-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الأول - المبحث الثاني

الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الأول - المبحث الثاني

الفصل الأول: تعليمية اللغة العربية في ضوء المقاربة بالكفاءات

 تعليمية اللغة العربية في ضوء المقاربة بالكفاءات

المبحث الثاني: متطلبات التدريس بالكفاءات 

المطلب الأول: متطلبات التدريس بالكفاءات 

إن بيداغوجيا التدريس بالكفاءات هي إحدى البيداغوجيات التي تعمل على تمكين المتعلم من اكتساب المعرفة والكفاءة الشخصية المتوازنة، الفاعلة المنفعلة للوصول به إلى نموذج المواطن الإيجابي، الذي يبني ذاته ويؤسس لها موقعها في المجتمع والعالم، فالتدريس بالكفاءات تعتبر منهاجا للتعلم وليس برنامجا للتعليم، بحيث تهدف إلى اكتساب المتعلم كفاءات (المعارف وقدرات ومهارات) وليس تعليم لتكديس المحفوظات والمعلومات، فهي تتميز بالديناميكية لأنها تفسح مجالا واسعا للممارسة التعليمية.([1]) 
ومن هنا نجد أن العلاقة وطيدة بين فعلي التعليم والتعلم وفي مقدمتها الجانبين السيكولوجي (معرفة المتعلم) والبيداغوجي (إنتقاء أسلم الأساليب) وعلى هذا الأساس، نحاول تقديم ما ينبغي أخذه في الاعتبار لكونه ذو صلة بمتطلبات التدريس بالكفاءات والذي يمكن حصره في النقاط التالية:
لتحميل الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - PDF - إضغط هنا

1- من منطلق التعليم إلى منطلق التعلم: 

إن التدريس بالكفاءات تهدف إلى تعليم المتعلم الإعتماد على نفسه والتعرف على قدراته الكامنة وكيفية استثمارها بغية توظيفها في حياته التعليمية والاجتماعية والمهنية، فالتعلم ظاهرة معقدة تتفاعل فيها عدة عوامل داخلية مثل: ( الدافعية، الذاكرة، الإستراتيجية المعتمدة) وخارجية مثل: (المشيرات البيئية، التعليم، التدعيم). 
فالتعلم هو ممارسة البحث عن المعرفة، انطلاقا من رغبة ذاتية راسخة، وكل ما يستعمله هو بمثابة قاعدة ومنطلقا لمستجدات معرفية، قد تتكامل مع المعارف السابقة المكتسبة، وترسخها أو تعدلها وتثريها. 
وفي هذا السياق يكون التعلم أكثر نموا وتطورا في المعارف والقدرات والمهارات، ويكون تجديدا مستمرا في قدرات التعلم ذاتها، وتعديلا للتصرفات نحو الأحسن، لهذا فهو ينطلق من أفعال التعليم التي تقدم النموذج في كيفية بناء المعرفة والمفاهيم، أو في كيفية تنفيذ خطة أو منهجية، أو القيام بإنجاز أو آداء، كل هذا يترسخ في التتبع والتقويم والدعم ([2]) 

2- كيفية حصول التعلم: 

إن التعلم يمر بمراحل مختلفة لعل من أهمها: 
- حدوث الإستعداد بفعل الحاجة إلى الإشباع، والحصول الرضا المعرفي والنفسي. 
- البحث عن المعارف تدريجيا من مصادر مختلفة داخلية مدرسية وخارجية، مجتمعية. 
- التدرب على كيفية الإشتغال على تلك المعارف واستثمارها باستعمال قدرات البحث و الفهم، والتطبيق والنقد. 
- مواجهة المواقف والصعوبات وتحقيق النجاح. 
- امتلاك صلاحية اتخاذ القرار والتصرف. 
- تحقيق التواصل والشعور بأهمية الانجاز من خلال التقنيات التالية: 
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الأول - المبحث الأول - المبحث الثاني -
طرح الأسئلة، إعداد الصياغة، التحدث بصيغة الأنا أو النحن، الإنتباه والتركيز، تحليل المحتوى، الإستيعاب والفهم، تقدير أهمية المنتوج أو المضمون. 
- التفاعل إما في شكل تعبير شفوي أو كتابي حول صلة المعارف والمهارات المنجزة. 
ومن هنا نجد أن التعليمة بحثت في الكشف عن مختلف الآليات المستخدمة من قبل المتعلم لإكتساب المفاهيم والمعارف المتصلة بمجال معرفي معين، أي دراسة مختلف القضايا التي يطرحها تدريس مادة معرفية محددة، وتوصلنا إلى أن المتعلم يمكن أن يواجه صعوبات وعوائق في مجال ما، لكن ليس بالضرورة أن يواجه نفس هذه الصعوبات والعوائق في مجال معرفي آخر. 
وقد استطاعت التعليمية أن تدحض ذلك الإعتقاد ومفاده التربوي أن التعليم يقضي حتما إلى التعلم، في حين أن سلوكات المتعلم تختلف في الوضعيات التعليمية عنها في الوضعيات التعليمية، مما يوضح الجدول التالي بعض السلوكات التي تصدر عن المتعلم في الفعل التعليمي / التعلمي:([3])
سلوكات المتعلم في الوضعيات التعلمية
سلوكات المتعلم في الوضعيات التعليمية
- يطرح أسئلة بصفة تلقائية.
- يبحث – يجرب – يحاول.
- يقترح حلولا مع زملائه، و يناقشها.
- يطرح فرضيات عمل، يتثبت من صحتها.
- يقيم، يصدر أحكاما.
- يستمع، يستجيب لأسئلة المدرس.
- يقدم إجابة، يعيد إجابة متعلم آخر.
- يطبق قاعدة، ينجز تمارين.
- ينفذ تعليمات، يسجل معلومات.
- يبقى صامتا.
- نلاحظ في هذه الحالة أن المتعلم يشكو من حالة ارتباك، بعد كل موقف تعليمي، وهي نتيجة عدم اندماج المعلومات الجديدة، بصورة حقيقية في عقله عند كل نشاط تعليمي، بحكم منطق التعليم الذي يركز على تلقين المعارف وتبليغها من قبل المدرس مع تهميش يكاد يكون كاملا لدور المتعلم في الفعل التعليمي / التعلمي. 

3- التحكم في بعض المهارات:

هناك مجموعة من المهارات تتطلبها هذه البيداغوجيا من المدرس نذكر منها: 

- المهارة والقدرة على تمكين المتعلم:

" . الإلتزام الفعال: وذلك بتوفير الوقت الكافي له لقراءة مواد يختارها بكيفية حرة مثلا، أو كتابة موضوعات يرغب في التعبير عنها بحرية، وذلك بقصد تأمين انصهاره في عمل يفضله ويرغب فيه، ويشعر بأنه يستجيب لحاجته. 
· الإنغماس: من خلال توفير المحيط والجو المساعدين على التعلم كإحضار الوسائل المسهلة للقيام بالنشاط التعلمي المستهدف.
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثاني- المبحث الأول - المبحث الثاني -

· النمذجة: يمكن المتعلم من أن يرى توضيحا عمليا للكفاءة المستهدف. 
· توقع النجاح: وضع الثقة في قدراته، والتوقع بأنه سيتوقف في عمله. 

· التشجيع: أي آداءه ينبع برد بناء و مشجع، ليشعر أنه محل رعاية واهتمام. 
إضافة إلى ذلك تدعوا هذه البيداغوجيا المدرس إلى: 
- الإنسجام مع ذاته:من حيث الفعل والشعور والتواصل، لنسج علاقات حميمية مع قسمه، أساسها انسانيته وليس قناع الأستاذية الذي لن ينسج من خلاله مع المتعلم إلا علاقات مزيفة تجعل هذا الأخير يرتدي بدوره قناعا يخفي حقيقته، لهذا فالمدرس الأصيل والمنسجم مع ذاته يكون أقرب إلى المتعلم ويكون عمله مجديا وفعالا. 
- التقدير والتقبل: وتقتضي في هذه الحالة احترام المدرس للمتعلم كما هو، وليس كما يريده، بحيث يحترم شخصيته وأحاسيسه، وآراءه، ومواقفه، فهذا الاحترام والتقدير هما التعبير العملي عن الثقة الجوهرية التي يضعها المدرس في قدرات المتعلم الطبيعية. 
- التفهم والتعاطف: إن البيداغوجيا المتمركزة حول المتعلم، وأسئلته، واكتشافاته، تتطلب من المدرس يقظة كبيرة، تجعله يقوم بوظيفة المنشط والمشارك الذي يشعل فتيلة التواصل دون أن يشعر المتعلم أنه مراقب، وعليه فالإنصات بعمق إليه، وليس فقط على آرائه وأفكاره، الإنصات إليه كشخص وكذات بمختلف أبعادها حتى يتحرر المتعلم ويبدي رغبة في الكلام([4]).
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثالث- المبحث الأول

خلاصــة الفصل الأول: 

تعد المقاربة بالكفاءات منهجا من المناهج الجديدة وحديثة التطبيق في الوسط التربوي في الجزائر باعتبارها تسعى إلى تقريب الفرد وتكييفه مع محيطه وبيئته، ليكون عنصرا فعالا ومثاليا ويكون في مستوى يؤهله لبناء وتكوين نفسه بنفسه. 
إن هذه البيداغوجيا تعتمد على الإنتقال من مرحلة التعليم إلى مرحلة التعلم مرورا بحل المشكلات التي تكون مناسبة لقدرات التلاميذ وبالتالي يجد الحلول لنفسه. 
وللمعلم دور هام في عملية التعليم فهو مطالب بتقويم مستوى المتعلمين وهذا من خلال الإختبارات التي يقوم بها في كل ثلاثي فيتأكد من مستوى المتعلمين من خلال مدى ترسيخ التعليمات السابقة في أذهانهم، وبالتالي يستطيع التحكم بمعرفة الفروق الفردية الموجودة بين التلاميذ والحكم عليها. 
وخلاصة القول أن التدريس بالكفاءات يعني "قابلية تطبيق المبادئ والتقنيات الجوهرية لمادة حقل معين في المواقف العلمية، أو في المجال التعليمي، وتعرف على أنها مدى قدرة النظام التعليمي على تحقيق الأهداف المنشودة منه، أما في التدريس، فتعني معرفة التعلم لكل عبارة مفردة يقولها ومالها من أهمية"([5]) 
وإن كانت هذه هي بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات، فما مدى فاعليتها في تدريس اللغة العربية في المدرسة الجزائرية، أو بعبارة أخرى كيف حال درس اللغة العربية في ظل المقاربة بالكفاءات؟ كل هذه الأسئلة سنتطرق للإجابة عنها من خلال فصل كامل تحت عنوان الأنشطة اللغوية المساهمة في تنمية الكفاءات اللغوية المقررة لدى تلاميذ السنة أولى ثانوي متبوعة بنموذج لدروس مقتطفة من الكتاب المدرسي المقرر لدى الفرع الأدبي. 

الهوامش: -------------------------

([1]) – بنظر فريد حاجي، "بيداغوجيا التدريس بالكفاءات" الأبعاد والمتطلبات، ط1، الجزائر، دار الخلدونية 2005، ص 45 
([2]) – المرجع نفسه. 
([3]) – ينظر فريد حاجي، "بيداغوجيا التدريس بالكفاءات" الأبعاد والمتطلبات، ط1، الجزائر، دار الخلدونية 2005، ص 47 
([4]) – ينظر فريد حاجي، "بيداغوجيا التدريس بالكفاءات" الأبعاد والمتطلبات، المرجع السابق، ص 49 
([5]) – سهيلة كاظم الفتلاوي كفايات التدريس (المفهوم- التدريس - الآداء) دار الشروق للنشر و التوزيع، عمان ط 2، 2003، ص 28
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق