-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب (المبحث الأول - الفصل الأول)

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

الفصل الأول: أوضاع الحركة الوطنية قبل نزول الحلفاء 

المبحث الأول: أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب 

أوضاع الحركة الوطنية قبل نزول الحلفاء

أ‌- نجم شمل إفريقيا: 

وهو تيار وطني يسمى أيضا بالتيار الاستقلالي. كما يسميه البعض بالتيار اليساري الوطني الثوري وقد ظهر هذا الحزب في سنة 1926، رغم اختلاف المؤرخين في تحديد تاريخ نشأته بالضبط.فمنهم من يعيده إلى سنة 1924 رابطا ذلك بالزيارة التي قام بها الأمير خالد(*) إلى فرنسا والتي جمعته بالعمال الجزائريين وانتهى ذلك بتأسيس الحزب([1]) لقد كانت الهجرة الجزائرية هي أول من أسس حركة وطنية تحت اسم نجم الشمال الإفريقي([2])، ولقد أعلن عن الأمير خالد رئيسا شرفيا له، ولكنه شيئا فشيئا نقد النجم أعضاءه التونسيين والمغاربة وأصبح منظمة جزائرية خالصة وكان هدفه الصريح هو الدفاع عن المصالح المعنوية والمادية لأهل إفريقيا الشمالية وتثقيف أعضائه. وكان جل أعضائه من العمال، والجنود السابقين، وطلبة إفريقيا الشمالية الذين كانوا يعيشون في فرنسا. ([3]
لمعاينة مقدمة نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية- إضغط هنا
وحتى 1930 كان اتصال النجم بالجماهير في الوطن محدودا جدا، وكان يتمتع بعطف اليساريين الفرنسيين والأوروبيين والمنظمات المعادية للاستعمار ونظرا للقيود التي اتخذتها السلطات الفرنسية ضد أعضائه في الجزائر اعتمد النجم بصفة خاصة على الصحافة في الاتصال بالجزائريين. 
لمعاية المبحث الثاني: تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري- إضغط هنا
ولقد كان الهدف الحقيقي للنجم هو تحقيق استقلال إفريقيا الشمالية كلها ،وإن أعضاء النجم محمد جفال، حاج علي عبد القادر(*)، مصالي الحاج(**)، أحمد بغلول، محمد بن الأكحل، عمار عيماش(***). 
ولقد كانت هناك صفتان خدمتا النجم وهو الإقدام(****) التي كان أنشأها الأمير خالد في الجزائر سنة 1919 وعندما نفته الحكومة الفرنسية وحلت حزبه توقفت عن الصدور، ثن أعيد إصدارها تحت اسم الأقدام الباريسي وكانت هذه الصحيفة شهرية تصدر باللغتين وقتئذ([4]). 
ضم الحزب في قيادته مجموعة من الأعضاء الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز مناضليه. 

مبادئ الحزب وبرنامجه: 

بالرغم من الظروف الخاصة والمميزة "الحزب المميز" كحزب وطني ذو اتجاه استقلالي، إلا أن أحد المؤرخين يرب بأن هذا الحزب تأرجح في سنته الأولى بين تيارين اثنين: 
- أولهما وهو تيار الأمير خالد ومطالبه الإصلاحية. 
- ثانيهما وهو التيار الشيوعي ممثلا في الحزب الشيوعي الفرنسي. 
لمعاينة المبحث الثالث: تأسيس ج.ع. المسلمين الجزائريين- إضغط هنالمعاينة المبحث الرابع: ظروف انتماء المِؤتمر الإسلامي ونتائجه- إضغط هنا
لكن حزب النجم سرعان ما تخلص من هذه التبعية وهذا التأرجح خاصة بعد تولي مصالي الحاج رئاسته في سنة 1927، حيث دخل الحزب عهدا جديدا رسمت معالمه مطالب جديدة ومثيرة كان أبرزها مطلب الاستقلال. ([5]
كما يذهب الدكتور عبد الكريم بوصفصاف بأن الحزب كان يهدف في الظاهر إلى الدفاع عن المصالح الاجتماعية والأدبية لعمال شمال إفريقيا وتعليم أعضائه ولكن المغزى الحقيقي هو تحقيق الاستقلال. ([6]
وأيضا يبرز لنا من التقارير التاريخية بأن هذا التغير في الحزب يعود إلى مشاركة مصالي الحاج باسم النجم في مؤتمر "بروكسل"(*) ضد الاستعمار. 
هذا المؤتمر الذي انعقد بين 10 إلى 15 فبراير 1927 أكبر حدث سياسي على الصعيد العالمي ولقد اغتنت جمعية نجم الشمال الإفريقي هذه الفرصة فأوخذت الكاتب العام مصالي الحاج والسيد الشاذلي خير الله(**) عضو الحزب الدستوري. 
ولقد شكل هذا المؤتمر منعرجا حاسما ومرحلة جديدة في تاريخ النجم من حيث طريقة الكفاح([7]
النضال وطبيعة المطالب الوطنية وعلى رأسها الاستقلال الوطني وتركزت هذه المطالب التي شكلت البرنامج الأساسي للحزب في النقاط الآتية: 
- استقلال الجزائر. 
- جلاء قوات الاحتلال الفرنسية. 
- حجز الأملاك الفلاحية الكبيرة التي استولى عليها الإقطاعيون عملاء الامبريالية والمعمرون، والجمعيات الرأسمالية الخاصة، وإرجاع الأراضي المحجوزة إلى الفلاحين الذين سلبت منهم. 
- احترام الأملاك الصغيرة والمتوسطة. 
- إرجاع الأراضي والغابات التي استولت عليها الحكومة الفرنسية إلى الحكومة الجزائرية. 
- إطلاق سراح المساجين أو تحت الإقامة الإجبارية أو المبعدون. 
- حرية الصحافة، الجمعيات، الاجتماعات. 
- التمتع بالحقوق السياسية والثقافية المبادلة لما يتمتع بها الفرنسي في الجزائر. ([8])
لمعاينة المبحث الأول: اندلاع الحرب العالمية2 ودور الجزائريين فيها- إضغط هنا
لقد استطاع النجم في غضون سنوات قليلة جدا أن يقوم بنشاطات صارمة أزاحت الغبار والركود عن النشاط السياسي والنضال الوطني، الذي أصيب بخمول تام، كما عرف تطورا هاما في تبنيه لأفكار وطنية ثورية ومطالب جوهرية وتحول تدريجيا بعد تأسيس حسب تعبير نخبة من المؤرخين إلى أنها منظمة جزائرية خالصة، بعد أن فقد أعضاءه من التونسيين والمغاربة الذين انضموا إليه بداية نشأته. ([9]
وبذلك عرفت القضية الوطنية تحركات هامة خاصة على الصعيد الخارجي كان أهمها: 
- إقامة تجمع ضم حوالي ثلاثة آلاف مهاجر (3000) في شوارع العاصمة باريس، وذلك سنة 1927 للتنديد بالاستعمار وأعمال القمع والقوانين الاستثنائية التي تمارسها الإدارة الاستعمارية على شعبنا. 
- في نفس السنة 1927 حضر وفد يمثل النجم في المؤتمر العالمي ضد الاستعمار في بروكسل حيث طرح ممثلي النجم القضية الجزائرية خصوصا وقضية أقطار شمال إفريقيا والعالم العربي عموما. 
- كذلك قام النجم بإرسال مذكرة حول المسألة الجزائرية إلى عصبة الأمم بجينيف. ([10]
وبعد أن أحل النجم من طرف السلطات الفرنسية عام 1929، قام زعماء النجم بإصدار جريدة بعنوان "الأمة"(*) عام 1930 وهي التي يقرأ عنوانها الفرعي العربي هكذا "جريدة وطنية وسياسية للدفاع عن حقوق مسلمي إفريقيا الشمالية" وكان مديرها السياسي مصالي الحاج، الذي كان عندئذ هو المتحدث باسم النجم أي مديرها ومحررها فقد كان عمار عيماش عضو الهيئة الإدارية للنجم، وعلى يمين عنوان"الأمة" يجد الإنسان صورة هلال ونجمة مع الآية الكريمة "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".([11]
لقد تم إنشاء جريدة "الأمة" سنة 1930 لنشر جميع مستجدات وأخبار النجم بفرنسا، قصد توسيع نطاق العمل والاتصال بالعمال في مختلف المناطق بفرنسا، وهكذا أصبح صوت الجزائر مسموعا لدى شعوب العالم. ([12]
لمعاينة المبحث الثاني: المواقف الأولية للحركة الوطنية من الحرب- إضغط هنا
ونظرا لهذا النشاط المكثف قامت الحكومة الفرنسية بحل النجم سنة 1929 رغم عملية الحل واصل نشاطه تحت اسم جديد وهو نجم شمال إفريقيا المجيد وذلك سنة1933، كما ظهر النجم تحت تسمية جديدة أخرى سنة1934 وهي لجنة التجمع الشعبي.([13]
لجنة التجمع الشعبي كانت ممهدة لظهور الجبهة الشعبية في فرنسا 1936، ولم ينال حزب نجم شمال إفريقيا جهدا لتعزيز الحريات الديمقراطية من خلال وقوفه إلى جانب كل من الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الاشتراكي (الفرع الفرنسي للأممية العمالية) وعدد من التشكيلات السياسية والنقابية اليسارية، ومع ذلك صدر في ماي 1935 حكم بالسجن لمدة سنة ضد مصالي، كما حكم على كل من عيماش عمار وبلقاسم راجني بالسجن لمدة ستة أشهر. ([14]
وكما يقول مصالي الحاج في مذكراته، بعد ستة أشهر من خروجه من السجن ،إن الإفراج عني قد احتفل به نجم شمال إفريقيا والعديد من الحركات السياسية، ولتحضيري لمهمتي أي مشاركتي في المؤتمر الإسلامي الأوروبي، حددت موعدا مع شكيب أرسلان(*) . 
وعندما أدخلت قاعة الاستقبال في7 سبتمبر1935، قام شكيب وتوجه نحوي وشد بيدي قائلا بلطف وبالعربية مرحبا بك "ثم جلسنا انطلقت المحادثة حول كل المواضيع". ([15]
وتقدم مصالي الحاج إلى شكيب أرسلان وكانت تلك هي الفرصة التي جاءت إليه حيث خلال المؤتمر الإسلامي الأوروبي عرض مصالي الحاج مطالب تضمنت تشكيل برلمان جزائري منتخب، وأعلن النجم حينها عن دعمه للمطالب التي تخدم مصلحة العامة للجماهير وقام فيما بعد بنقل نشاطه للجزائر. ([16]
وبما أن الاتفاق بين الجبهة الشعبية(*) والنجم لم يدم طويلا بسبب مطالب النجم الاستقلالية وكذا لأن الجبهة لم تكن مستعدة لتسليم باستقلال الجزائر عن فرنسا أدى ذلك إلى فتور العلاقة بينهما مما جعل الجبهة تقوم بحل النجم بمساعدة الشيوعيين في 26جانفي1937، هذا الحل لقيا موجة احتجاج عارمة من الحزب الدستوري التونسي الجديد، وكذا المؤتمر الإسلامي كما اتهم مصالي الجبهة بأنها خيبت آمال الشعوب المستعمرة وذلك عن طريق توزيع مباشر معادية لها ولم يمض شهر على هذه النشاطات حتى ظهر إلى الوجود حزب جديد "حزب الشعب الجزائري"([17]). 

ب‌- حزب الشعب الجزائري "1937-1939": 

يعتبر حزب الشعب الجزائري امتدادا لحزب النجم، وقد تأسس مباشرة بعد حل هذا الأخير في "ناتتير" بضواحي باريس بزعامة مصالي الحاج(*) وحضور ثلاثة مائة (300) مناضل من حزب النجم وقد انتخب غداة هذا المؤتمر التأسيسي مصالي رئيسا للحزب الجديد وذلك يوم11مارس 1937 أي بعد حوالي شهر ونصف فقط من حل النجم، ولكن الحزب نقل نشاطه إلى الجزائر-ميدان المقاومة- بعد عودة مصالي إليها من فرنسا يوم 18 جوان1937. ([18]
ونتيجة لمطالب الحزب ونشاطاته التي كانت تشكل خطرا على فرنسا قامت هذه الأخيرة باعتقال مناضليه وعلى رأسهم مصالي الحاج زعيم الحزب في 27أغسطس 1937 مما أدى إلى مصادمات عنيفة جرت بين الشرطة الفرنسية وأعضاء الحزب ووصلت إلى حد المطادرات في الشوارع وسقوط الكثير من الجرحى ونفس الشيء وقع سنة 1939 عندما نظمت مسيرات تدعو إلى حرية الجزائر واستقلالها، ونتيجة لظهور نذر الحرب العالمية الثانية بدأت الحكومة الفرنسية تتحين الفرصة للقضاء على نشاط الحزب، والذي صدر قرار بحله في26 سبتمبر1939. ([19]
لمعاينة المبحث الأول: اندلاع الحرب العالمية2 ودور الجزائريين فيها- إضغط هنا
ولقد تمحورت مطالب حزب الشعب من خلال البرنامج الذي أعلن عنه بصراحة عند تأسيسه حول القضايا الآتية: 
1- إنشاء حكومة مستقلة عن فرنسا. 
2- إنشاء برلمان جزائري. 
3- احترام اللغة العربية والدين الإسلامي. ([20]
ويمكن معرفة مضمون برنامج الحزب من خلال ما جاء في جريدة "الأمة" الصادرة بشهر يناير سنة 1938 والذي تضمن البنود الآتية: 
- إلغاء قانون الأهالي، قانون الغابات وكل القوانين الاستثنائية. 
- إعطاء الحريات الديمقراطية، حرية الصحافة وتكوين الجمعيات والعمل النقابي. 
- الاعتراف بالدين الإسلامي وإعادة مؤسساته وأوقافه إلى المسلمين. 
- إلغاء المنح التي تعطى للمسبحين الكاثوليك(*) والبروتستانت(**). 
- تحويل المجالس المالية إلى مجلس جزائري انتخب بالاقتراع العام دون الأخذ بعين الاعتبار عنصري الدين واللغة. 
- فصل السلطات، بين السلطة التشريعية(***) والتنفيذية والقضائية. ([21]
وباسم الحزب الجديد اشترك أعضاؤه لأول مرة في الانتخابات المحلية بالجزائر التي جرت في شهر جوان يونيو1937، حتى أن الحزب قد فشل في الحصول على الأصوات اللازمة في الانتخابات البلدية لمدينة الجزائر ولكنه من جهة أخرى حصل على نجاح كبير لأنه أصبح معروف في الأوساط الجزائرية، وأصبح فوزه قضية وقت فقط، وعلى كل حال فإن مصالي وأنصاره قاموا بحملة واسعة ضد الإدارة الفرنسية، وقد أنشأ الحزب أول جريدة له بالعربية في الجزائر بعنوان "الشعب" بالإضافة إلى جريدة "الأمة" التي كانت تصدر بالفرنسية في باريس. ([22]
بالإضافة إلى تلك المطالب المتنوعة فلن ينسى الحزب المطالب الاقتصادية التي رآها من الضروريات لمتطلبات الشعب الجزائري واحتياجاته وحقوقه المرجوة 
- تخفيض الضرائب. 
- العمل على تخفيض نسبة البطالة. 
- إعادة الأراضي المغتصبة إلى أصحابها الشرعيين، وتسهيل وسائل استغلال الأراضي. 
- منع الربا وذلك بمنح قروض منخفضة للفلاحين والتجار. 
- تأسيس نظام جمركي يحمي المصانع والإنتاج المحلي من منافسة الإنتاج الخارجي. 
- إلغاء الإدارة العسكرية في المناطق العسكرية، وكذلك إلغاء البلديات المختلطة. ([23]
ولقد تمحورت شعارات الحزب التي كانت تعبر عن انتماءاته "لا اندماج ولا انفصال ولكن تحرير" وأيضا أن الحقوق تؤخذ ولا تعطى أو "إن إرادة الشعب من إرادة الله ولا تقهر"، أما الزعماء البارزون وهو مصالي الحاج، حسين لحول(*)، مفدي زكريا(**)، أحمد مزغنة(***). 
كما قام مصالي الحاج بالمشاركة في مظاهرات 14 جويلية 1937، فور علمه بها حيث مر منشورا حول الموضوع يدعو فيه الجزائريين المسلمين للمشاركة والذي حرض أن تكون متميزة عن غيرها تحت حرابة الجزائرية إلى جانب النشيد الرسمي للحزب. 
وتحت شعار"الديمقراطية والحرية والبرلمان الجزائري". ([24]
لمعاينة المبحث الثاني: المواقف الأولية للحركة الوطنية من الحرب- إضغط هنا
فاعتقل يوم 27 أوت 1937 مصالي الحاج وقادة الحزب من بينهم: محمد مسطول، مفدي زكريا، حسين جلول بن عمار، أما رابح موساري فقد اعتقل سنة 1938، بتهمة المساس بأمن الدولة وإعادة جمعية منحلة وبتاريخ 30 أوت صدرت "جريدة الشعب" وتم فيها الإعلان الاعتقالات وحكم على إثرها مصالي ورفاقه بالسجن لمدة سنتين ([25])، عن جريدة "البرلمان الجزائري" يوم18 ماي1938، والذي كانت تكتب بسجن الحراش وقد صدر منها سبعة أعداد. ([26]
وأمام هذا الانتشار الواسع للحزب والتفاف المواطنين حوله لم تجد السلطات الفرنسية بدا من حله وتعطيل الجرائد الصادرة عنه مثلا: جريدة الأمة، جريدة الشعب، جريدة البرلمان الجزائري، وكان لها ذلك يوم 26 سبتمبر1939، وهكذا يكون حزب الشعب قد عاش رسميا أربعة وعشرون شهرا (24 شهرا) ليبدأ بعد ذلك في النضال وهو النضال السري بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية. ([27]
وبعد خروج مصالي من السجن قامت السلطات الفرنسية باعتقاله مجددا في 24 أكتوبر 1939 خوفا من أي نشاط سري يمكن القيام به وحكم عليه سنة1941 بالسجن 16 عاما، لكنه خرج إثر قرار العفو العام. ([28]
لمعاينة المبحث الأول: مطالب الحركة الوطنية من بيان الجزائر43 - إضغط هنا
وهكذا عندما وقعت الحرب العالمية الثانية كان الحزب منحلا وقادته في السجن وصحفه ممنوعة في الجزائر التي كان القانون الفرنسي يعتبرها جزءا لا يتجزأ من فرنسا الديمقراطية. ([29]
ويمكن القول في الأخير أن نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري هما وجهان لعملة واحدة بحيث شكل تيارا وطنيا ثوريا اختلف كليا في توجهاته عن بقية الحركات الوطنية الأخرى، وكانت له مبادئ منها الاعتماد عن النفس والاعتماد على الجماهير والاعتماد على المناشير وهذا ما عبرت عنه إحدى مناشيره في شهر ماي 1939 بقولها: "إن حزب الشعب الجزائري لا يرى مخرجا للشعب إلا في تشييد الكفاح(*) داخل منظماته والعمل التنظيمي للشعب في داخل الحزب هو أمر أساسي، فالتنظيم الشعبي هو أساس الكفاح الحقيقي الذي توصل له حزب الشعب إلى القضاء على الفوضى العجيبة التي كانت سائدة في كل مكان، إن كل المسلمين الجزائريين مدعوون للدخول في صفوف حزب الشعب الجزائري لأنه هو الذي يعمل دون كلل على تنظيم الشعب". ([30]
لمعاينة المبحث الثاني: ظهور أحباب البيان والحرية 14 مارس 1944 - إضغط هنا
*- الأمير خالد: هو خالد بن الهاشمي بن الحاج عبد القادر ولد في 20 فيفري1875 بدمشق حيث قضى معظم شبابه ثم عادت أسرته إلى الجزائر سنة 1892 وفي السنة الموالية 1993 أدخله أبوه المدرسة العسكرية، كانت بدايته تأسيس كتلة المنتخبين المسلمين الجزائريين أو كما يسميها البعض الحزب الوطني السياسي الاشتراكي، أو حركة الإخوة الجزائرية كما ورد في بعض الدراسات وقد قام بنشاط سياسي مكثف أثناء هذه الفترة وأسس جريدة الإقدام سنة 1924 ،نفته السلطات الاستعمارية إلى سوريا حيث استقر هناك إلى أن توفي 1936. انظر الملحق رقم (01) ص 63. 

الهوامش: ----------------------------------

[1]- مومن العمري: الحركة الثورية في الجزائر من نجم شمال إفريقيا إلى جبهة التحرير الوطني، 1926-1954، دار الطليعة للنشر، الجزائر، 2003، ص 34. 
[2]- أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية، ج3، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 1990، ص 80. 
[3]- محمد قناش، محفوظ قداش: نجم شمال الإفريقي( 1937-1926)، ديوان المطبوعات الجامعية،(د.س)، ص 40. 
*- جحي مصالي المدعو الحاج، ولد في 16 ماي 1898 بدار قادري بالدرب الفوقي نهج باب الحياد الآن بتلمسان، كان أبوه فلاحا يعمل في قطعة أرض صغيرة لا تفي بحاجتهم وبعد الحرب العالمية الأولى أصبح مقدما على ضريح سيدي عبد القادر الجيلاني ومات في سنة 1938 وولده في السجن، دخل الكتاب العربي بجامع سيدي الوزان وحفظ عدة أحزاب من القرآن ،كان في صغره يتردد على طبيب أسنان أروبوي لم يكن له أبناء فكان يعيده كإبنه ويقدم له الكتب الثورية، وفي سنة1918 دعي إلى الجندية وقضى ثلاث سنوات في قرنوبز، شارك في جريدة "لوباريا" كان يصدرها هوشي منه وفي أوائل 1925 أسست مع جماعة دينية تحت تحت اسم "الإخوة الإسلامية" وفي شهر جوان 1926 تأسست جمعية نجم الشمال الإفريقي وكان أمينها العام ثم رئيسها. 
**- ولد في دوار سعادة عبد القادر حاج علي قرب غليزان كان عصاميا تعلم بنفسه ثم أنشأ متجر اللآلات الحديدية بعسكر هاجر إلى باريس بين 1905،دخل الحزب الشيوعي الفرنسي وأصبح عضوا في الإدارة ورئيسا لإحدى خلاياه، كان خطين باللغتين وقد بقي دائم الصلة مع مصالي بعد خروجه من الحزب الشيوعي ومن النجم 1929، شارك بعد سنة 1933 مع منصوري في لجنة الدفاع عن الجزائريين التي كانت تضم التجار المهاجرين وكانت تدعو إلى الاندماج ،توفي في باريس في ماي 1949. 
***- عمارعيماش: اسمه الحقيقي إيهاش من دوار بني عيسى (أربى بني إيراثت) انضم إلى النجم 1931 شغل منصب كاتب عام 1933 وتولى رئاسة تحرير جريدة الأمة وكان خطيبا وكاتبا قديرا له بعض كتب صغيرة منها "الجزائر في مفترق الطرق" وقد سجن بفرنسا ستة أشهر ولم يشارك في تأسيس حزب الشعب وقد رجع إلى الجزائر بعد العالمية الثانية توفي بمسقط رأسه قبل الثورة. 
لمعاينة المبحث الثالث: مجازر الثامن ماي1945 وموقف الحركة الوطنية - إضغط هنا
****- الاقدام، كاتب اشتراك جريدتين الأولى "الاسلام" اسس السيد عبد العزيز طيبل في مدينة عنابة في ديسمبر1909 وقد أصدر السيد دندان منها 99عددا وكاتب أسبوعية وهي جريدة محترمة شكلا وأسلوبا ومضمونا والثانية جريدة الراشدي وأسس السيد نسيب الجيجلي 1911 وعاشت إلى نوفمبر 1914 وكانت في نفس اتجاه جريدة "الإسلام" وكان لها عدة أعداد وسلاسل متنوعة بين الحجم الصغير والكبير وفي 14مارس1931 صدرت في سلسلة جديدة وحجم كبير تحت إرادة الصادق دندن والدكتور بن جلول ووصلت إلى العدد 71. 
[4]- أبو القاسم سعد الله، الحركة الوطنية الجزائرية، ج2، ص 82. 
[5]- مومن العمري: الحركة الثورية في الجزائر، ص 36 . 
[6]- عبد الكريم بوصفصاف "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية"، 1931-1945، ط2، دار البعث، قسنطينة، ص 223 . 
*- يعتبر أكبر حدث على الصعيد الدولي إذ اجتمع فيه الضعفاء للتنديد بالأقوياء. 
**- الشاذلي خير الله، ولد بتونس 10 مارس 1898، تعلم بالمصادقية، وبثانوية "كارنر" حصل على البكالوريا قسم الفلسفة 1918، استهوته السياسة مبكرا فاشتغل بالصحافة النضالية، شارك في جريدة "الدستور والمحرر"، واشتهر بمقاله الذي نفي من أجله "دمشق مدينة ضحية" ورسالته المفتوحة إلى المقيم العام سنة 1926، شارك في نجم الشمال الإفريقي كدستوري، حضر مؤتمر بروكسل ضد الاستعمار باسم النجم بجاني مصالي الحاج،شارك في جريدة الإقدام انضم بأحداث 10 جوان، نفي من فرنسا 27 ديسمبر1927، عام 1935 ترأس المكتب الثالث لدستور الجديد بعد اعتقال بورقيبة له كتاب فلسفي "مفتاح السراب" له الحركة التطورية التونسية وحركة الشيلية التونسية مات 1972 


لمعاينة الخاتمة - إضغط هنا
[7]- محمد قنانش، محفوظ قداش: المرجع السابق، ص 45. 
[8]- سليمان قريري: تطور الاتجاه الثوري والوحدوي في الحركة الوطنية الجزائري 1940-1945، دكتوراه في التاريخ المعاصر، جامعة باتنة، 2010-2011، ص 39. 
[9]- مومن العمري: المصدر السابق، ص 38. 
[10]- ahmed hanachi :la langue march de lalgerie conbatante (1830-1962) edution dahleg, alger, 1990, p42 . 
*- جريدة الأمة: جريدة وطنية سياسية للدفاع عن حقوق مسلمي إفريقيا الشمالية،صدر أول عدد منها شهر أكتوبر1930،مؤسسها ومديرها السياسي مصالي الحاج، وصاحب امتيازها السي جيلاني، توقفت عن الصدور نهائيا في أوائل الحرب العالمية، وقد كانت تصدر بباريس في عدد نوفمبر ديسمبر 1931 مقال موجه للشبيبة الجزائرية يشكره فيها على حسن استقبالها لصحيفته الوطنية، ويطلب من القراء تأسيس لجان "أحباب الأمة" يبين اهتمام الوطنيين الجزائريين بالعمال ويطلب منهم تأسيس لجان للبطالين في الجزائر كما هي مؤسسته في فرنسا. انظر الملحق رقم (02)، ص 64. 
[11]- أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية، مرجع سابق، ص374. 
[12]- عبد الكريم بوصفصاف: المرجع السابق، ص229. 
[13]- مومن العمري: المرجع السابق، ص38. 
[14]- بن يوسف بن خدة : جذور أول نوفمبر 1954، ط2، دار الشاطية للنشر والتوزيع، 2012 م ، الجزائر، ص76. 
*- شكيب أرسلان: زعيم عربي إسلامي ولد في 25 ديسمبر1869 بسوريا وتوفي في 9ديسمبر1948،وقف حياته على خدمة التراث العربي الإسلامي والدفاع عن القضية العربية الكبرى في عصبة الأمم بجنيف. 
[15]- مصالي الحاج: مذكرات مصالي الحاج 1898-1938، منشورات anep 2007 م ، الجزائر، ص ص 172،178. 
[16]- عبد النور خيثر: منطلقات وأسس الحركة الوطنية 1830-1954م،المركز الوطني للدراسات والبحث ،ص253. 
[17]- أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ص140،143. 
*- ولد الحاج أحمد مصالي في عائلة من شهراء الفلاحين، كانت مهمته موالده بسيطة لأنه كان امكانيا، فعاش مصالي حياة متواضعة، لم يحتمل قساوة الحياة الصعبة في الجزائر من جراء المساومات الكاوليتالية، وبعد عودته من الخدمة العسكرية بفرنسا إلى الجزائر، هاجرا إلى فرنسا 1923 ومارس عدة حرف متواضعة أيضا،خطا خطواته السياسية الأولى في إطار جمعية نجم شمال افريقيا التي ساهم في تأسيس والحزب الشيوعي الفرنسي، بدأ صدامه مع هذا الحزب 1928 لكنه لن يغادر بدون رجعة إلا عام 1933 خلال مؤتمر بروكسل المعادي للمبريالية 1927 وفي اجتماع المؤتمر الإسلامي بالجزائر العاصمة 1936 يطرح مصالي نظريته حول الوطنية الجزائرية، القمع يلحقه فلمحت حركته ابتداءا من 1929، العيش 16 سنة سجنا أرمثنيا، أبو الوطنية الجزائرية يصبح منذ 1955، يبني معدود الجماهير1954،ابتداءا من هذا التاريخ يبتدر تلاميذه عنه الحجاب لعد أشياء حزب الشعب 1927، وحركة انتصار الحريات 1946 في نشأ مطالب الحركة الوطنية الجزائرية (m.n.a) رفض اللغة الفرنسية رفض اتفاقيات العيان يدعوا إلى التعددية الحزبية وينصرف كمعارض حتى موته 1974 بفرنسا وتم نفيه بالجزائر. انظر الملحق رقم (03)، ص ص 65-67. 
[18]-mahfoud kaddache histoire du nationalisme algérien .question nationale et politique algérienne (1919-1951). tome 1.swed.1981. p 488. 
[19]- قريري سليمان: مرجع سابق، ص 82. 
[20]- مومن العمري: الحركة الثورية في الجزائر، المرجع السابق، ص40. 
*- الكاثوليكية: مصطلح واسع يصف مجموع المؤمنين ومؤسسات وعقائد، ولاهوت وتداس وأخلاق وقيم. 
**- البروستانن: هي أحد مذاهب وأشكال الإيمان في الدين المسيحي. 
***- السلطة التشريعية: هي تداولية لها سلطة تبني القوانين وتعرف الهيئات الشريعة بتسميات منها البرلمان الكونغرس. 
[21]- محمد قتانش، محفوظ قداش: حزب الشعب الجزائري (1937-1939) ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر1985، ص35. 
[22]- أبو القاسم سعد الله، المرجع السابق، ص 144. 
[23]- محمد قنانش، محفوظ قداش، مرجع سابق، ص 35. 
*- حسين جلول: سكيكدي الأصل، تابع دراسته الثانوية بمدرسة "ليسياني" من أبرز الرحال الذين صنعوا تاريخ حزب الشعب الجزائري، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بدأ نضاله في الثلاثينات، يعتبر الرجل الثاني بعد مصالي الحاج، تقلد مناصب حساسة داخل الحزب، اعتبر في نظر المصاليين خصما عنيدا، عارض مصالي الحاج في كثير من المواقف ففوجئ باندلاع الثورة 1954 حيث كان في القاهرة، اعتزل عن جميع النشاطات السياسية، رفض جميع المناصب التي اقترحت عليه. 
**- مفدي زكريا،ولد ونشأ في وادي ميزاب درس بتونس وهناك تعرف على رجال السياسة التونسيين من الحزب الحر الدستوري التونسي عرف بذكائه وموهبته الخارقة للعادة ،وقد نشر أول قصيدة له في جريدة الشهاب في20 سبتمبر1926 وذلك عددها 57 وهكذا دأب مفدي زكريا على كتابة شعره الوطني الثوري 1932 انضم إلى منظمة طلاب شمال إفريقيا كان يؤمن إيمانا راسخا بوحدة شمال إفريقيا، ونظرا لتكوينه وثقافته أصبح واحدا من أهم مسئولي الحزب ومنظريه، هو الذي كتب القصيد الرسمي لحزب شمال إفريقيا 1936. 
فداء الجزائر روحي ومالي ألا في سبيل الحرية 
فليحي حزب الاستقـــــلال ونجم شمال إفريقيـا 
كان مفدي زكريا واحدا من مؤسسي حزب الشعب شكل لجان موجه للشعب بحثت فيه على الثورة والتحرير. 
***- أحمد مزغنة: كان مناضلا في صفوف الحزب الوطني الثوري الذي كان يقوده أحمد المتول، ثم انضم مع بقية أعضاء الحزب إلى نجم شمال إفريقيا عام1932، وأصبح في أوت سكرتيرا لفدرالية العاصمة لحزب الشعب، اعتقل وحكم عليه عدة مرات، وكان من قادة حزب الشعب الجزائري، حركة انتصار الحريات الديمقراطية بعد 1955 وأصبح من أعوان مصالي، مسئول العلاقات الخارجية داخل اللجنة المؤقتة التي تقود حركة الحريات من مارس إلى جويلية 1954 بعد مؤتمر هورنوا جويلية 1954، أصبح المسئول الرسمي عن الشؤون الخارجية وبهذه الصفة يسافر إلى القاهرة في أكتوبر1954، عمل على تشكيل جبهة تضم جميع التيارات الحركة الوطنية، لكن قادة جبهة التحرير الوطني استعملوه كضمان لإيهام الرأي العام بالتحاق المصاليين بصفوفهم، يختلف مع مصالي وتعتقله السلطات المهربة يوم 11 جويلية 1955 بطلب من جبهة التحرير الوطني، مات بفرنسا 1982. 
[24]-عبد النور خيثر: منطلقات وأسس الحركة الوطنية الجزائرية 1830-1954، المركز الوطني للدراسات والبحث، الجزائر، ص384. 
[25]- عمار بوحوش، التاريخ السياسي للجزائر من البداية إلى غاية 1962م، ط5، دار الغرب الإسلامي، بيروت 2005م، ص305. 
[26]- محمد قنانش، محفوظ قداش: مرجع سابق، ص17. 
[27]- محمد العربي الزبيري ، الثورة الجزائرية عامها الأول، دار البحث، قسنطينة 1984م، ص76. 
[28]- عمار بوحوش، مرجع سابق، ص76. 
[29]-أبو القاسم سعد الله، مرجع سابق، ص147. 
*- الكفاح: هي حركة عنف جماهيري موجهة ضد التواجد الاستعماري على أرض معينة يدعوا لمواجهة الاحتلال. 
[30]- مومن العمري: المرجع السابق، ص 43.

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تحميل المبحث الأول PDF
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

1 التعليقات:

  1. أرجو من محرر المقال نشره على موقع وكيبيديا. فقد وجدت هناك تحريفا فضيعا للحقائق.

    ردحذف