فاعلية الخدمات الإرشادية المقدمة للتلاميذ الراسبين في شهادة البكالوريا من وجهة نظر الأساتذة (ج 3)
الفصل الثالث: الرسوب المدرسي
تمهيد
1. مفهوم الرسوب المدرسي
2. العوامل المؤدية للرسوب المدرسي
3. النتائج المترتبة عن الرسوب المدرسي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تمهيد
يعيش قطاع التربية والتعليم في الجزائر حالة من الاستقراء جراء ما استحدث من سياسات وما اعتمد من مناهج مست هيكلة النظام إذ رسخت مبدأ الإصلاح واعتمدت العصرنة كوسيلة للتغيير استجابة للتطلعات الراهنة التي تعرفها الساحة ومواكبة لوتيرة التحديث حيث يواجه التعليم بصفة عامة مشكلات متعددة ومتشبعة ومما لا خلاف فيه أن ظاهرة الرسوب المدرسي هي مشكلة عويصة لا تقتصر على باد دون أخر ولا على جهة دون أخرى فالكل معرض لها ولكن بنسب متفاوتة وذلك حسب القدرة على المقاومة والعلاج كما يتوقع أن يزداد حجمها كثيرا نتيجة النمو المتزايد لعدد التلاميذ المتمدرسين.
1- مفهوم الرسوب
- لغة:
هو السقوط والغوص إلى الأسفل ( المعجم العربي ص 519).
- اصطلاحا:
هو إخفاق التلميذ في تحقيق النتائج للانتقال إلى المستوى الأعلى ويبقى في المستوى مرة أخرى.
ويمكن تعريفه أيضا على أنه: سنة يقضيها التلميذ في نفس القسم ويؤدي نفس العمل الذي أداه في السنة الماضية (1) (قوادري جلول (2006): الرسوب المدرسي عوامله ونتائجه بحث من إعداد المستشار الرئيسي للتوجيه المدرسي والمهني، الموسم الدراسي 2006-2007. أدرار 2-4-2007.
أسباب الرسوب:
لا يمكن لنا أن نحصي أسباب الرسوب وان نحصرها لأنها متعددة ومتشعبة وان كان بعضها متشابها ومشتركا بين فئات التلاميذ في خطوطها العريضة لان الكثير منها يختلف من تلميذ لآخر نظرا لاختلاف العوامل والظروف إذ علمنا أن أسباب الرسوب والضعف في التحصيل الدراسي لا تخلو أن تكون وراثية أو راجعة للبيئة التي يعيش فيها التلميذ.
ويعود الرسوب إلى أسباب متعددة تتفاوت في قوتها وتأثيرها ومنها:
1- الأسباب الذاتية:
وهي التي نجدها تتصل بالتلميذ كالتخلف العقلي ضعف الجهاز العصبي ضعف أو عجز في أجهزة الكلام والنطق والخوف وعدم الثقة بالنفس ، الإصابة بعاهات أو تشوهات جسمانية تشعر التلميذ بالإهانة والسخرية والتي تجعل التلميذ يتهرب من المدرسة .
كما أن الأمراض يكون لها تأثير السيئ على السمع والنطق وخصائص التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم مثل: النشاط الزائد ، الاندفاع والتهور، الفشل في المواد الدراسية.
2- الأسباب العائلية:
الواقع أن للأسر مساهمة كبيرة في رسوب الأبناء ويكون ذلك في الحالات التالية:
- انخفاض المستوى المعيشي وضعف الدخل اليومي للعائلة: يكون وقع التأثير إذا كان شعور التلميذ بالغين والاهانة إضافة إلى الاحتياج، عدد أفراد الأسرة الكبير والمسكن الضيق والغير مناسب وهذه أسباب غير ملائمة للدراسة والتحصيل.
- الوضع المضطرب بسبب الصراعات وسوء التفاهم بين الأولاد وبين أفراد الأسرة يكون له تأثير سلبي على تحصيل التلميذ الدراسي ومردوده العلمي "( 2) (خليل ميخائيل معوض (1979) : القدرات العقلية دار المعارف، ص 207".
- بعد المدرسة عن مقر مسكن التلميذ مما يتعبه ويرهقه وكذلك صعوبة التنقل إليها مما يؤدي ذلك على تحصيله الدراسي.
- توزيع التلاميذ في القسم من حيث الذكاء و النشاط والاجتهاد تجعل المعلم في غالب الأحيان والأوقات بتعامل مع الفئات الذكية والأكثر نشاطا ويهمل الفئة الباقية مما يسبب لها القلق وعدم الشعور بالذات وعدم الاطمئنان.
- كل هذه الأسباب تؤثر على التلميذ الدراسي ومردوده العلمي.
3- الأسباب الاجتماعية:
كما يقال " المرء ابن بيئته" فإذا كان التلميذ يعيش في بيئته اجتماعية سيئة فلا شك أنها تؤثر سلبا على مستواه الدراسي وكذلك جماعة رفاق السوء والأشقياء في حيه أو في الشارع مثلا أو في أماكن اللهو و اللعب فإنه يسلك سلوكهم وتنتقل إليه العدوى إليه كما أن نظرة التلميذ للمؤسسة التربوية والتعليم سبب ذهاب وهيبتها ومكانتها التربوية والعلمية لإنقاذ المجتمع لها وتصغير دورها في مجالات الحياة.
- كذلك الحال بالنسبة للتقليل من قيمة وشأن المعلمين بصفة خاصة وإهدار كرامتهم وحقوقهم وطبقة المثقفين ذوي المستويات العالية والشهادات الرفيعة بصفة عامة وحالة التهميش والإقصاء والبطالة.
4- الأسباب المدرسية:
وهي الأسباب التي تنحصر في المدرسة كعدم كفاءة المدرسين التربويين أو المنهاج الدراسي الغير المكيف مع التلاميذ أو تكدس الفصول وازدحامها مما يصعب معه مراعاة الفروق الفردية والتمييز والتفرقة بين التلاميذ من طرف الأستاذ وعدم إجازتهم حسب أعمالهم وجهودهم وكثافة المنهاج وكيفيتها والامتحانات وصياغتها ومضامينها والتقييم و أسالبيه ودقته كما أن بعد المدرسة عن مقر مسكن التلميذ يتعبه ويرهقه وكذلك صعوبة النقل إليها مما يؤثر على تحصيله الدراسي.
كل هذه الأسباب وغيرها من العوامل والمعاملات لها تأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي للتلميذ وتجعله لا يبالي بالعلم والتعليم ولا يحترم المؤسسة التربوية والمعلم.
العوامل المؤدية للرسوب المدرسي:
1- عوامل شخصية:
وهي ترجع إلى الطالب نفسه ومنها:
- ضعف القدرة العقلية وتدني مستوى الذكاء مما يؤدي إلى صعوبة استيعاب بعض المواد الدراسية .
2- عوامل نفسية وانفعالية:
وهي مجموعة من المشاكل النفسية التي تؤدي إلى صعوبة التكيف مع الجو الدراسي ومع المجتمع بشكل عام مثل القلق والتوتر وضعف الثقة بالنفس والخوف من التعامل مع الآخرين.
3- عوامل جسمية وصحية:
كالمرض والإصابة بالإعاقات المختلفة حيث تؤدي هذه الأمراض إلى كثرة غياب الطالب وتؤثر في حالته النفسية واستعداداته للتعلم مما ينعكس على مستوى تحصيله.
4- عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية:
- ضعف المستوى الثقافي والاجتماعي لأفراد الأسرة.
- عجز الأسرة عن توفير متطلبات الدراسة وتهيئة الجو المناسب للدراسة داخل المنزل.
- عدم استقرار الأسرة وكثرة تنقلها من مكان إلى آخر.
- النظرة السلبية للتعليم وقصور الوعي بأهميته.
- مصاحبة الطالب لبعض رفقاء السوء من الطلاب الفاشلين في دراستهم.
- انخفاض المستوى الاقتصادي وصعوبة الظروف المعيشية للأسرة.
5- عوامل مدرسية وتعليمية:
هناك مجموعة من أسباب الرسوب ترجع إلى المدرسة والنظام التعليمي أهمها:
- ضعف كفاءة بعض المعلمين من حيث الإعداد والتدريب.
- ضعف الصلة بين المناهج الدراسية وحياة الطلاب
- الاعتماد على أساليب التقويم القائمة على الامتحانات التقليدية
- نقص خدمات التوجيه والإرشاد داخل المدرسة
- عدم استقرار الدراسة في بعض المدارس إلا بعد بدء العام الدراسي بوقت طويل
- عدم استخدام طرائق التدريس والوسائل التعليمية الحديثة (1).
النتائج المترتبة عن الرسوب المدرسي:
1- النتائج التعليمية الناتجة عن الرسوب المدرسي:
يتسبب الرسوب في هدر الكثير من الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية المستثمرة في قطاع التعليم فيكون بذلك احد أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف كفاءة النظام التعليمي وتعيقه عن تحديد أهدافه وتتضح أثار الرسوب المدرسي فيما يسببه الرسوب من زيادة في فاقد النفقات التعليمية، ومن ناحية أخرى يؤثر الرسوب في كفاءة النظام التعليمي من خلال إضعاف قدرته على الاحتفاظ بالطلاب المسجلين به حتى نهاية مراحلهم الدراسية.
2- النتائج الاجتماعية:
يعيش الرسوب احد ابرز العوامل التي تقف وراء زيادة عدد العاطلين عن العمل وارتفاع معدل البطالة في المجتمع نتيجة زيادة عدد المرسبين من المدارس ويزداد الأمر سوءا عندما يحدث هذا الأمر في المرحلة الثانوية لما يترتب على ذلك من وجود فئة من أنصاف المتعلمين الذين لا يستطيعون تحقيق المستوى المناسب من الإنتاج الذي يتطلبه تقدم المجتمع، ومن الآثار السلبية للرسوب التحاق بعض الراسبين بمجالات العمل قبل الحصول على التأهيل المناسب الذي يمكنهم من الوقوف على المستجدات والتطورات المتلاحقة في ميادين العمل المختلفة مما يشكل أحد العوائق التي تقف في سبيل تقدم المجتمع وتطوره.
كما يترتب عن الرسوب المدرسي نقص العمر الإنتاجي للفرد بعدد السنوات التي رسب فيها فالطالب الذي يرسب عاما يخسر عمره الإنتاجي عاما وبتكرار الرسوب تتكرر الخسارة.
3- النتائج الاقتصادية:
أصبح ينظر إلى التعليم على انه استثمار للقوى البشرية يتم من خلاله تحقيق مجموعة من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تسهم في تقدم المجتمع وتحسن مستوى التنمية فيه والرسوب من هذا المنطلق يعيش احد أهم الأسباب التي تؤدي ضياع كثير من الموارد المادية والبشرية المستثمرة في قطاع التعليم لان ارتفاع عدد الطلاب الراسبين يستلزم ارتفاع النفقات اللازمة لتغطية احتياجات هؤلاء الطلاب الراسبين، كما يؤخر الرسوب المدرسي التحاق عدد كبير من الشباب بسوق العمل وبخاصة عندما يحدث ذلك في المرحلة الثانوية لما يترتب على ذلك من نقص في العدد المطلوب من القوى العاملة المتخصصة التي يحتاج إليها سوق العمل ومجالات الإنتاج المتعددة (1).
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
-------------------------------------------------- تابع الفصل الرابع-------------------------------------------------------
0 التعليقات:
إرسال تعليق