-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - المبحث الأول

الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - المبحث الأول

المبحث الأول: بيداغوجيا التدريس بالكفاءات. 

لقد انتقلت المدرسة الجزائرية من المقاربة المبنية على الأهداف والمحتويات إلى المقاربة المبنية على الكفاءات، فالمناهج التعليمية الجزائرية كانت مبنية على المحتويات أي أنها تنشد المعرفة وتضعها في المرتبة الأولى. لذا كانت البرامج مكتظة بتراكم المعارف، أي تقديم أكبر عدد ممكن من المعلومات ليصبها المعلم في ذهن المتعلم دون تفكير في سبب تقديم هذه المعارف وماذا سيفعل بها المتعلم وهل يمكنه تحويلها إلى سلوكات وعمليات تطبيقية خارج المدرسة؟ 
لتحميل الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - PDF - إضغط هنا
كما أن الاهتمام بالمعارف قبل القدرات والمهارات والكفاءات ليس عيبا في حد ذاته، بل العيب في عدم تخطي هذه المرحلة، إلى مراحل موالية ويرجع الأمر في هذا لعدة أسباب منها الاجتماعية والبيداغوجية والتربوية والثقافية والسياسية. 
وفي سياق التفكير في ملامح مدرسة المستقبل استلهاما من أهم التجارب العالمية الراهنة في مجال تجديد الأنظمة التربوية، بدأ التخطيط لتصور وصياغة مناهج جديدة تستجيب أكثر لمقتضيات المرحلة القادمة. ذلك أن التحدي المعرفي المتمثل في ثورة العلمية المتواصلة وما يتبعها من تسارع مطرد في شتى العلوم التكنولوجية والطبيعية والإنسانية. 
ولهذا جاءت المقاربة بالكفاءات كجواب عن سؤال ما لمدرسة المستقبل لمواجهة انفجار المعارف وتطور التكنولوجيا وديناميكية عالم الإنتاج من ناحية. وحلا لمعضلة تنوع التلاميذ واختلاف ملامحهم المعرفية، والوجدانية من ناحية أخرى. ومن ثم فإن جوهر التغيير في المناهج هو التخلي عن أسلوب تلقين المتعلم معارف جاهزة والعمل على إكساب المتعلم سلوكات معرفية مستديمة وبفضلها يمكنه أن يبحث بنفسه عن مصادر المعرفة وأن يهيكل المعارف وينظمها ويتخير منها ما يستجيب إلى حاجاته، وتظل قدرته على البحث عن المعلومات مفتوحة ومتجددة وتلك فضيلة التعلم مدى الحياة. 
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الأول - المبحث الأول - المبحث الثاني -
كما تجدر الإشارة إلى أن المقاربة بالكفاءات هي تصور جديد للفعل التعليمي التعلمي كما أنها ليست إلغاء لبيداغوجيا الأهداف، بل تطويرا وتفعيلا لها، انطلاقا من منظور آخر للمنهاج «الكتاب المدرسي، الأنشطة والتمارين، الوسائل التعليمية، طرائق التدريس، دور المعلم والمتعلم، أساليب التقييم والتقويم...الخ» 
" ومنه فإن تحقيق هذا المسعى يتطلب ضرورة تحويل فضاء القسم إلى ورشة عمل نشطة شركاؤها المتعلم والمدرس، حيث يقتصر دور هذا الأخير على التوجيه، ومعرفة المتعلم، ويعرف متى يبدأ؟ من أين يبدأ؟ كيف يحفز المتعلم على استغلال مصادر التعلم المختلفة، والتعامل معها، والاستعداد من خلالها للعب دور الفاعل والمشارك الحقيقي داخل المدرسة، بعد أن كان المدرس هو مالك المعرفة، وهو المخاطب، والمعد والسائل، في حين يتموضع المتعلم في وضعية المتلقي، المجيب، المستظهر في غياب شبه ملحوظ لما ينتظر منه من مشاركة ومعرفة لما هو مقبل عليه من مواد".([1]) 
وأخيرا، ستساعد المدرسة المتعلم بهكذا إستراتيجية، كيف يعتمد على نفسه؟ كيف يفجر طاقاته؟ كيف يحدث في ذاته تغيرات ضرورية لتكيف مع حاجاته الطارئة؟ كيف يستثمر معرفته المدرسية في حياته الاجتماعية والمهنية؟ ومن ثم، يخرج من طور المعرفة العالقة إلى المعرفة التي تقوي علاقته بواقعه ومحيطه. 

المطلب الأول: الكفاءة: مفهومها، وأنواعها وأهدافها وكيفية بنائها وشروط صياغتها. 

إن الجدل القائم حول الكفاءة في علوم التربية صعب عملية ضبط تعريف لها، وتتزايد هذه الصعوبة مع زيادة الحاجة إلى استخدامها، كما أن مصطلح الكفاءة لدى أغلبية الباحثين هو مصطلح غير إجرائي لذا ارتأينا أن نقوم بتحليل تاريخي لفهم الأسباب التي جعلت هذا المصطلح يستقطب اهتمام البيداغوجيين منذ السبعينات، فما هو أصل مصطلح الكفاءة؟ 

ظهور مصطلح الكفاءة: 

الكفاءة في اللغة العربية من فعل "كفأ" أي حالة يكون فيها الشيء مساويا لشيء آخر، والكفء جمعه أكفاء بمعنى المثل والنظير. 
أما الكفاية من فعل كفي فتعني ما يكفي ويغني عن غيره وإذا ربطنا هذا المصطلح بموضوعنا استطعنا أن نفسر ذلك بمجموعة من المكتسبات والموارد التي يملكها المرء بحيث تعينه عن غيرها في أداء مهمة معينة. 
والشيء الملاحظ هو أن مصطلح الكفاءة أقرب إلى المعنى البيداغوجي الذي نقصده من مصطلح الكفاية، وبما أن هذا الأخير هو المتداول فإننا تبنيناه. 
وتجدر الإشارة إلى أن "تشومسكي" عالم اللسانيات الفذ كان سباقا إلى استخدام هذا المصطلح، وذلك من خلال ثنائيته الكفاءة والأداء "Compétence – performance" وتعني الكفاءة اللسانية عنده "compétence l’inguistique" الإمكانات البيولوجية الخاصة بالصنف البشري، وهي عبارة عن مجموعة من القواعد والمعارف النحوية التي تسمح للأفراد بتوليد عدد لا نهائي من والانتاجات اللغوية "الأداءات" فالكفاءة حسب تشومسكي تعني ما يستطيع المرء انجازه اعتمادا على رصيده البيولوجي في حين يرجع الأداء إلى السلوك الملاحظ وهو لا يعكس الكفاءة بصورة كاملة. 
أما في علوم التربية فمصطلح الكفاءة لا يمكن فهم معناه إلا من خلال التيارات النفسية والتربوية التي تستعملها لذا ينبغي الرجوع إليها لفهم مختلف المعاني المرتبطة بها كالتربية النفعية والمدرسية البنائية.([2]) 
وعلى ضوء ما سبق يمكننا القول، بأنه قدمت تعاريف كثير للكفاءة ولكن على الرغم من تعددها فهي مكملة لبعضها البعض ومتفقة فيما بينها، سنورد بعضها فيما يلي:
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثاني- المبحث الأول - المبحث الثاني -
- "يرى ليفي لو بوايي (Levy leboyer 1994)" أن الكفاءة تعبر عن "الرصيد السلوكي للفرد والذي يجعله فعالا في وضعية معينة". 
- أما بالنسبة لطارديف (Tardif 1994) فالكفاءات "هي نظام من المعارف السردية والشرطية والمنهجية" "connaisances déclaratives, conditionnelle et procedurables" المنظمة بشكل عملي لكي تسمح بحل المشكلات". 
- ويرى بوتاريف (Bouterf) أنها تتعلق بالمعرفة التصرفية "Savoiregair" المعترف بها".([3]) 
- ويرى "Deketele" 1996 بأنها مجموعة منظمة من القدرات (الأنشطة) التي تمارس على محتويات في صنف معين من الوضعيات لحل المشاكل التي تطرحها هذه الوضعيات". 
- أما ريجي اكزافي (Roegiersxavier 2000) فيعرف الكفاءة على أنها مجموعة مندمجة من: 
- المعارف والمعلومات "Savoir". 
- ومن العواطف والانفعالات "Savoir etre". 
- ومن المهارات الحسية الحركية "Savoir faire". 
- ومن المعارف الصيرورية "Savoir devenir". 
تسمح مقابل فئة من الوضعيات 
- بالتكيف. 
- وحل المشكلات. 
- وإنجاز المشاريع. 
- ويقدم جونار فيليب تعريفا للكفاءة يتقاطع في بعض جوانبه مع تعريف ريجيي إنها في نظره: 
- "عملية تنشيط: 
* المعارف. 
* والمعارف الفعلية والسلوكية والصيرورية. 
* في سياق وضعية محددة. 
* وفي علاقة مع تصورات الفرد."([4]) 
وبعد عرض هذه التعاريف نجدها تتفق فيما بينها في نقاط كثيرة، وعليه يمكننا أن نلخص تعريف الكفاءة وبشكل مختصر في: "قدرة المتعلم على تجنيد موارده لحل وضعية معقدة".([5]) 
القدرة: وتعني استطاعة المتعلم التصرف إزاء كل المواقف وخاصة الجديدة منها بطريقة فعالة وعن رغبة ودافعية وميل. 
التجنيد: وهو أن يسخر المتعلم كل مكتسباته المعرفية بشكل مدمج لمواجهة مختلف المواقف والتصدي لها بعقلانية. 
الوضعية المعقدة: وتتمثل في المشكل أو العائق الذي يعترض المتعلم والذي يتطلب منه استخدام كل أنواع المعارف للوصول إلى الحل".([6]) 

* مجالات الكفاءة: 

لا يمكن في هذا المقام حصر كل أنواع الكفاءات، لذا نقتصر هنا على البعض منها والمتمثلة في: 

1/ الكفاءات المعرفية compétence de connaissance: 

وهي لا تقتصر على المعلومات والحقائق، بل تمتد إلى امتلاك كفاءات التعلم المستمر واستخدام أدوات المعرفة، ومعرفة طرائق استخدام هذه المعرفة في الميادين العلمية. 

2/ كفاءات الأداء (compétence de performance): 

وتشمل قدرة المتعلم على إظهار سلوك لمواجهة وضعيات مشكل، على أساس أن الكفاءات تتعلق بأداء الفرد بمعرفته، ومعيار تحقيقها هنا هو القدرة على القيام بالسلوك المطلوب. 

3/ كفاءات الانجاز أو النتائج (Compétence des résultas): 

إن امتلاك الكفاءات المعرفية يعني امتلاك المعرفة اللازمة لممارسة العمل دون أن يكون هناك مؤشر على أنه امتلك القدرة على الأداء، أما امتلاك الكفاءات الأدائية ينبغي القدرة على إظهار قدراته في الممارسة دون وجود مؤشر يدل على القدرة على إحداث نتيجة مرغوبة في أداء المتعلمين. 
الدرس اللغوي في ضوء المقاربة بالكفاءات دراسة تقويمية - سنة أولى ثانوي أنموذجا - الفصل الثالث- المبحث الأول
ومن هنا فإن الكفاءات التعليمية كسلوك قابل للقياس هي التمكن من المعلومات والمهارات وحسن الأداء ودرجة القدرة على عمل شيء معين في ضوء معايير متفق عليها، وكذا نوعية الفرد وخصائصه الشخصية التي يمكن قياسها. 
وللإشارة فإن منصوص الكفاءة لا تطلب من المتعلم أن يكون قادرا على إنجاز نشاط، بل تطلب منه إنجاز نشاط، أي القيام بفعل. 

* خصائص الكفاءة: 

من خلال التعاريف السالفة الذكر يمكننا أن نحدد خصائص الكفاءة على النحو الآتي: 
1. أنها تجند مجموعة من الموارد الداخلية والخارجية التي يمكن أن يحوز عليها المتعلم لممارسة كفاءة ما. 
2. أنها ذات طابع غائي ومنفعي، وذلك من أجل إنتاج شيء ما أو حل مشكلة تطرح عليه خلال نشاطه اليومي سواء داخل المدرسة أو خارجها. 
3. الكفاءة لا يمكن فهمها إلا بالرجوع إلى الوضعيات التي تمارس فيها كما أنها تنمى ـ الكفاءة ـ في إطار عائلة من الوضعيات. 
4. الكفاءة قابلة للتقويم عبر وضعيات خاصة تنتمي إلى نفس العائلة من الوضعيات /المشكلات.([7]) 
والحديث عن الكفاءة يجرنا للحديث عن الوضعية المشكلة. 

* الوضعية المشكلة (Situation-probléme): 

فالمقصود بالوضعية المشكلة هو ذلك الموقف الذي يتخذه المعلم لجعل تلاميذه يبحثون، وذلك وفق تسيير خاص للقسم، وتقترح الوضعية/المشكلة "الإثارة" تعلم معارف جديدة، أما عن كيفية بناء وضعية/مشكلة، فإن المتعلم يستطيع بناءها بطرح الأسئلة التالية: 
- ما هي معارف المتعلم التي يجب إثارتها وزعزعتها عنها بوضعية/مشكلة؟ 
- هل بإمكان المتعلمين الشروع في حل المشكلة؟ 
- ما هي مختلف فترات النشاط؟ 
- ما هو دور كل من المعلم والمتعلم أثناء فترات النشاط؟ 

* أهداف المقاربة بالكفاءات: 

إن هذه المقاربة كتصور ومنهج لتنظيم العملية التعليمية تعمل على تحقيق جملة من الأهداف نذكر منها: 
* افساح المجال أمام ما لدى المتعلم من طاقات كامنة وقدرات لتظهر وتنفتح، وتعبر عن ذاتها. 
* بلورة استعداداته وتوجيهها في الاتجاهات التي تتناسب وما تيسره له الفطرة. 
* تدريبه على كفاءات التفكير المتشعب والربط بين المعارف في المجال الواحد، والاشتقاق من الحقول المعرفية المختلفة عند سعيه إلى حل مشكلة أو مناقشة قضية أو مواجهة وضعية. 
* تجسيد الكفاءات المتنوعة التي يكتسبها من تعلمه في سياقات واقعية. 
* زيادة قدرته على إدراك تكامل المعرفة والتبصر بالتداخل والاندماج بين الحقول المعرفية المختلفة. 
* سبر الحقائق ودقة التحقيق وجودة البحث وحجة الاستنتاج. 
* استخدام أدوات منهجية ومصادر تعليمية متعددة مناسبة للمعرفة التي يدرسها وشروط اكتسابها. 
* القدرة على تكوين نظرة شاملة للأمور ولظواهر المختلفة التي تحيط به. 
* الاستبصار والوعي بدور العلم، والتعليم في تغيير الواقع وتحسين نوعية الحياة لدى التلميذ خاصة.([8]) 
ويمكننا أن نلخص مجمل أهداف المقاربة بالكفاءات في النقاط التالية: 
- النظرة إلى الحياة من منظور عملي. 
- ربط التعليم بالواقع والحياة. 
- الاعتماد على مبدأ التعليم والتكوين. 
- العمل على تحويل المعرفة النظرية إلى معرفة نفعية. 
وعليه فإن التوجه الجديد للمناهج يعمل على إحداث تغيرات في النظرة لما ينبغي أن يكون عليه المتعلم وعلاقته بالمعرفة وبالغير حتى يكون نموذجا لمواطن مستقل، بنّاء، ومزود بمعالم قوية في مجتمع موجه نحو المستقبل تقاس فيه الثروة بالكفاءات والمعارف، ولذا فتنمية الكفاءات هو الحل من أجل استخدام أفضل لحياة أفضل لما نعرفه في شتى المجالات. 
وبعد أن تطرقنا إلى مفهوم الكفاءة وخصائصها... يمكننا القول بأن بناءها يعتمد جملة من النشاطات التي تساهم في إنمائها قصد الاستجابة لغايات التعلم التي تتمثل في فهم الواقع المعيش، وتسخير الكفاءات المكتسبة في وضعيات جديدة وهذه النشاطات نوجزها في: 
1. مواجهة وضعيات/مشكلة تكون جديدة ومحفزة، إذ يواجه المتعلم وضعيات معقدة تحدد أطرها وتقرب من واقعه المعيش على شكل مشكلات ليحاول اقتراح فرضيات ويعمل على اختبار صحتها. 
2. استغلال الموارد المفروضة عليه أو الممكن الحصول عليها وذلك بأن يتساءل عما سيفعل بالمعارف الجديدة؟ متى وكيف يوظفها؟ في أي سياق؟ ووفق أي شروط؟ 
3. التصرف إزاء الوضعيات بفاعلية: كأن يقدم المتعلم إنتاجات ذات دلالة وفائدة. 
4. التفاعل مع الأقران: ينبغي على المتعلم أن يتفاعل مع أقرانه، ويقابل أفكاره وتصوراته بأفكارهم وتصوراتهم. 
5. المشاركة في تقويم المكتسبات: ويعني مشاركة كل المتعلمين في عملية التقويم بمختلف أشكاله وذلك لتحليل الأخطاء بغرض تعديل مسارات تعلمهم. 
6. تنظيم المكتسبات الجديدة: إذ يقوم المتعلم بربط المعارف الفعلية والسلوكية الجديدة بالمكتسبات القبلية وتخزينها لاستغلالها عند الضرورة. 
7. بناء المعنى والإعداد للتحويل: إذ يوجه المتعلم كل نشاطه لأغراض التعلم والإنتاج والبحث عن المعنى وبنائه، وذلك لتجنيد كل المعارف لمواجهة مختلف مواقف الحياة الشخصية والمهنية والاجتماعية لبلوغ الاستقلالية. 
8. الاستعانة بالمعلم في بناء الكفاءة وذلك في كل مراحل البناء إلى جانب مرافقته للمتعلم في كل مسارات البناء.([9]) 

أنواع الكفاءات: 

وفيما يخص أنواع الكفاءات، فقد تشعبت وهنا سنكتفي بالشائعة منها، بالأخص تلك الواردة في المناهج والكتب المدرسية ومنها نذكر: 
أ‌- الكفاءة القاعدية: وهي مجموعة نواتج التعلم الأساسية المرتبطة بالوحدات التعليمية. 
ب‌- الكفاءة المرحلية المجالية: وهذه الكفاءة تتعلق بـ: شهر، فصل، أو مجال معين وهي مجموعة من الكفاءات القاعدية ومجموعة الكفاءات المرحلية التي ستقود إلى تحقيق الكفاءة الختامية. 
ت‌- الكفاءة العرضية: وهي لا ترتبط بمعارف مادة معينة، بل يمكن أن تشترك فيها مختلف المواد الدراسية وفي سياقات متنوعة، فهي عبارة عن تركيب مجموعة من الكفاءات المتقاطعة في مجال معرفي واحد أو أكثر، وذلك مثل القراءة التي تعتبر أداة للأداء في كل الأنشطة والمواد اللغوية منها، والعلمية والاجتماعية والكفاءة المستعرضة يمكن أن تكون لها علاقة بالكفاءات القاعدية أو المرحلية أو الختامية.([10]) 
وتجدر الإشارة إلى أن الصياغة الإجرائية للكفاءة تتطلب الإحاطة بكل مكوناتها وذلك قصد الابتعاد عن الطابع العام والمجرد لها وجعلها محسوسة قدر الإمكان.([11]) 
وصياغة الكفاءة معناه تحديد أبعاد نصها بحيث تكون فعلا كفاءة وليست قدرة أو هدفا عاما أو خاصا ونص الكفاءة هو عبارة عن نص موجز يترجم مجموعة من التعلمات التي سيتحكم فيها المتعلمون في نهاية مسار تعلم ما "طور سنة دراسية، فصل، شهر، وحدة" ولصياغة نص الكفاءة ينبغي الأخذ بعين الاعتبار مايلي: 
- أن يتوفر على خاصية الإدماج. 
- أن ينص على تحديد إطار ما هو منتظر من المتعلم بحيث لا نطلب من المتعلم أن يكون قادرا على إنجاز نشاط ما بل نطلب منه "إنجاز ذلك النشاط" وهذا يعني أن الكفاءة ترتكز على المعرفة الفعلية والسلوكية عكس الهدف الإجرائي الذي ينصب على السلوكات القابلة للملاحظة.([12]) 

شروط صياغة الكفاءة: 

ولصياغة الكفاءة ينبغي علينا مراعاة جملة من الشروط يمكننا إيجازها على النحو التالي: 
1. أن يجند فيها المتعلم مجموعة من المكتسبات. 
2. أن تتصل بفئة من عائلة الوضعيات التي يمكن إبرازها بشكل دقيق بواسطة مجموعة من المؤشرات. 
3. أن تتحقق في إطار مجموعة من الوضعيات ذات معنى بالنسبة للمتعلم بحيث تجنده ويكون لها بعدا اجتماعي. 
4. أن تسمح بأن تكون وضعيات التقويم دائما جديدة بالنسبة للمتعلم (لا تكون عملية استرجاع). 
5. أن تبين بدقة وسائط عائلة وضعيات لكن تسمح بإعداد وضعيات تقويم متكافئة. 
6. أن تصاغ بدقة وبصفة إجرائية وتكون قابلة للتقويم بحيث يتمكن معلمان دون اتفاق مسبق من اقتراح نفس الوضعية. 
وصفوة القول بعد أن عرضنا مفهوم الكفاءة... وكيفية بنائها وتصنيفها وشروط صياغتها، ينبغي ضمان تحقيق الكفاءة في الفعل التعليمي التعلمي، وشرط التحقيق هو ديناميكية الأنشطة والتعلمات وإندماجها مع بعضها البعض وتكاملها وتجانسها وتناسقها للوصول إلى كفاءة معينة مقصودة ودون هذا التفاعل ودون حل مشكلة لوضعية معينة لا يمكننا القول أننا حققنا الهدف وأنتجنا شيئا كنا قد خططنا له في المناهج والبرامج التعليمية، والنقطة الأخرى الجد هامة هو تفاعل القطبين الهامين هما: "المعلم والمتعلم" ومعرفة كل واحد لدوره وما تستلزمه الكفاءة لكل منهما ومتى يتدخل كل واحد؟ وكيف؟ 

المطلب الثاني: المبادئ الأساسية المعتمدة في المقاربة بالكفاءات، ومزاياها. 

لقد توصل أحد الباحثين المغاربة إلى "أن مبادئ المقاربة بالكفاءات هي سعي نحو إدماج التعلمات عوض جعلها تكتسب بطريقة مجزأة ومستقلة عن بعضها البعض، إذ يجب علينا أن نمر من التعلمات المصففة والمجزأة، إلى التعلمات المدمجة والمندمجة".([13]) 
وهذا ما أدى بنا في هذا المبحث إلى التنقيب عن المبادئ التي تقوم على أساسها بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات فوجدنا التالي: 
تقوم بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات على جملة من المبادئ نذكر منها: 
- "مبدأ البناء: 
أي استرجاع التلميذ لمعلوماته السابقة، قصد ربطها بمكتسباته الجديدة وحفظها في ذاكرته الطويلة. 
- مبدأ التطبيق: 
يعني ممارسة الكفاءة بغرض التحكم فيها، بما أن الكفاءات تعرف عند البعض على أنها القدرة على التصرف في وضعية ما، حيث يكون التلميذ نشطا في تعلمه. 
- مبدأ التكرار: 
أي تكليف المتعلم بالمهام الادماجية عدة مرات قصد الوصول به إلى الإكتساب المعمق للكفاءات والمحتويات. 
- مبدأ الإدماج: 
يسمح الإدماج بممارسة الكفاءة عندما تقرن بأخرى، كما يتيح للمتعلم، التمييز بين مكونات الكفاءة و المحتويات ليدرك الغرض من تعلمه. 
- مبدأ الترابط: 
يسمح هذا المبدأ لكل من المعلم و المتعلم بالربط بين أنشطة التعليم و أنشطة التعلم و أنشطة التقويم التي ترمي كلها إلى تنمية الكفاءة" .([14]) 

مميزات الكفاءة 

تتميز الكفاءة من القدرة بخمس مميزات هي: 
1- الكفاءة توظيف جملة من الموارد: مكتسبات، خبرات، معارف، قدرات، مهارات. 
2- الكفاءة ترمي إلى غاية منتهية: أي أن المجتمع ينتظر منتوجا بجملة مواصفات محددة بعد التعلم. 
3- الكفاءة مرتبطة دائما بجملة الوضعيات ذات المجال الواحد: كفاءة آداء الصلاة مرتبطة بمجال العبادات فقط. 
4- الكفاءة غالبا ما تتعلق بالمادة: وهو جوهر اختلافها عن القدرات التي تتصل بمواد تعليمية. 
5- الكفاءة قابلة بالتقييم: حيث يلاحظ شكل الإنتاج و نوعية المنتوج أو النتائج المحصلة، غير أن القدرة تفتقد لهذين المعيارين بالإضافة إلى ذلك لا يمكن أن توجد كفاءات في غياب توفر الموارد اللازمة. 
(قدرات و معارف) وبعد توفر هذه الموارد يمر تجنيدها و تحويلها بإجراءات ذهنية عالية المستوى يصعب تدريسها كاملة ما دامت من نوع التركيب والتكهن المسبق والاستراتيجية والتفكير النظامي، إن إعطاء أهمية حقيقية لتحويل المعارف وتجنيدها يعني: 
· بناء المعارف انطلاقا من إشكالية عرض استعراض نص المعرفة و سردها...... 
· جعل التلاميذ يواجهون مواقف مستحدثة غير معروفة، وتقييم قدراتهم. 

مزايا المقاربة بالكفاءات: 

تساعد المقاربة بالكفاءات على تحقيق الأغراض الآتية: 
‌أ) تبني الطرق البيداغوجية النشطة و الإبتكار: من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية– التعلمية". والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك إذ أنها تعمل على اقحام المتعلم في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال "انجاز المشاريع وحل المشكلات" و يتم ذلك إما بشكل فردي أو جماعي. 
‌ب) تحفيز المتعلمين (المتكونين) على العمل: عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة، تولد الدافع للعمل لدى المتعلم، فتخفف أو تزيل الكثير من حالات عدم إنظباط التلاميذ في القسم، ذلك لأن كل واحد منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله واهتمامه. 
ج) تنمية المهارات وإكتساب الإتجاهات، الميول والسلوكات الجديدة: تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية(المعرفية)، العاطفية (الانفعالية)، و"النفسية – الحركية" ، وقد تتحقق منفردة أو متجمعة. 
‌د) عدم إهمال المحتويات(المضامين): إن المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين، وإنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءته، كما هو الحال أثناء انجاز المشروع مثلا. 
‌ه) اعتبارها معيارا لنجاح المدرسي: تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تأتي ثمارها وذلك لأخذها الفروق الفردية بعين الإعتبار. 

المطلب الثالث: دور المعلم و المتعلم في بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات 

لم يعد التعليم مجرد عملية أحادية القطب، تقوم على براعة المعلم وحده الذي يقوم بغالبية الأحيان بالدور الرئيسي في صنع المعارف بطرائق تسعى لحشو الأدمغة، من خلال صب المعارف على التلاميذ دون أن يهتم ببناء هذه المعارف بناءا متماسكا وبتطوير ما يستلزم هذا البناء من مهارات وسلوكيات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن التعليم صار يهتم بتكوين المتعلمين من الكفايات والكفاءات لتوظيفها في جل المجالات والوضعيات ومواقف الحياة المختلفة. 
ومن هذا المنطلق تجد أن التعليم في عصرنا صار له معنى أعلى وهدف أسمى، ومن جهة بات مهمة صعبة وأكثر تعقيدا وتركييا كون النوعية في عالم التعليم ما أن تكون أو لا تكون، كما أن العملية التعليمية تقتضي بالضرورة إشراك جميع صناعها. 
كونها صفة دائمة التبدل والتطور، ولا تعرف لحالها استقرار، كون النوعية في عالم التعليم هي نتاج كافة هذه المراحل منها نوعية الأهداف والبرامج، نوعية الطرائق والسندات، نوعية التكوين و التسيير، نوعية التعلم والتقييم...إلخ. 
حيث تمثل كل هذه المراحل حلقة في سلسلة التعلم ومنه أي ضعف يصيب حلقة من الحلقات أو كان له التأثير السلبي على نوعية النظام كله كما أن بيداغوجيا التدريس بالكفاءات باعتبارها منهجية جديدة أعادت ترتيب الأوراق، بحيث تكون الورقة الرابحة دائما في يد المتعلم لا المعلم، لذلك فهي برغم تعدد أشكالها. 
إلا أنها تقوم على هدف واحد وهو التمركز حول المتعلم والإحاطة به، ومساعدته على التعلم، غير أن الإهتمام به وجعله محور العملية التعليمية من أجل إدماجها في حياته اليومية وتحويلها إلى معارف سلوكية وأدائية، لا يعني بالضرورة أن بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات أهملت المعلم، بل بالعكس لأن هذه البيداغوجيا تشترط أن يكون المعلم طرفا فيها، وصاحب إستراتيجية دقيقة لتنفيذها، أو كما سماه جاك تارديف "المدرس الإستراتيجي" إذ وصفه هذا الأخير ب: المفكر صاحب القرار، محفز على التعلم، نموذج، وسيط، مدرب ومنه يمكننا تحليل هذه الأوصاف على النحو التالي: 
1- المعلم المفكر: على المعلم أن لا يأخذ فقط مكتسبات المعرفية لدى المتعلم وكيفية إدراكه لها فقط بل يجب عليه أن يضع في الحسبان أهداف البرنامج الدراسي، ومنهاج التدريس وشروط مهامه التوظيف الفعلي لها في حجرة الدرس. 
2- المعلم صاحب القرار: إن عمل المعلم لا يقتصر فقط على تطبيق التعليمات والإلتزام بتوجيهات والتوصيات المتعلقة بالعملية التعليمية بل يتعدى ذلك إلى اتخاذ القرارات المناسبة، فيما يخص مضمون التعلم وبالتالي يتضمن أهم الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها المتعلم ومنه يعد له جملة من الأمثلة وينوعها، اقتناعا منه أن الأخطاء سبيل تحقيق الكفاءة وجزء مهم من العملية التعليمية وذلك للوصول بالمتعلم إلى الاستقلالية في الفعل والتفكير في فترة قصيرة. 
3- المعلم محفز للتعلم: من مهام المعلم تحفيز المتعلم على القيام بالنشاطات المقترحة عليه وإثبات فعاليتها في أحداث التعلم فضلا عن دورها الاجتماعي والمهني وعلاقتها بواقع الحياة. 
4- المعلم نموذج: إن المعلم هو قدوة للمتعلمين ابتداءا من بداياته الأولى أي الحضانة إلى غاية الجامعة مرورا بالمتوسطة والثانوية ومن الطبيعي والبديهي أن يكون المدرس النموذج الكفء الذي يجدر بالمتعلم أن يستلهم به ويقلده. 
5- المعلم الوسيط: يقوم المعلم بمحاورة المتعلم ويناقشه في الصعوبات ويذكره بمعارفه السابقة وبالتالي يكون الوسيط بين المتعلم والمادة العلمية. 
6- المعلم مدرب: "ينبغي على المعلم أن يدرب المتعلمين على الحياة وهذا التدريب يتطلب وضعه في وضعيات تلزمه القيام بمهام معقدة وهادفة، شريطة أن تكون ممنكة الحل وأقربها إلى الواقع المعيش"([15])، وعليه فالتعليم بالكفاءات يلزم بالضرورة أن يكون المعلم منشطا ومنظما للمعرفة، ونجاحه يقتضي تحكمه في المادة العلمية. 
ولا يستقيم الحديث عن الكفايات دون الحديث عن كيفية الإشتغال بالكفايات في مجال التدريس، حيث نورد نموذج لكي يسهل على المدرس توظيف الكفايات وتتمثل فيمايلي:

حيث تمثل كل خطوة مجموعة أفعال كالتالي:

· تحديد الكفايات المستهدفة:

وتعني أن يضع المدرس لدرسه الكفاية الخاصة، وغالبا ما تستدعي من الكفايات النوعية مع تخصيصها بعين الدرس، فمثلا كفاية الدرس المفعول لأجله وبالتالي تستدعي من الكفاية التمييز والتعريف واستعمال المفعول لأجله.

· نحت القدرات:

وتعني أن ينحت المدرس من الكفاية القدرات التي تكونها أو بمعنى آخر أن يشتق المدرس ويحول الكفاية إلى قدرات، ففي الكفاية السابقة يمكن نحت قدرات ثلاث كالآتي:
- قدرة التعرف على المفعول لأجله.
- قدرة تميز المفعول لأجله.
- قدرة استعمال المفعول لأجله.
· نحت الأهداف الإجرائية:
وتعني أن ينحت أو يشتق المدرس الأهداف الإجرائية من القدرات ففي المثال السابق يمكن نحت الأهداف الإجرائية التالية من القدرة الأولى:
- أن يتعرف المتعلم بنية المفعول لأجله.
- أن يتعرف المتعلم حركة إعراب المفعول لأجله.
- أن يتعرف المتعلم دلالة المفعول لأجله.
والأهداف الإجرائية غالبا في بيداغوجيا الكفايات تكون مندمجة ومتضمنة في القدرات.

الهوامش: ---------------------------------

([1]) – فريد حاجي، بيداغوجيا التدريس بالكفاءات، دار الخلدونية للنشر والتوزيع، الجزائر، ص 09
([2]) – محمد الطاهر وعلي، بيداغوجيا الكفاءات: ماهي الكفاءة؟ وكيف تصاغ، الجزائر، ماي 2006، ص 18-19
([3]) – محمد الطاهر وعلي، المرجع السابق، ص 20.
([4]) – محمد الطاهر وعلي، المرجع السابق، ص 22-23
([5]) – المرجع نفسه، ص 23
([6]) – المرجع نفسه، نفس الصفحة
([7]) – محمد الطاهر وعلي، المرجع السابق ، ص 25.
([8]) – حاجي فريد، بيداغوجيا التدريس بالكفاءات، دار الخلدونية، الجزائر، ص 22-23
([9]) – محمد الطاهر وعلي، بيداغوجيا الكفاءات، مرجع سبق ذكره، ص 28-30
([10]) – محمد الصالح حثروبي، المدخل إلى التدريس بالكفاءات، ص 56
([11]) – محمد الطاهر وعلي، المرجع السابق، ص 32
([12]) – محمد الصالح حثروبي، المرجع السابق، ص 55
([13]) – عبد اللطيف الجابري،من إعداد المناهج بالكفايات إلى ممارسة تعليمية تعلمية لبناء الكفايات الأساسية لدى المتعلمين،مجلة عالم التربية،العدد19،ص433-434
([14]) – عبد اللطيف الجابري،من إعداد المناهج بالكفايات إلى ممارسة تعليمية تعلمية لبناء الكفايات الأساسية لدى المتعلمين ، المرجع السابق، ص 434.
([15]) – دراسة حول "دور المعلم في بيداغوجيا الإدماج".
BenZaoui Jeeran.com(Modaivinati) « 03.08.2008 »
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق