-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

ماهية الإرشاد والخدمات الإرشادية

فاعلية الخدمات الإرشادية المقدمة للتلاميذ الراسبين في شهادة البكالوريا من وجهة نظر الأساتذة (ج 2)

فاعلية الخدمات الإرشادية المقدمة للتلاميذ الراسبين في شهادة البكالوريا من وجهة نظر الأساتذة

الفصل الثاني: ماهية الإرشاد والخدمات الإرشادية 

أولا: الإرشاد

تمهيد
1. تعريف الإرشاد
2. تنشأة الإرشاد وتطوره
3. الحاجة للإرشاد
4. أهداف الإرشاد
5. مناهج وأساليب الإرشاد

ثانيا: الخدمات الإرشادية

1. تعريف الخدمات الإرشادية
2. أهداف الخدمات الإرشادية
3. أنواع الخدمات الإرشادية
4. الطرق والأساليب المعتمدة في العمل الإرشادي
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تمهيد:
إن الباحث في مجال الإرشاد والتوجيه يجد عناء في ضبط هذين المصطلحين حيث أن بعض المؤلفين يستعملون العبارتين إرشاد أو توجيه للدلالة على نفس المعنى ويستخدمون العبارة محل الأخرى كأنهما وجهان لعملة واحدة فنجد تعريف الإرشاد التربوي أو التوجيه التربوي متطابق لدى الكثيرين كقولهم مثلا أن الإرشاد التربوي هو عملية تهدف إلى مساعدة الفرد في رسم الخطط التربوية التي تتلاءم مع قدراته وميوله وأهدافه وأن يختار نوع الدراسة والمناهج المناسبة التي تساعد في النجاح في برنامجه التربوي وكذلك مساعدة الفرد في تشخيص وعلاج المشكلات التربوية بما يحقق توافقه التربوي بصفة عامة ( سعيد عبد العزيز، جودت عزت عطيوي،1/1، 2004)،
وهناك من يجمع بين المصطلحين ولا يرى أن بينهما فرق ويستعملها بشكل متلازم ومتكامل ويعطيها تعريفا موحدا: " التوجيه والإرشاد النفسي هو عملية تهدف إلى مساعدة الفرد على فهم نفسه وقدراته وإمكانياته من خلال علاقة واعية مخططة للوصول به إلى السعادة وتجاوز المشكلات التي يعاني منها من خلال دراسته لشخصيته ككل جسميا، عقليا، اجتماعيا وانفعاليا حتى يستطيع التوافق والتكيف مع نفسه ومجتمعه ومع الآخرين." ( الزبادي والخطيب، 2001، 12). 
وهناك من يفرق بين المصطلحين ويرى أن الإرشاد فرع من فروع التوجيه أو خدمة من خدماته، حيث أن مفهوم التوجيه يستخدم غالبا للإشارة إلى عدد من الخدمات التي تشكل في مجموعها برنامجا متكاملا يهتم بالطالب داخل المؤسسة التعليمية من أجل مساعدته على تحقيق أقصى حد من التوافق.
أما مفهوم الإرشاد النفسي الذي يدل على خدمة مهنية متخصصة تمثل محور برنامج التوجيه وتعني خاصة بالجوانب النفسية والانفعالية وتحقيق التوافق الانفعالي والذهني والاجتماعي للطلاب وزيادة قدرتهم على مقارنة البدائل المتاحة واختيار أنسب الحلول من بينهما تم العمل على تحقيق ذلك الاختيار ووضعه موضع التنفيذ في ضوء الواقع المعاش ( القذافي، 1997، ص24).
من خلال ما تقدم نستخلص أن مفهوم الإرشاد يأخذ معنيين، المعنى الأول عام وشامل ويكون فيه مرادف لمفهوم التوجيه بمعنى أنه مجموع خدمات تقدم بهدف المساعدة وتحقيق التوافق لدى الأفراد.
أما المعنى الثاني فهو ضيق ومحدد ويقصد به الإرشاد النفسي الذي يهتم بالمشكلات الانفعالية للأفراد ويركز على العلاقة التفاعلية بين المرشد والعميل أو المسترشد.
وفي هذا الفصل سوف نتطرق بشكل مفصل لمفهوم الإرشاد، نشأته وتطوره، الحاجة إليه، أهدافه، مناهجه وأساليبه، أسسه ومبادئه ومجالاته.

أولا: الإرشاد

إن مصطلح الإرشاد مصطلح واسع الاستخدام، يستعمله الكثير من العاملين في تقديم الخدمات مثل: الأطباء، المحامون، الأخصائيون الاجتماعيون وذلك لكون الخدمة الإرشادية عبارة عن مقابلة بين شخصين لتوضيح أبعاد مشكلة ما، لهذا فقد نال مفهوم الإرشاد اهتمام الباحثين في مجالات عديدة أهمها في مجال التربية وعلم النفس سجل كثرة وتنوع تعاريفه، أهمها ما يلي:

1- تعريف الإرشاد­

1-1 لغة:

- حسب " معجم اللغة العربية " ترجع كلمة الإرشاد إلى الفعل رشد أي إهتدى وأرشد أي هداه والإرشاد من الفعل أرشد، إرشادا، ورشد، يرشد، رشدا، والرشد هو الصلاح وإصابة الصواب خلافا للنعي والضلال ( الأسدي ومروان، 2003، ص 24). 

2-2 اصطلاحا:

- حسب معجم علم النفس والتربية: الإرشاد هو محاولة فرد مساعدة آخر على فهم مشكلات تكيفه وحلها ومنه الإرشاد التربوي، الإرشاد الاجتماعي، والإرشاد المهني. ( معجم علم النفس والتربية، 1984، ص36).
- حسب معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية: هو نظام تعليمي أو عملية تعليمية تتضمن جهود منظمة للتأثير على الأفراد وتعديل سلوكهم في مجال معين بما يتفق وظروف مجتمعهم. ( أحمد بدوي: 1993، ص188).
- تعرفه الجمعية الأمريكية للإرشاد على أنه عملية تطوير الإنسان لصحته الوقائية من خلال الإستراتيجيات والأساليب الإرشادية بهدف تحقيق الصحة النفسية والنمو الشخصي والعقلي والانفعالي والسلوكي للفرد. ( أبو عطية، 2002، ص 16).
- ويعرفه " حامد رهران " بأنه عملية مساعدة الفرد على فهم حاضره وإعداده لمستقبله بهدف وضعه في مكانه المناسب له وللمجتمع ومساعدته في تحقيق التوافق الشخصي والتربوي والمهني. ( حامد عبد السلام زهران، 1998، ص 12).
- ويعرفه " شابلن " بأنه مجال واسع من الخدمات التي تقدم للآخرين لتساعدهم على تحقيق أهدافهم الخاصة والعامة والتكيف مع أنفسهم وبيئتهم.

2- نشأة الإرشاد وتطوره

إن مفهوم الإرشاد ليس حديثا في حياة الإنسان حيث أن المجتمعات البدائية كانت تعتمد على الأباء بصورة أساسية في إرشاد الأبناء وحتى العلماء والمفكرين والفلاسفة القدماء اهتموا بهذه المشكلة حيث دعا أفلاطون في جمهوريته إلى أهمية إعداد المواطن إعدادا ملائما لوظيفة المستقبل وذلك بناء على تباين الطبائع بين الناس مما يستدعي تقييم العمل والمهام وفقا لذلك.
كما أن العلماء والفلاسفة المسلمين اهتموا بموضوع الإرشاد والتوجيه أيما اهتمام وذلك من خلال إبرازهم لأهمية الفروق الفردية لدى المتعلم وكذا أهمية القدرات والميولات والاستعدادات في عملية التعلم ومن أمثلة ذلك ما جاء به كل من أبو "حامد الغزالي" أو "ابن سينا" على المثال وليس الحصر، حيث يرى أبو حامد الغزالي أنه: " يجب على المعلم يقتصر فيما يعلمه على قدر فهم التلميذ فلا يلقنه فينفره ولا يربكه بكثرة المعلومات فتلتبس عليه الأمور وشعاره في ذلك مخاطبا المعلم".
لكل تلميذ بمعيار عقله وزن له بميزان فهمه حتى ينتفع بك وإلا وقع الإنكار لتفاوت المعيار. ( عبد المنعم الحنفي، 1993، ص221).
إلا أن عملية الإرشاد يشكلها المنظم والعلمي هو ما يعتبر حديث النشأة حيث أن أغلب الكتابات تكاد تجمع على أن بداية الإهتمام بالتوجيه والإرشاد كموضوع مستقل يعود إلى سنة 6971 عندما أنشأ العالم " فونت" أول مختبر لعلم النفس التجريبي وظهور ما يسمى علم النفس التطبيقي ( عباس عوض، 1999، ص44).
بالإضافة إلى مساهمة الدراسات التي قام بها علماء النفس في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 حول مشكلة التأخر الدراسي والضعف العقلي ويمكن إيجاز التطور التاريخي للإرشاد في المراحل التالية:
- بدأت حركة الإرشاد والتوجيه في المدارس الأمريكية الحكومية سنة 1898 على يد " جيسي ديفز" الذي عمل مرشدا في مدرسة ثانوية في ولاية ( متشيجن) ولمدة عشر سنوات وكان مسؤولا عن الإرشاد التربوي والمهني، إذا كانت تخصص حصة في الأسبوع لأغراض التوجيه المهني والأخلاقي وتعريف الطلبة بالمهن الموجودة في المجتمع ومتطلبات التخصص فيها.
- وفي سنة 1899 ألقى رئيس جامعة شيكاغو " ةليم هاربر" خطابا حث فيه على التعليم الفردي،وفي سنة 1906 ألقى " ايلي ويفر" كتيبا بعنوان " اختر مهنتك".
- ثم بدأ الاهتمام بالتوجيه المهني يأخذ منهجيته العلمية على يد " فرانك بارسونز" سنة 1909 عندما ألف كتابه " اختيار المهنة" الذي يعد أول كتاب في التوجيه المهني وأسس مكتب متخصص لتوجيه الشباب الباحثين عن العمل بوسطن، ولقد كانت أراء " بارسونز" وممارساته العملية في ميدان الإرشاد والتوجيه أرضية صلبة للعلماء والباحثين في هذا المجال وقد تطورت الخدمات التي كان يقدمها وأصبحت تستخدم المقاييس المختلفة والمقابلة الشخصية لجمع المعلومات حول الأفراد العاطلين عن العمل والمتعثرين في دراستهم من أجل توجيههم نحو مهن تتناسب وقدراتهم.
- ثم توالت بعد ذلك الدراسات والنظريات التي تفسر عملية الاختيار المهني والعوامل المرتبطة بها فقد أسس " وليم هيلي" أول عيادة عقلية للأطفال وانتشرت هذه الفكرة مما ساعد على انعقاد أول مؤتمر للإرشاد في بوسطن سنة 1910 ثم بدأ بعد ذلك تدريس موضوعات في الإرشاد المهني في جامعة " هارفرد" وفي سنة 1912 أسس لأول مرة قسم خاص بالإرشاد وأصبح نظاميا في المدارس.
وفي سنة 1913 تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية الرابطة القومية للتوجيه المهني.
- وبدأ الوعي بأهمية الإرشاد يتزايد بعد الحرب العالمية الثانية، إذ بدأ الشباب يواجهون تحديات في عالم الشغل نتيجة للتطور الاقتصادي والصناعي، كما بدأت تظهر الاضطرابات النفسية بكثرة نتيجة للحرب العالمية الثانية.
- أما حركة الإرشاد التربوي فقد ظهرت سنة 1896 حينما أنشأ أول مركز لعلاج التلاميذ المتأخرين دراسيا في ولاية ( بنسلغانيا) الأمريكية، وتشمل نشاطه فيما بعد حالات التخلف العقلي واضطرابات الكلام وتعتبر أول محاولة جادة في هذا المجال سنة 1914 حيث نشر ( كيلي) رسالة عن الإرشاد التربوي بجامعة ( كولومبيا)، هدف إلى مساعدة الطالب في اختيار نوع الدراسة الملائمة له وفق لاحتمال نجاحه فيه، وفي مقال آخر له سنة 1918 رأى أن الإرشاد التربوي هو الجهد المقصود الذي يبذل في سبيل تنمية الفرد من الناحية العقلية ورأى أن كل ما يرتبط بالتدريس والتعليم يمكن أن يوضع ضمن الإرشاد التربوي.
- كما أن ازدهار وتطور حركة القياس النفسي أثرت على الإرشاد، وأعطته المتعة العلمية وظهرت مقاييس خاصة بالعملية الإرشادية، مما زاد في توفر معلومات أكثر دقة حول المسترشد الأمر الذي ساهم في تقدم هذا المجال وتطوره. وبعد ذلك أصبح الإرشاد يهتم بالصحة النفسية للأسوياء وتعددت ميادينه ليشما الأفراد والجماعات إلى أن أصبح تخصصا علميا يدرس في الجماعات والمعاهد المتخصصة ثم أصبح مهنه لها قواعدها وأصولها.
- وكان لتأسيس الرابطة الأمريكية للتوجيه والخدمات الشخصية سنة 1951 دور في توسيع برامج الإرشاد ودعمها في المدارس. ( صالح أحمد الخطيب، 2009، ص 24...26).
- وفي نفس السنة كتب " سوبر" مقالة حول الانتقال من التوجيه المهني إلى علم النفس الإرشادي وأطلق في هذه المقالة مصطلح الأخصائي النفسي في الإرشاد ومصطلح علم النفس الإرشادي. ( عاصم ندا، 1989، ص21).
- وفي سنة 1953 كتب " ليونا تايلر" كتاب " المرشد وتغيرات العالم". (سعيد الأسدي، مروان إبراهيم، 2003، ص 14).
- وبهذا شهدت الخمسينيات ميلاد مهنة الإرشاد ونموها السريع، وقد برزت خلال هذه الفترة اهتماما كبيرا لتنمية الجوانب الإيجابية في النمو السليم، والعمل على تحقيق نوع من التوازن والتكامل للفرد.
- وخلال الستينات ظهرت أزمة بحث عن الهوية المهنية لدى المرشدين، وبرز اتجاه يدعو إلى الانضمام إلى علم النفس الإكلينيكي وقد صادف هذا التيار رفض من طرف علم النفس الإرشادي في رابطة علم النفس الأمريكية ومن هنا برز تصور مهنة المرشد باعتباره يساعد الفرد على أن يؤدي دورا بناءا في المجتمع، وعلى أن يجد البيئة الملائمة التي تساعده في أداء هذا الدور. كما ظهر إتجاه دراسة الاتجاهات المستقبلية بحيث يكون دور الإرشاد هو إعداد الأفراد كما ينموا ويستثمروا إمكانياتهم الإيجابية لبناء المجتمع في المستقبل.
- وقد أبرزت السبعينيات والثمانينيات مزايا الإرشاد كمجال للدراسة والتخصص العلمي، كما تأكد أن هدف الإرشاد هو زيادة فعالية الفرد والجماعة في إطار إنمائي، وذلك من خلال التعرف على إمكانياتهم والعمل على تشجيع نموها في جميع الأدوار التي يقومون بها في الحياة وفي جميع المواقع مل المدرسة، العمل، الأسرة...( هدى الحسيني، 2000، ص 39).
ثم أخذت الانتشار وزاد عدد المرشدين ومراكز الإرشاد بشكل كبير.
ويعد الإرشاد اليوم من أهم العلوم الإنسانية المعترف بها ويدرس في معظم جامعات العالم، إذ تمنح الدرجات العلمية في تخصص الإرشاد، ويتلقى طلبته تدريبا علميا على فنونه وأساليبه، ويمارسون فيما بعد مهنة الإرشاد الذي تفرعت عنه تخصصات جديدة.

3- الحاجة للإرشاد

لقد تطورت عملية الإرشاد استجابة للحاجة الملحة لهذه الخدمة لدى للأفراد والجماعات بغية مساعدتهم على التعرف على إمكانياتهم واستعداداتهم وفهم طبيعة الظروف المحيطة بهم بكل أبعادها الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية والثقافية. ولقد لعبت متغيرات عديدة وعوامل مختلفة دورا كبيرا في تأكيد الحاجة الماسة لعملية الإرشاد والتي يمكن أن نلخصها في العناصر التالية:

3-1 فترات الانتقال

إن الفرد يمر خلال مراحل نموه بفترات قد تكون حرجة ويحتاج خلالها إلى الإرشاد وأهم هذه المراحل عندما ينتقل الفرد وهو طفل من البيت إلى المدرسة وكذا عندما ينتقل من الدراسة إلى العمل وكذا عندما يتركه وعندما ينتقل من حياة العزوبة إلى الزواج وعندما يحدث طلاق أو موت، وعندما ينتقل من الطفولة إلى المراهقة ومن المراهقة إلى الرشد ومن الرشد إلى التقاعد أو الشيخوخة إن فترات الانتقال هذه تتخللها صراعات وإحباطات تستلزم إعداد خبرات جديدة وذلك من خلال عملية الإرشاد والتوجيه (حامد زهدان، ص 34).

3-2 تغير تكوين الأسرة ودورها

إن التغيرات التي طرأت على الأسرة من كل النواحي جعلت عملية الإرشاد أكثر من ضرورية حيث أن الأسرة كانت تتسم بكبر حجمها وكثرة أفرادها فكانت عملية الإرشاد لا تقتصر على الوالدين فقط إنما تتعدى ذلك إلى أفراد آخرين يعيشون معهم كالجد والجدة أو الأعمام أو الأخوال...الخ
ومن أهم التغيرات التي أثرت تأثيرا كبيرا على الحياة الأسرية خروج المرأة للعمل وبذلك أصبح الوالدين يقضيان معظم وقتهما خارج البيت مما أدى إلى ابتعاد الأولياء عن أطفالهم وعدم منحهم الوقت الكافي للرعاية والاهتمام مما استدعى تفعيل دور مؤسسات أخرى كرياض الأطفال والمدارس حيث أن هذه الأخيرة لم يعد دورها يقتصر على التعليم إنما تتعدى ذلك إلى إرشاد الأطفال وأحيانا إرشاد الأسرة للقيام بأدوارها كما يجب. ( سعدون الحيوسي، 2002، ص 24).

3-3 التغيرات التي طرأت على المجتمع

طرأت على المجتمعات بصورة عامة تغيرات كبيرة نتيجة للتطور التكنولوجي الذي تمر به البشرية، فأسلوب الحياة التي تعيش بها الإنسان، والعلاقات السائدة بين الأفراد، والنظم التي تعيش فيها الجماعة، قد تغيرت إلى حد بعيد فقد نشأت عن التغير التكنولوجي السريع والتغير الثقافي والحضاري والاجتماعي الذي يحاول أن يلاحقه الجميع الكثير من المشكلات النفسية التي تستوجب تدخل الإرشاد والتوجيه. ( هدى الحسيني، ص 51). ويمكن إبراز أهم ملامح هذه التغيرات من خلال العناصر التالية:
- تغير آراء المجتمع إزاء بعض مظاهر السلوك.
- زيادة الوعي الاجتماعي بأهمية التعليم في الحصول على المكانة الاجتماعية.
- زيادة توسيع تعليم المرأة ودخولها عالم العمل والمهن المختلفة.
- زيادة مستوى الطموح لدى الأفراد من مختلف المستويات.
- تتجل أساليب الحياة وتغير الإطار القيمي للمجتمعات. ( سعدون الحلبوسي، ص 28).

3-4 التقدم العلمي التكنولوجي

لقد تناول التغير التكنولوجي مظاهر الحياة كافة، مما أثر على تصورات وتوقعات الأفراد حول مجتمعاتهم وأنفسهم مما جعلهم يعيدون النظر في قدراتهم الذاتية بما يتلائم مع التغيرات الاجتماعية التي واكبت التطور التقني الهائل.
وقد أدى هذا التغير إلى اختفاء وظائف وظهور أخرى مما استدعى الحاجة لإعادة تدريب الأيدي العاملة، والتركيز على مستويات التربية والبرامج الدراسية التي توفر فيما بعد الإطارات المناسبة لسوق العمل، كل هذه المتطلبات تستدعي وجود عملية الإرشاد بشدة ومن أهم ملامح التقدم التكنولوجي ما يلي:
- ظهور الاختراعات الجديدة وتزايدها.
- الاعتماد على أسلوب الضبط الآلي في مجالات العلم، العمل والإنتاج.
- ظهور أجهزة الراديو، التلفزيون، الفيديو، الانترنت كوسائل ثقافية جديدة وكذا دخولها إلى أغلب البيوت مما أثر على أفكار الأفراد.
- زيادة التفكير بالمستقبل ( سعدون الجلوسي، ص 25).

3-5 التغيرات التي طرأت على المهن

لقد كانت حياة الإنسان في مجال العمل تعتمد على الأعمال البدائية البسيطة، في حين أن الحياة المعاصرة قد تطورت بشكل سريع نحو التصنيع والتعقيد في استخدام الآلات إضافة إلى ظهور التخصص في العمل مما أدى إلى تعدد متطلبات العمل وتباين مجالاته وبهذا توجب على الفرد أن يختار مجال العمل الذي يتلائم وإمكانياته وميولاته. هذا بالإضافة إلى التطورات الحاصلة في المؤسسات وأساليب تنظيمها وعلاقات العمل فيها. وأهم هذه التغيرات التي طرأت في مجال العمل والمهنة ما يلي:
- ظهور مشكلات جديدة للعمل والعمال نتيجة للاختراعات العلمية في مجال الصناعة.
- تغير البناء الوظيفي والمهني في المجتمع فالمهن كانت محدودة في الماضي والآن أصبحت بالآلاف بالإضافة إلى زيادة التخصص الدقيق في العمل.
- ظهور مهن جديدة نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي.

3-6 تطور التعليم ومفاهيمه

مما لا شك فيه أن التقدم الحاصل في مختلف مجالات الحياة أثر على طبيعة التعليم من حيث الأهداف والوسائل وحيث أن أهدافه كانت محدودة لا تتعدى تعليم الأطفال القراءة والكتابة وأنماط السلوك السائدة في المجتمع كما أن أعداد التلاميذ كانت قليلة وكذا مصادر المعرفة والعلم حيث كانت مهمة المدرس تقتصر على نقل المعارف السابقة والتراث. ومن أهم مظاهر هذا التطور مايلي:
- تمركز التعليم حول التلميذ والاهتمام به من كل النواحي الشخصية، الانفعالية، الاجتماعية...الخ
- زيادة وتنوع المواد والتخصصات وترك حرية الاختيار للتلميذ في ما يخص المواد الدراسية أو التخصص الذي يناسب قدراته، ميولاته، واستعداداته والعمل على جعل التلميذ عنصرا فعالا في العملية التربوية من خلال استشارة اهتماماته.
- زيادة الإقبال على التعليم الجامعي وكذا تعليم البنات وذلك نتيجة للوعي الاجتماعي. ( سعدون الحلبوسي، ص27).

3-7 مشكلات المدرسة الحديثة

إن النظرة الحديثة التي تبنتها التربية الحديثة من حيث التركيز على المتعلم أكثر من المادة الدراسية أتاحت الفرصة أمام نظريات علم النفس وأساليبه كي يساهم بفعالية في رفع مستوى المتعلمين التحصيلي لكن المدرسة اليوم تواجه تحديات كثيرة تؤثر على دورها التربوي في بناء الأجيال وإعدادهم لمواجهة مشكلات الحاضر والمستقبل. كما أن البعض يتهم المدرسة بعدم تلبية حاجات التلاميذ وأنها تثقل عليهم بمطالب تفوق قدراتهم وإمكانياتهم وأنه أصبح لدى التلاميذ استعداد تحصيلي منخفض...كل هذه المشكلات وغيرها عززت من أهمية وجود الإرشاد في المدرسة. ( الشيخ حمود، 2009، ص 15).

4- أهداف الإرشاد

4-1- تحقيق الذات

يأتي تحقيق الذات في أعلى هرم الحاجات الإنسانية لدى كل البشر الألوياء ولا يمكن الوصول إليه إلا بعد أن يكون الفرد قد حقق واشبع بعض الحاجات الأساسية لبقائه مثل: الشراب، الملبس، الجنس، الأمن، السلامة، الانتماء إلى أسرته ومجتمعه، بعد تحقيق هذه المتطلبات يبدأ الفرد في تكوين هوية ناجحة عن ذاته ويرغب أن يحتل مكانة اجتماعية ومهنية لائقة يحقق من خلالها سعادته وقيمته كإنسان يحب وينظر إلى نفسه نظرة أمل وتفاؤل ( سعيد عبد العزيز، 2004، ص14).

4-2- تحقيق التوافق الشخصي

إن التوافق الشخصي يتحقق بإشباع دوافع الفرد وحاجاته وتلبية مطالب النمو لكل مرحلة عمرية ويشمل التوافق الشخصي الجوانب التالية:
التوافق التربوي: والذي يتحقق باختيار الفرد لنوع الدراسة المناسبة له فيتحقق له النجاح الدراسي فيتخلص بذلك من العواقب النفسية والاجتماعية التي تترتب عن الإخفاق الدراسي.
التوافق المهني: ويتحقق بإرشاد الفرد إلى اختيار مهنته المناسبة، وإعداده لها، وبذلك يحصل على النص المهني.
التوافق الاجتماعي: ويتحقق بتلبية الحاجات الاجتماعية للفرد كالانتماء للجماعة وأدائه لأدواره الاجتماعية وأن يحصل على التنشئة الاجتماعية المناسبة وبذلك يتحقق اندماجه الاجتماعي وراحته النفسية (صالح الخطيب، ص 41).

4-3- تحقيق الصحة النفسية للفرد

ويقصد بالصحة النفسية حالة دائمة نسبيا يكون الفرد منسجما مع نفسه ومع الآخرين ولا يتأثر ذلك إلا عن طريق سلامة الجسم والعقل ( عبد السلام عبد الغفار، 2007) فهي متطلبات لا غنى عنها لكل فرد في المجتمع.
فإن صح عقل الإنسان وجسمه استطاع أن يعيش مع بني جنسه وبيئته في توافق، ويهدف هنا الإرشاد إلى تحرير الفرد من مخاوفه، قلقه، توتره، وقهره النفسي من الإحباط والفشل، الكبت، الاكتئاب، الحزن ومن الأمراض النفسية التي قد يتعرض لها بسبب تعامله مع بيئته، ودور الإرشاد هو مساعدة الفرد على حل مشكلاته وذلك بالتعرف على أسبابها وطرق الوقاية منها وإزالة تلك الأسباب والسيطرة عليها إذا حدثت مستقبلا ( سعيد عبد العزيز، ص 14).

4-4- تحسين العملية التربوية

تعد علاقة الإرشاد بالتربية علاقة تكامل، فلا يمكن التفكير في التربية بدون الإرشاد وتعد المؤسسات التربوية المجال الحيوي الفعال للإرشاد، إذ أن هذه الأخيرة في أمس الحاجة إلى خدماته وذلك بسبب الفروقات الفردية بين الطلاب، اختلاف المناهج، ازدياد عدد الطلبة، ازدياد المشكلات الاجتماعية. كما وكيف، ضعف الروابط الأسرية، انتشار وسائل التربية الموازية كالسينما، الإذاعة، التلفزيون، وذلك لإيجاد جو نفسي صحي وودي في المدرسة بين الطلاب والمعلم والإدارة والأسرة وتشجيع الجميع على احترام المتعلم أو الطالب كفرد له إنسانيته ( سهام أبو عطية، ص 25).

5- مناهج وأساليب الإرشاد

5-1- مناهج الإرشاد: هناك ثلاث مناهج أو استراتيجيات لتحقيق أهداف الإرشاد وهي المنهج التنموي، المنهج الوقائي والمنهج العلاجي.

5-1-1- المنهج التنموي

ويسمى أحيانا الإستراتيجية الإنشائية، من خلال هذا المنهج تقدم خدمات الإرشاد لأفراد عاديين قصد تحقيق زيادة كفاءة الفرد وإلى تدعيم توافق الفرد إلى أقصى حد ممكن حيث تهدف الخدمات الإنمائية بالدرجة الأولى إلى تنمية قدرات الإنسان واستغلال طاقاته إلى أقصى حد ممكن وذلك عن طريق معرفة وفهم الذات ونمو مفهوم إيجابي للذات وتحديد أهداف سليمة للحياة وكذا من خلال رعاية مظاهر النمو الشخصية جسميا، عقليا اجتماعيا ونفسيا كما أن لهذا المنهج أهمية كبيرة في برامج التوجيه في المدارس (حامد زهران، ص 43).

5-1-2- المنهج الوقائي

ويطلق عليه أحيانا مصطلح التحسيس النفسي ضد المشكلات والاضطرابات والأمراض النفسية حيث يهتم هذا المنهج بالأسوياء قبل اهتمامه بالمرضى ليقيهم ضد حدوث مشكلات مهما كان نوعها، كما أنه يهدف بالدرجة الأولى لتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق النمو السوي للفرد وبناء علاقات اجتماعية ايجابية مع الآخرين وكذا بناء استجابات ناجحة في مواجهة المواقف المختلفة التي تواجه الإنسان في تعامله اليومي ( يوسف القاضي، ص 394).

5-1-3- المنهج العلاجي

هناك بعض المشكلات قد يكون من الصعب التنبؤ بها فتحدث فعلا وهنا يأتي دور الخدمات العلاجية التي تهدف إلى التعامل مع الاضطرابات السلوكية والمشكلات الانفعالية ومشكلات التوافق وغيرها حتى يتمكن الفرد من العودة إلى حالة التوافق والصحة النفسية ( حامد زهران، ص 44).

5-2- أساليب الإرشاد

هناك عدة أساليب لتقديم خدمات الإرشاد ويقوم المرشد باختيار الأسلوب أو الطريقة الأنسب التي تمكنه من تقديم المساعدة للمسترشد حتى يتمكن من مواجهة مشكلة وإيجاد الحلول الأكثر نجاعة والتي تعود عليه بالفائده والنفع وأهم هذه الأساليب.

5-2-1- الأسلوب الفردي

يأخذ هذا الأسلوب شكل المقابلة مع فرد واحد أي وجه لوجه لديه مشكلات غالبا ما تكون خاصة وتستدعي السرية حيث يسعى إلى تخطي تلك الصعوبات وتعتمد فعالية هذا الأسلوب في التوجيه أساسا على العلاقة المهنية بين الموجه والمسترشد فهي علاقة مخططة بين الطرفين تتم في إطار الواقع وعلى ضوء الأعراض وفي حدود الشخصية ومظاهر النمو، حيث يهدف التوجيه الفردي إلى تبادل العلومات وإثارة الدافعية لدى المسترشد وتفسير المشكلات ووضع خطط العمل المناسبة. ويأخذ هذا النوع من التوجيه الأشكال التالية: المقابلة، دراسة الحالة، لعب الدور، النمذجة ( سعيد عبد العزيز، ص 119).

5-2-2- الأسلوب الجماعي

يعتبر الإرشاد الجماعي عملية تربوية يقوم أساسا على موقف تربوي وهنا تكمن أهميته حيث يقدم للجماعات وليس للأفراد فينصب على مجموعة أو صف بأكمله وهو أوفر من ناحية الجهد والوقت.
ويهدف هذا الأسلوب في الإرشاد لمعالجة مشكلة مشتركة بين أفراد الجماعة قد تكون في طرق دراستهم أو استعدادهم للامتحان أو عدم القدرة على التعبير أو الخجل...الخ، شريطة أن تكون الجماعة متجانسة فيما بينها ( حامد زهران، ص 922).
كما يعمل هذا الأسلوب على تعليم أعضاء الجماعة مهارات الاتصال والتواصل وطرق حل المشكلات وتعديل سلوكاتهم ومساعدتهم على التكيف مع الآخرين ومن خلال استكشاف الشخصية والتغذية الراجعة داخل الجماعة يساعد كل عضو على اتخاذ القرارات العديدة التي على الفرد أن يتخذها سواء في حياته العامة أو الخاصة.
كما يهدف التوجيه الجماعي إلى تنمية الحس العام لدى الفرد داخل الجماعة لاحترام الآخرين واحترام مشاعرهم وأفكارهم ويتعاون معهم ويتقبل منهم المشورة ( سعيد عبد لبعزيز، ص 118).

5-2-3- الأسلوب الموجه

يتميز هذا الأسلوب بتركيزه على المرشد حيث أنه يقوم بدور إيجابي ونشيط في كشف الصراعات وتفسير المعلومات للمسترشد والذي يكون دوره سلبيا، إذ أنه يوجهه نحو السلوك المخطط والمحدد مما يؤدي إلى تأثير المباشر على شخصية هذا الأخير وسلوكه ويرتبط هذا الأسلوب أكثر بميدان التربية والتعليم لأنه يتضمن الإرشاد المباشر وتقديم المعلومات وتعليم المسترشد كيف يحل مشكلاته ( حامد الفقي، 1974، ص 39).
ويقوم الأسلوب الوجه في عملية الإرشاد على افتراض أساسه: أن المسترشد يعاني من نقص في المعلومات وعجز عن حل مشكلاته وفي المقابل الموجه لديه وفرة في المعلومات وفيرة في حل المشكلات فيعمل هذا الأخير على استثارة حاجة المسترشد إلى معلومات ثم يقدمها له ويقدم له مساعدة مباشرة وحلولا جاهزة ويعلمه ويخطط له ( حامد زهران، ص 339).

5-2-4- الأسلوب غير الموجه

من رواد هذا الأسلوب " كارل روجرز" صاحب نظرية الذات يتميز هذا الأسلوب بتركيزه حول العميل أو المسترشد والذي يعتبر أعرف الناس بنفسه فهو خير بطبيعته ومخير في سلوكه وحر له الحق في تقرير مصيره. ودور المرشد حياديا لكنه ليس سلبيا حيث يكمن في تهيئة الجو المريح والمناسب الذي يجعل المسترشد يقوم بدوره الإيجابي والتنشيط، كما يهتم به بإخلاص ويتقبله كما هو ويشجعه ويستمع إليه ويفهم وجهات نظرة في مناخ يسوده الصدق والتفاؤل والتسامح، فلا يتخذ موقف الواعظ بل يكون بمثابة المرآة العاكسة لمشاعر المسترشد واتجاهاته وبذلك تتضح له شخصيته ويصل إلى الاستعبار.
إن مبدأ الأساسي الذي يقوم عليه هذا الأسلوب هو نضج المسترشد وتكامل شخصيته وتمكنه من الإحاطة بمشكلته وتحمل مسؤولية حلها تحت توجيه المرشد غير المباشر، فالحلول هنا والقرارات تنبع من داخل المسترشد ولا تفرض من الخارج وإذا احتاج إلى معلومات فإنه يطلب من المرشد والذي بدوره يقدمها له ( حامد زهران، ص 339).

6- أسس ومبادئ الإرشاد

إن الإرشاد علم وفن يقوم على أسس تتمثل في عدد من المسلمات والمبادئ التي تتعلق بالسلوك البشري وعلى أسس طبيعية تتعلق بطبيعة الإنسان وأسس نفسية تشمل الفروق الفردية ومطالب النمو وغيرها وعلى أسس اجتماعية تتعلق بالفرد والجماعة وعلى أسس فيزيولوجية وعصبية تتعلق بالجهاز العصبي والحواس وغيرها.

1- الأسس العامة: تتمثل في العناصر التالية:

ا- ثبات السلوك الإنساني وإمكانية التنبؤ به: إن السلوك هو كل نشاط حيوي هادف سواء كان جسمي أو عقلي أو اجتماعي أو انفعالي يقوم به الكائن الحي لتفاعله مع بيئته فهو عبارة عن استجابة أو عدة استجابات لمثير أو مثيرات معينة كما أن السلوك خاصية من خصائص الإنسان يندرج من البساطة إلى التعقيد وأبسط أنواع السلوك هو السلوك الانعكاسي ومن أعقد أنماطه السلوك الاجتماعي ( حامد زهران، ص 61).
والسلوك الإنساني في جملته مكتسب ومتعلم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم وهو يكتسب صفة الثبات النسبي والتشابه بين الماضي والحاضر والمستقبل مما يسمح بالتنبؤ به خاصة عند الأشخاص العاديين في المواقف العادية ( أحمد الزبادي، ص 29).
ب- مرونة السلوك الإنساني: إن السلوك الإنساني رغم ثباته النسبي فإنه مرن وقابل للتعديل والتغير حيث أن الثبات النسبي للسلوك الإنساني لا يعني جموده ولا يقتصر مبدأ المرونة على السلوك الظاهري فقط إنما يشمل التنظيم الأساسي للشخصية ومفهوم الذات مما يؤثر على السلوك ولولا هذه المسلمة لما كان للإرشاد ولا حتى لعملية التربية دور أو جهد في القيام بتعديل وتغيير الفرد وجعله مقبولا وسويا.
ج- السلوك الإنساني فردي- جماعي: إن السلوك الإنساني فردي وجماعي في آن واحد حيث أن السلوك الإنساني هو وحده يبدو فيه تأثير الجماعة وسلوكه وهو مع الجماعة تبدو فيه أثار شخصية وفرديته وبما أن شخصية الإنسان هي جملة السمات الجسمية العملية الاجتماعية والانفعالية التي تميزه عن غيره فإن المعايير الاجتماعية هي ميزات أو مقياس السلوك النموذجي الذي يجب على الفرد أن يحتذي به، لهذا فإن أي عملية تهدف إلى تعديل أو تغيير سلوك الفرد لابد أن تأخذ بعين الاعتبار شخصية الفرد ومعايير الجماعة التي ينتمي إليها والأدوار الاجتماعية والاتجاهات والقيم السائد داخل المجتمع الذي يعيش فيه.
د- استعداد الفرد للإرشاد: لكل فرد عادي استعداد للإرشاد ونتيجة لوجود حاجة ماسة تدعوه لطلب المسورة والمساعدة من الآخرين كلما إعترضته مشكلة لأن الفرد العادي يدرك حاجته للتوجيه ومن ثم يسعى اليها برضاه واختياره مما يدل على وجود الدافعية والإدارة والرغبة في التغيير لدى ذلك الفرد ويجعل عملية التوجيه أكثر فعالية ونجاعة وبهذا تحقق الأهداف المرجوة منها ( حامد زهران، ص71).
ه- حق الفرد في الإرشاد: إن الإرشاد حاجة نفسية هامة لدى الفرد ومن مطالب النمو السوي اشباع هذه الحاجة انطلاقا من المسلمة فإن الإرشاد حق من حقوق كل فرد وذلك حسب حاجته والمجتمع الذي يعيش فيه أي أن للفرد حق على المجتمع في توجيهه كإنسان وذلك من خلال توفير دعم المؤسسات القائمة بهذه الخدمات حتى يتسنى لها القيام بواجباتها على أكمل وجه للفرد والمجتمع على حد سواء.

2- الأسس الفلسفية: وتتمثل هذه الأسس في عنصرين مهمين:

ا- فهم طبيعة الإنسان: إن نجاع عملية التوجيه يعتد أساسا على معرفة وفهم طبيعة الإنسان لأنها عملية فنية ومعقدة وعميقة عمق الطبيعة البشرية نفسها مما جعل العديد من النظريات الفلسفية والنفسية والاجتماعية تحاول تحديد طبيعة الإنسان فنجد مثلا نظرية التحليل النفسي، النظرية السلوكية، نظرية المجال ونظرية الذات كل منها لها مسلماتها وفروضها والدراسات التي تقوم عليها وكل منها لها حقائقها وقوانينها وفيما بينها فروق لكنها في كل الأحوال تسعى إلى فهم طبيعة الإنسان حتى تجعل منه كائنا متوافقا وسعيدا.
ب- أخلاقيات مهنة الإرشاد: إن لكل مهنة أخلاقيات لابد أن تحترم من طرف ممارسيها ويجب أن يتقيدوا بها ويلتزموا بمبادئها والمبادئ الأخلاقية لمهنة الإرشاد عديدة نذكر أهمها كما حددتها الجمعية الأمريكية: تحمل المسؤولية- الكفاءة في العمل- الالتزام بمعايير آداب وتشريعات العمل.
العمل لصالح المسترشد- التمكن فتيات التشخيص والتقييم- توافر العلاقات المهنية والصحية بين العاملين ضرورة المشاركة في بحوث الآخرين ( نفس المرجع السابق، ص81).
3- الأسس الاجتماعية: تتجلى هذه الأسس من خلال الاهتمام بالفرد كعضو في الجماعة أو الجماعات يلعب فيها أدواره الاجتماعية المنوطة به حيث أن سلوك الفرد الاجتماعي يتأثر بالجماعة التي ينتمي إليها خاصة الجماعة المرجعية وهي الجماعة التي يرجع إليها الفرد في تقييم سلوكه الاجتماعي ويشارك مع بقية أعضائها في الدوافع والميول والاتجاهات والقيم والمعايير فهي التي تحدد مستويات طموحه وإطاره المرجعي للسلوك حيث أن تحقيق الذات والتوافق والصحة النفسية يتضمن شعور الفرد بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين لأنه عضو في جماعته ويعيش مجالها الاجتماعي ( حامد زهران، ص 81).
4- الأسس التربوية: تعتبر عملية الإرشاد مكملة للعملية التربوية حيث أن التوجيه يعطي دفعا كبيرا للعملية التربوية لجعلها أكثر فعالية وذلك من خلال ما يلي:
- يساهم الإرشاد في تطوير المناهج وطرق التدريس
- يتعاون المرشد مع المدرسين وكل أعضاء الفريق التربوي من أجل إنجاح عملية الإرشاد وتنشيط العملية التربوية بصفة عامة.
- الاهتمام بالتلميذ ومن ثمة ضرورة توفير خدمات الإرشاد الفردي وأيضا الاهتمام به كفرد في جماعة ومن ثمة التخطيط للإرشاد الجماعي.
- الاستعانة والاستفادة بكل من يستطيع تقديم الإرشاد للفرد سواء من داخل المدرسة أو خارجها مثل المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ( نفس المرجع السابق، ص 71).

5- الأسس النفسية: وتتمثل في العناصر التالية:

ا- الفروق الفردية: إن وجود الفروق الفردية بين الأفراد حقيقة معروفة منذ القدم حيث نجد أفلاطون في جمهوريته يقسم الناس إلى فئات تبعا للاختلافات الموجودة بينهم ويحدد منها لكل فئة بما يتفق وهذه الفروق لكن الاهتمام بهذا المبدأ بدأ مع بداية مرحلة التجريب في علم النفس سنة 1876 والفضل الكبير في ذلك يعود للعالم " GAL TON" سنة 1882 الذي اهتم بحركة قياس الفروق الفردية ومع بداية القرن العشرين ظهر علم النفس الفارقي وازدهرت بحوثه على أساس أن الأفراد يختلفون كما وكيفا في كافة مظاهر الشخصية الجسيمة العقلية والنفسية والاجتماعية حيث لكل فرد حاجته وقدراته وميوله فهو يختلف عن الآخرين سواء في السمات الموروثة أو الخصائص المكتسبة ( سعد جلال 1992، ص 132).
ويدخل في هذا الإطار أيضا الفروق بين الجنسين وهي فروق جسيمة عقلية وانفعالية وكذا اجتماعية أين تلعب التنشئة الاجتماعية دورا في إبراز الفروق بين الجنسين من خلال الأدوار الاجتماعية التي يقوم بها كل من الجنسين.

ثانيا: الخدمات الإرشادية

تمهيد
إن الخدمات الإرشادية تعرف بأنها مجموعة من الخدمات المتنوعة بتنوع مشكلات التلاميذ التي تواجههم في الحياة اليومية والتي تنعكس آثارها على الجانب النفسي والاجتماعي والدراسي لهم، فتقدم في المحيط الدراسي على شكل برامج إرشادية أو جلسات تقدم فيها المعرفة اللازمة للتلميذ صاحب المشكلو من أجل توفير متطلبات سليمة تجعله يفهم نفسه، ويحل مشكلاته.
وفي هذا المبحث تطرقنا إلى مفهوم الخدمات الإرشادية وأهداف الخدمات الإرشادية وأنواعها.

1- تعريف الخدمات الإرشادية

عرف (Smith 1956) الإرشاد بأنه عملية تحدث في علاقة بين فردين، بين فرد لديه مشاكل لا يستطيع مواجهتها بمفرده وأخصائي محترف مؤهل بحكم تدريبه وخبرته لمساعدة الآخرين على أن يصلوا إلى حلول لخبراتهم الشخصية المتعددة ( أحمد، 1996، ص 45).
يمكن وضع تعريف للخدمات الإرشادية بأنها مجموعة من الخدمات المتنوعة بتنوع مشكلات التلاميذ التي تواجههم في الحياة اليومية والتي تنعكس آثارها على الجانب النفسي والاجتماعي والدراسي لهم، فتقدم في المحيط المدرسي على شكل برامج إرشادية أو جلسات تقدم فيها المعونة اللازمة للتلميذ صاحب المشكلة من أجل توفير متطلبات سليمة تجعله يفهم نفسه، ويحل مشكلاته ويشبع حاجاته ويكتسب البصيرة لفهم ما يحيط به والتكيف مع المحيط الذي يعيش فيه كي يحقق النجاح على المستوى الشخصي والاجتماعي.

2- أهداف الخدمات الإرشادية: للخدمات الإرشادية العديد من الأهداف تتمثل فيما يلي:

2-1- تحقيق الذات: يأتي في أعلاهم الحاجات الإنسانية لدى البشر الأسوياء، ولا يمكن الوصول إليه إلا بعد أن يكون الفرد قد حقق أو أشبع بعض الحاجات الأساسية لبقائه الطعام، الشراب، الملبس، المسكن، السلامة، التقدير، والانتماء إلى أسرته ومجتمعه ( عبد الهادي والعزة، 2007، 20).
وهدف مستشار التوجيه والإرشاد المدرسي هو العمل مع التلاميذ الذين خاصة تلاميذ الثالثة ثانوي ( الراسبين) لتحقيق ذواتهم.
2-2- تحقيق التوافق النفسي: يتناول السلوك والبيئة الطبيعية والاجتماعية بالتغيير والتعديل حتى يحدث توازن بين الفرد وبيئته ( الطاهري، 2008، ص 24)، فالتوافق النفسي أمر مهم بالنسبة للتلاميذ لأنه يساعدهم على مواجهة العقبات التي تصادفهم، ويساعدهم في تعزيز الثقة بأنفسهم.
2-3- تحقيق الصحة النفسية للفرد: من أهداف الخدمات الإرشادية أيضا تحقيق الصحة النفسية للفرد ليتوافق مع ما يعمل وما يشعر وقد عرفها ( زهران، 1997، 9) بأنها حالة دائمة نسبيا يكون فيها الفرد متوافق نفسيا، شخصيا، انفعاليا، اجتماعيا أي مع نفسه ومع بيئته ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة وعلى المستشار أن يهتم بصحة التلميذ فهو أدرى بأهمية الصحة النفسية في حياته بجانبيها الشخصي والاجتماعي، فيقدم البرامج الإرشادية التي تزيد من صحة التلميذ الجسمية والعقلية والنفسية، ويحرره من أجواء القهر.
ذلك أن التلميذ عنصر أساسي في المجتمع يحتاج إلى أن يعيش في وسط بعيد عن التهديد مما يسمح له بإبراز قدراته ومهاراته لتتيح له التفوق والإنجاز.

2-4- تحسين العملية التربوية

تعتبر التربية أهم المجالات في حياة التلميذ، فهي عملية مستمرة استمرار حياته، كما أن التوجيه والإرشاد النفسي لا يمكن فصله على العملية التربوية، إذ أن هذه العملية في أمس الحاجة إلى خدمات التوجيه والإرشاد وذلك بسبب الفروق الفردية بين التلاميذ، واختلاف المناهج وازدياد أعداد التلاميذ، وازدياد المشاكل الاجتماعية كما وكيف، وضعف الروابط الأسرية ( عبد الهادي والعزة، 2007، 16).

3- أنواع الخدمات الإرشادية

هناك العديد من الأنواع الخاصة بخدمات الإرشاد وقد ركزت هذه الدراسة على ثلاثة أنواع كما يلي:
3-1- الخدمات الإرشادية التربوية: تشمل معلومات وخيرات تتضمنها خدمات التربية المهنية الزواجية والتربية الجنسية والتربية الأسرية، والتعريف بالإمكانيات التربوية المختلفة، والخدمات المتعلقة بالاستشارة التربوية، وحل المشكلات المرتبطة بالتخلق الدراسي والتفوق، والعمل على تحقيق التوافق الدراسي، وكذلك تهتم الخدمات التربوية بتوجيه التلاميذ الجدد، والخرجين، وبالإسهام في تطوير وتحسين المناهج والمساعدة في تحسين العملية التربوية بصفة عامة ( بن دعيمة، 2007).
فالإرشاد التربوي يهدف إلى تقديم المساعدة إلى الأفراد وفق المستويات الإنمائية، والوقائية، والعلاجية، مما يتيح للتلميذ أن يكون لديه قدر المعرفة حول نفسه ومجتمعه ويفهم محتوى هذه المعرفة، كي يحل مشكلاته على نحو سليم، ويتخذ القرارات الصائبة وذات المنفعة.
3-2- الخدمات الإرشادية النفسية: تتضمن إجراء الفحوص والبحوث ودراسة الشخصية، وظيفا وديناميا، للتعرف على الاستعدادات والقدرات والميول والاهتمامات ونواحي القوة والضعف وتعريف الفرد بنفسه، والتشخيص وتحديد المشكلات العامة والخاصة والتعرف المبكر على الحالات التي تحتاج إلى خدمات متخصصة والاهتمام بالحالات الخاصة التي تحتاج إلى مساعدة مركزية ( بن دعيمة، 2007).
وتظهر أهمية الإرشاد النفسي الذي يصعب محاكاته من طرف مستشار التوجيه والإرشاد أو أي مختص في علم النفس إلا بعد عدة جلسات مع التلميذ العميل وبعد كسب ثقته لكي يبوح له بمشكلاته النفسية والدفينة في داخله حتى يعرف السبب الحقيق لها ويضع إطار علاجيا مناسبا كي يتخلص العميل من هذه المشكلات النفسية.
3-2- الخدمات الإرشادية الاجتماعية: تتضمن إجراء البحوث الاجتماعية والتعرف بالبيئة الاجتماعية وتنظيم وتدعيم العلاقة والاتصال والتعاون بين المدرسة والأسرة لصالح التلميذ، والاهال بباقي المؤسسات الاجتماعية في البيئة المحلية، واستخدام مصالح المجتمع بأفضل درجة ممكنة وهي خدمات ضرورية ومساندة كإنشاء النوادي الرياضية والثقافية والاجتماعية لمختلف فئات التلاميذ لقضاء أوقات الفراغ واكتساب كثير من المعلومات بصورة غير مباشرة من خلال التسهيلات الثقافية والإعلامية والأنشطة المختلفة في المؤسسات التربوية، ويحسن أن تتم تيارات متبادلة مع مؤسسات ونوادي ليقوم نوع من التكامل وتحقيق الاندماج الاجتماعي بين التلاميذ ( الداهري، 2008، ص 100).

4- الطرق والأساليب المعتمدة في العمل الإرشادي

1- الأسلوب المباشر: وهي طريقة تهدف إلى توجيه بعض النصائح الإرشادية للشخص المستهدف وهي الطريقة المعتمدة غالبا لدى معظم العاملين بمهنة الارشاد في المؤسسات التربوية حيث تهدف إلى احداث تغيير في شخصية التلميذ حتى يتمكن من تشخيص مشكلاته وهذا الأسلوب يستبعد فيه أي جهد للمرشد.
2- الأسلوب الغير مباشر: وهي طريقة تعتمد على النشاط الذي يقوم به الشخص المستهدف من هذه العملية باعتباره مسؤولا عن سلوكه ومدركا لمشكلته بحيث يقترح الحلول الملائمة بإشراف ومتابعة المرشد وهذه الطريقة تمكن المسترشد من التعبير عن ذاته والانفتاح على خبراته ليصبح أكثر واقعية ومتوافقا نفسيا.
3- الإرشاد الفردي: تعتبر العملية الرئيسية في التوجيه والإرشاد وعادة ما تكون وسيلة المقابلة بمختلف أنواعها بحيث يتعامل المرشد مع شخص واحد وجها لوجه في جلسات إرشادية وتكمن فاعليته أساسا في العلاقة الإرشادية المهنية وعادة ما تكون هذه العملية موجهة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية ومدرسية.
4- الإرشاد الجماعي: هذه العملية تتم من خلال مجموعة من الأفراد أي أنها علاقة إرشادية بين المؤسسة ومجموعة من الأشخاص تتم من خلال جلسات جماعية في مكان واحد يتشابهون في نوع المشكلة وهذه العملية في الميدان التربوي تقوم أساسا على استغلال مضامين المناهج الدراسية من موضوعات تتعلق بحاجات التلاميذ وخصائص نموهم إلى جانب الأنشطة المدرسية المختلفة الرياضية والثقافية والاجتماعية والتي تمكن المرشد من ملاحظة السلوكات من هذا المناخ، وتتم عادة هذه العملية داخل الأقسام من خلال استغلال الحصص الدراسية للقيام بعملية الإرشاد المناسبة.
ب- مطالب النمو: إن النمو عبارة عن مجموع التغيرات البنائية والوظيفية التي تحدث للكائن الحي والإنسان باعتباره كذلك فإنه يمر بعدة مراحل نمو من الميلاد إلى الكهولة وكل مرحلة من هذه المراحل تصحبها تغيرات وحاجات تتطلب الإشباع حتى يحقق الفرد التوازن الجسمي والنفسي حيث أن النمو عبارة عن سلسلة متصلة متكاملة من المتغيرات المتجهة إلى الأمام بهدف تحقيق النضج وهذه التغيرات تتسم بنمط منتظم ومترابط ( سعد جلال 1992، ص 132).
إن هذه التغيرات وما ينجم عنها من حاجات هو ما يعرف بمطالب النمو وهي عديدة تكاد لا تعد ولا تحصى أهمها:
- نمو واستغلال الإمكانيات الجسمية إلى أقصى حد ممكن وتحقيق الصحة الجسمية وذلك من خلال تكوين عادات سلية في الغذاء والنمو والصحة النفسية.
- تحقيق النمو العقلي والمعرفي واستغلال الإمكانيات العقلية إلى أقصى حد ممكن.
- تحصيل أكبر قدر ممكن من المعرفة والثقافة وعادات التفكير الصحية.
- تحقيق نمو اللغة وسلامة التعبير عن النفس وتنمية القدرة على الابتكار.
- تحقيق النمو الاجتماعي عن طريق اكتساب مهارات التعامل وتوسيع دائرة الميول والاهتمامات وتحقيق التوافق الاجتماعي وتقبل واقع وتكوين اتجاهات إيجابية ( حامد زهران، ص 18).
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
---------------------------------------------------- تابع الفصل الثالث ----------------------------------------------------
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

3 التعليقات: