلى الشارع! 
وشعرت بالاطمئنان بعد هذا، ولكنها ما عتمت أن سمعت طلقات أخرى وأصواتا في مكان بعيد. فمدت يدها وأشعلت الضوء، ونهضت، وظلت لحظة واقفة جامدة الأطراف، ميتة الحواس ثم انتشلها من جمودها ارتطام شيء بالباب، فذهبت إليه مسرعة وفتحته وإذا بها تجد أخاها مكوما أمام الباب فاقد الوعي تقريبا. 
وأدخلته إلى الغرفة، وهو يتدلى بين يديها، كانت الدماء تسيل من صدره، ويده قابضة على مسدس، فارتاعت لما شاهدته، وهتفت: 
مصطفى: أخي: حبيبي! ماذا جرى لك؟ 
وتوالت أسئلتها. 
لماذا تأخرت؟ ثيابك مبللة! الدماء تنزف منك. أين كنت؟ ورفعت صوتها بالبكاء فتحرك مصطفى، ويده على كتفه، ورأسه فوقها وقال بصوت ضعيف: 
- لا تصرخي ....سيتبعونني ....لقد رأوني ....أدخل الدار! 
- من هم؟ الجنود ولا شك؟ 
ولكن مصطفى لا يجيب، وأخذت تمسح عنه الدماء، ونزعت ثيابه، فرأت الدم ينزف من جبينه أيضا، فاستبدت بها حيرة كبيرة، والبكاء يخنقها من جديد، وقامت تركض هنا وهناك، باحثة عن الخرق، فالدم يسيل بغزارة، وهي لا تستطيع وقفه. 
وكان مصطفى قد ألقى قنبلة في خمارة ليلية، حصل عليها عنوة من أحد مؤيدي الحركة، فقد أخذها دون أن يسمح له بذلك، وأخفاها عنه في بيت صديقه إلى الليل. 
وركض بعض الجنود خلفه وأطلقوا عليه النار، فأصابوه إصابتين قبل أن يدخل الدار فتحامل حتى بلغ الباب، فخانته قواه وسقط أمامه. 
وعاد مصطفى يتحدث بكلمات متقطعة، بعد أن تمكنت أخته من سد الجرح وغسل الدم، ووضعه على المطرح، دون أن تنقطع عن البكاء.... 
مذكرة في نشـاط المطالعـة الموجهــة 
الموضوع: انتظار "لأبو العيد دودو" المستوى: 1 أدبي 
الوسائل: الكتاب المدرسي 
الأهداف العامة: التعرف على موذج من قصص أبو العيد دودو باعتباره أحد أدباء القصة وعلى خصائص أسلوبه وكذا تحليل الص ومناقشته هيكليا وفكريا، وإعطاء وجهة نظر حول الموضوع مع التعليل. 
سيـــــــــر الـــــــــــــــــدرس
نموذج لدرس التعبير لسنة أولى ثانوي:
المستوى: السنة الأولى ثانوي آداب .
النشاط: تعبير كتابي.
الموضوع: مزايا التسامح في بناء المجتمعات الإنسانية.
الكفاءة المستهدفة: ترسيخ معاني التسامح وتثبيتها لدى المتعلمين.
أما آخر هذه المراحل فهي مرحلة إرجاع الأوراق وتصحيحها، فأثناء التصحيح يضع المعلم خطا تحت الخطأ مع الإشارة إلى نوعه برموز متفق عليه، حتى يصحح التلاميذ أخطاءهم بأنفسهم، ثم بعد ذلك تصنف المواضيع إلى مجموعات تبعا لطبيعة الأخطاء، وقد تستقرأ بعض المواضيع وتقوم باشتراك التلاميذ. 
وأثناء تواجدنا بالثانوية - مكان الدراسة الميدانية – فلقد أسعفنا الحظ في حضور هذه الحصة التصحيحية، حيث قام المدرس باستخراج أهم الأخطاء التي وقع فيها التلاميذ ودونها على السبورة في جدول، ثم قام التلاميذ بتصويبها تحت مراقبته. 
والجدول التالي يبين ذلك:
وبعد هذا التقويم والتصحيح، يختار الأستاذ الموضوع الأسمى من بين التعابير الأخرى، حيث يقوم صاحب التعبير الجيد يقراءته على زملائه، ويتحصل على شكر واستحسان من طرف الأستاذ وهذا لحسن توظيفه لمكتسباته القبلية من استعارة، كناية ومجاز في مواطنها المناسبة هذا من جهة، مع سلامة قراءته من جهة أخرى، فيمنحه الأستاذ علامة تشجيعية ليكون قدوة لباقي المتعلمين. 
ومن خلال سؤالنا للأستاذة التي حضرنا عندها هذا التقويم ومن باب الأمانة العلمية، حيث وضحت لنا أن حصة التعبير وقراءة الطلبة لتعابيرهم تعتبر الحصة الثالثة، حيث أن نشاط التعبير يقدم خلال ثلاث حصص، فالأولى تتمثل في عرض الموضوع ومناقشته حيث تستخرج عناصره وتقوم الأفكار الخاطئة من طرف التلاميذ، وهذا من قبل الأستاذ وبطبيعة الحال يقوم بتوجيههم إلى التعبير السليم و السديد، والثانية تتمثل في تحرير الموضوع داخل القسم حيث يحبذ تقديم بعض الملاحظات التي تتعلق بالجانب الفكري والمنهجي والأسلوبي لأنها تساعد على بناء الأفكار وفق منهجية سليمة، أما في الحصة الأخيرة فتنحصر على القيام بتصحيح فردي من طرف المعلم أو تصحيح جماعي من طرف التلاميذ بإشراف المعلم. 
من خلال هذه المذكرات التربوية نلاحظ أنه قبل البدء في تقديم الدروس، يجدر بكل معلم أن يحدد الكفاءات المستهدفة من الدرس، وهي ما يسعى لتحقيقه في نهاية الدرس، وهذه الكفاءات تختلف من نص لآخر. 
وباعتبار أن النص الأدبي هو لب التدريس في المرحلة الثانوية. 
لاحظنا في المذكرة التربوية، من الغزل العفيف لجميل بن معمر، حيث أن المعلم استهل درسه بتمهيد عرف فيه الشاعر جميل بن معمر من أجل أن يضع المتعلمين في الجو العام للدرس من خلال معرفة المعطيات الخاصة بالنص، وبعد التعريف بصاحب النص تأتي القراءة الصامتة من طرف المتعلمين، ثم قراءة المعلم النموذجية التي يتم فيها تصحيح الخطأ لبعض المتعلمين، مع تحديد الكلمات الصعبة الغامضة و العمل على شرحها. 
وبعدها تأتي مرحلة الفهم العام للنص حيث يستدرج المعلم تلاميذه بأسئلة تمكنهم من اكتشاف معطيات النص. 
أما الرحلة الموالية، وهي مناقشة معطيات النص وهي مرحلة تحليلية يبحث فيها عن بعض العناصر و العلاقات التي تربط فقرات النص، وبعدها تأتي مرحلة تحديد بناء النص والتي من شأنها أن تضع المتعلمين على جوهر الفكرة. 
ثم تأتي مرحلة هامة جدا ألا وهي فحص الإتساق والانسجام في تركيب فقرات النص، حيث يدعم هذا العمل الفهم بجميع جزئياته من خلال الإيحاءات ومظاهر الربط الدلالي والشكلي 
أما المرحلة الأخيرة فهي أجمل القول في تقدير النص، و هي مرحلة تقييمية شاملة، تمثلت أساسا في تعريف الغزل و تحديد خصائصه. 
خلاصة القول أن السيرورة لنشاط النصوص في ظل بيداغوجيا الكفاءات يختلف بكثير، ما كان عليه في البيداغوجيا القديمة إلا أن الطريقة السائدة حاليا في تدريس النصوص في المرحلة الثانوية أي في مدارسنا (لا تكاد تخرج عموما عن إطار استخراج الفكرة العامة و الأفكار الأساسية مع شرحها شرحا مبتذلا في أغلب الأحيان، ثم مناقشة معاني النص مع الإشارة إلى نوع العاطفة ودراسة الأسلوب، وتكرار هذه العناصر أثناء دراسة كل نص أدبي كانت له آثار سلبية على التلميذ، إذ همشت فكره، وجهدت إيداعه و عودته آلية الإجابة الجاهزة). ([1]) 
كما لاحظنا من خلال المذكرة التربوية أن الحجم الساعي لنص الأدبي غير كافي لأن مدة ساعة غير كافية لتدبر النص خاصة عندما يكون النص شعر و أي شعر الغزل و ما شابه ذلك. 
وعلى المعلمين احترام الكفاءات المستهدفة والعمل على الوصول إليها لأنها الهدف الأسمى، وبالتالي تجعل المتعلم يوظف مكتسباته في حياته اليومية طبعا معتمدا على الطريقة الحوارية. 
أما فيما يخص درس المطالعة الموجهة وكانت في درس انتظار (د/ أبو العيد دودو) حيث نلاحظ دائما أن المعلم قبل الشروع في تقديم الدرس يعمل على تحديد الكفاءات المستهدفة، وكانت في هذا النص تتمثل في القدرة على تحليل النصوص ومناقشتها هيكليا وفكريا، وإعطاء وجهة نظر حول الموضوع مع التقليل. 
أما سيرورة الدرس ينطلق بتمهيد يساعد المتعلمين على الانطلاق في استقبال الدرس بحيث يوجه أسئلة تحثهم على التعرف لصاحب القصة. 
وهذا من أجل الوقوف أمام معلوماتهم ومكتسباتهم السابقة وبعدها يعمد المعلم في الدخول إلى مراحل جديدة بداية من القراءة النموذجية + قراءة بعض التلاميذ مرورا بمحاولة اكتشاف معطيات النص، وذلك من خلال مجموعة الأسئلة الهادفة والبناءة، التي يعتمد عليها المعلم، وذلك من أجل توسيع الفهم بشكل عام، وبالتالي يكشف أحداث القصة و يتعرف على حبكاتها الفنية. 
أما المرحلة الأخيرة، هي محاولة استثمار معطيات النص، حيث يكلف المتعلمون بتلخيص مضمون النص في بضع أسطر، ليتمكن المعلم من معرفة التلاميذ الذين فهموا النص بشكل جيد، وبالتالي استطاعوا توظيف خبراتهم السابقة، وهذا ما يدخل في إطار التقويم التحصيلي. 
ككل بداية درس لابد من تسطير الكفاءة المستهدفة وهذا ما لاحظناه في درس القواعد اللغة، حيث يسعى المعلم إلى تعريف المتعلمين على الفعل المجرد والمزيد ومعاني حروف الزيادة. 
إن أول نقطة استهل بها المعلم الدرس هو التمهيد أو وضعية الانطلاق، حيث طرح مجموعة أسئلة تتعلق بالنص الأدبي من الغزل العفيف، وبالتالي ربطه بالدرس النحوي. 
ويحبذ أن لا يشير المعلم إلى عنوان الدرس، ولا يسجله في البداية بل يتركه بعد المناقشة التي تدور بينه وبين المتعلمين، من خلال الأسئلة التي يطرحها والتي تمكنهم من استنتاج عنوان الدرس.-الفعل المجرد والمزيد ومعاني حروف الزيادة - ثم العودة إلى النص الأدبي واستخراج الأمثلة المتعلقة بهذا الدرس، ثم كتابتها والشروع في مناقشتها بطريقة حوارية مع المتعلمين، ويقوم بعدها المعلم باستنتاج أحكام القاعدة وتسجيلها مع المتعلمين. 
ثم تأتي مرحلة تقييمية أخيرة تأخذ شكل تحصيلي للمعلومات السابقة، وتدعمها وتضبطها، وتجسد عادة بشكل تمارين تتمثل في تبيين أحرف الزيادة في أفعال مختارة من المعلم أو توظيف أفعال - المزيد أو المجرد- في جمل قصيرة ثم يبين معانيها. 
وفي نهاية هذه الحصة يتوقع من المتعلمين أن يكونوا قادرين على معرفة الفعل المجرد والفعل المزيد ومعاني حروف الزيادة مع القدرة على استخراجهم من النصوص، وتوظيفهم في مواطن مختلفة، ومن ثمة الوصول إلى الكفاءات المحددة سلفا قبل بداية الدرس. 
لكن ما يعاب على هذه الطريقة هو أن الأمثلة المستخرجة من النصوص قليلة، وبالتالي تضع المتعلم في حيز ضيق ومحدود، فيعجز المعلم على توصيل وتقريب الفهم للمتعلمين وهذا ما يدفعه إلى الاستعانة بأمثلة خارجية لتغطية تامة أحكام القاعدة، وما يعاب أيضا على المعلم عدم إعطاء حق لإحكام موارد المتعلم وضبطها، إذ يطلب من المتعلمين القيام بها دون الرجوع لتصحيحها، وبالتالي يستطيع الحكم على درسه بالنجاح أو الفشل. 
وفيما يخص درس البلاغة فلاحظنا أن المعلم انطلق في تقديم الدرس، دون تحديد الكفاءات المستهدفة. 
أما الحديث عن سيرورة هذا الدرس، فإن أول خطوة استهل بها هو العودة إلى النص الأدبي، من المؤثرات الغربية على الشعراء فيستخرج العبارات التي تخدم الموضوع، وبعدها يشرع في مناقشتها كما هو مبين في المذكرة، ليتوصل المتعلمون إلى بناء أحكام القاعدة بمساعدة المعلم. 
وفي نهاية الدرس يجدر بالمعلم أن يقوم التلاميذ بتطبيق يختم به وحدته التعليمية لأحكام موارد المتعلمين وضبطها، وهو تقويم تحصيلي لمكتسبات الدرس فيتفق في الأخير على مدى فهم التلاميذ للدرس. 
لكن ما يعاب عن هذه الطريقة أن الأمثلة المستخرجة من النص لا تستوفي جميع أحكام القاعدة، وبالتالي يلجأ المعلم إلى الاستعانة بأمثلة خارجية لدعم الفهم أكثر وبالرغم من وجود هذه العيوب فإن الدرس البلاغي، لا يمكن أن نتذوق جماله إذا عزل عن مصدره الأصلي. 
إن المتتتبع لدرس النقد الأدبي سيلاحظ أن المعلم رجع إلى النص الأدبي المدروس سلفا، حيث يخصص وضعية الانطلاق من الإلمام بالمفهوم النقدي، بواسطة أسئلة تمهيدية وفي هذا الدرس يحاول المعلم جعل القارئ يتذوق ويقف على جماليات النص. 
أما في مرحلة العرض فيستدرج المعلم المتعلمين بأسئلة مساعدة على تشخيص الأبيات التي تحتوي على صور جمالية، مع العمل على تذوقها من قبل التلاميذ بتحليلها وبيان أثرها في النفوس. 
وعموما فالنقد الأدبي يساعد الطلبة على إصدار الأحكام، واختيار الرأي الذي يستصيغه ذوقه، مع إعطاء النص حقه من العناية والتقدير إضافة إلى أنه يساعد على تدرب أساليب الفهم المتنوعة، وبالتالي الإحاطة بالفهم العام للنص الأدبي. 
وفيما يخص درس العروض فقد لاحظنا أن الأستاذ لم يسيطر الكفاءة المرجوة من الدرس في مذكرته. 
أما سيرورة الدرس فبدأ مباشرة بكتابة الأبيات على السبورة دون تمهيد، ثم يطلب من أحد التلاميذ أن يقطع الأبيات ويكتبها كتابة عروضية، ثم يكتشف مع التلاميذ تفعيلات البحر أو القافية ونوعها.....إلخ. 
وما تم ملاحظته هو أن درس العروض يقدم في نصف الساعة الأخيرة فقط من زمن الحصة، فالعروض بمعنى آخر مهمش من طرف الأستاذ وبالتالي نجد جل التلاميذ لا يستطيعون التقطيع أو معرفة نوع البحر. 

خلاصـة: 

من خلال تحليلنا لبعض النشاطات الموجودة في كتاب السنة أولى ثانوي، المشوق في الأدب والنصوص، والمطالعة الموجهة، لاحظنا وجود بعض التغيرات الإيجابية التي جاءت بها المقاربة بالكفاءات، حيث اعتمدت على النص بشكل كبير وجعلته المصدر الأساسي لباقي النشاطات، والظواهر اللغوية الأخرى، من أجل أن يتمكن المتعلم من فهم النص واستعابه من جهة، ولربط أمثلة الدراسة بمصادرها من جهة أخرى. 
ومنه فإن المقاربة جعلت المتعلم هو محور الدراسة حيث جعلته عنصرا نشيطا وفعالا أثناء تنفيذ الدروس، والمعلم موجه ومرشد فقط. 
إن هذه البيداغوجيا ككل تجربة لا تخلو من بعض العيوب والنقائص التي تعترض سبيلها خاصة في مجال تعليم اللغة العربية، وقد خصصنا لذلك عنصرا كاملا أسميناه ايجابيات وسلبيات المقاربة بالكفاءات، وفيه سنتطرق إلى جملة من ايجابيات وسلبيات هذه البيداغوجيا. 

الهوامش: ------------------------------

[1]- مناهج السنة أولى من التعليم الثانوي العام و التكنولوجي ، ص 16
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق