ظروف انعقاد المؤتمر الإسلامي ونتائجه (المبحث الرابع - الفصل الأول)

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

الفصل الأول: أوضاع الحركة الوطنية قبل نزول الحلفاء

المبحث الرابع: ظروف انعقاد المؤتمر الإسلامي ونتائجه

يعتبر المؤتمر الإسلامي الجزائري الذي انعقد بالعاصمة في السابع من يونيو سنة1936 أول تجمع من نوعه في الجزائر ،فلم تعرف الجزائر طيلة أكثر من قرن تجمعا تشترك فيه كل الاتجاهات وتمثل فيه مختلف الطبقات وتبرز خلاله وحدة الصف والكلمة على مطالب معينة مثل ما حدث في المؤتمر المذكور. ([1]) 

لمعاينة مقدمة نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية- إضغط هنا

وفي هذا الصدد نرى بأن فكرة عقد المؤتمر الإسلامي انطلقت من قسنطينة وبتوجيه من د. محمد الصالح بن جلول "زعيم جماعة النخبة الذي نقلها بدورها إلى الشيخ" عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء الذي رحب بها وشرع في الإعداد لها إلى أن تحققت بانعقاد المؤتمر. ([2]) 

المبحث الأول: أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب - إضغط هنا

وفي هذا المجال يؤكد أحد الكتاب أن المؤتمر الإسلامي الجزائري هو عبارة عن تجمع يتألف من قوتين عظيمتين رئيستين هما: اتحادية النواب المسلمين الجزائريين بهذه المناسبة، وللمرة الأولى عن موقفها المعلن بصريح العبارة في قانونها الأساسي وهو الامتناع عن ممارسة أي نشاط سياسي،وانضم الحزب الشيوعي الجزائري، إلى هذا التجمع الذي كان يسعى إلى تحقيق هدف مشترك هو: الاندماج أو الارتباط بين الجزائر وفرنسا. ([3]) 

لمعاية المبحث الثاني: تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري- إضغط هنا

ولقد كان انعقاد المؤتمر مخيم بالظروف الداخلية والخارجية إلى انعقاد جملة من المؤتمرات الإسلامية خلال فترة العشرينات والثلاثينات ولقد كان أهمها: 

- مؤتمر الخلافة بالقاهرة. 

- المؤتمر الإسلامي بالقدس. 

- مؤتمر مسلمي أوروبا بجنيف. 

أما الصفوف الداخلية فتمثلت فيما يلي: 

- ميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائيين1931. 

- نجاح المنتخبين الجزائريين 1934 في الانتخابات البلدية. 

- ميلاد الحزب الشيوعي الجزائري 1936. ([4]) 

لمعاينة المبحث الثالث: تأسيس ج.ع. المسلمين الجزائريين- إضغط هنالمعاينة المبحث الرابع: ظروف انتماء المِؤتمر الإسلامي ونتائجه- إضغط هنا

قابلت فرنسا المؤتمر الإسلامي بمشروع بلوم فيوليت(*) والذي فتح المجال أكثر للإدماج، دفع الجمعية إلى رفضه كيف لا وعلى رأي مالك بن نبي"فبأي غنيمة أرادوا أن يرجعوا من هناك (باريس) وهم يعلمون أن مفتاح القضية في روح الأمة لا في مكان آخر؟"، هنا ينصب مالك بن نبي إلى الأمور التي آلت إليها المؤتمر الإسلامي([5])، هذا وقد سبق لعقد هذا المؤتمر بنادي الترفيه ضم ممثلي العملات الثلاث ودعاة المؤتمر وتم فيه تحديد جدول أعمال جلسات المؤتمر وتنظيمه وسير أشغاله وتحديد أعضاء مكتبه وخطاباته(**) كما تم فيه تسمية المؤتمر الإسلامي الجزائري العام. ([6]) 

ولقد تمحورت مطالب المؤتمر الإسلامي التي كانت من تدخلات جمعية العلماء المسلمين وجماعة النخبة والشيوعيين وقد كانت كالتالي: 

- إلغاء المعاملات الخاصة بالجزائريين (الأند جينا). 

- إلغاء المجالس العسكرية وأعطيات الجندية. 

- تسوية نواب الجزائريين بالنواب الفرنسيين في جميع المجالس. 

- توحيد النيابة البرلمانية بكلا المجلسين "مجلس الجزائريين ومجلس المعمرين". 

- المساواة في الحقوق والواجبات. 

- إلغاء الولاية العامة (منصب الحاكم العام) 

- إلغاء البلديات المختلطة ومجلس الوفود المالية والمجلس الأعلى للحكومة. 

- العفو عن المحكوم عليهم في حوادث قسنطينة (1934). 

- تكريم الرجال الذين عملوا لخير الجزائر كالأمير خالد، وفيوليت وموتي، وروزي. 

- عقد المؤتمر على نفس المبادئ والأهداف. ([7]) 

وقد انتهت أشغال المؤتمر بتوصية من تشكيل وفد هذا الوفد يسهر على نقل برنامج(*) مطالب المؤتمر الإسلامي إلى "ليون بلوم" وغادر الوفد إلى العاصمة في 23 جويلية 1936 وسلمت المطالب إلى رئيس الحكومة الفرنسية وبعدها أطلقت عليها تسمية ميثاق مطالب الشعب الجزائري المسلم. ([8]) 

ولكن نرى بعد عودة الوفد إلى الجزائر البلد الأم، دعى إلى عقد تجمع شعبي بالملعب البلدي الغرض منه في 02 أوت 1936 هو إعطاء تقرير مفصلا عن مهمتهم في باريس، ويصادف هذا اليوم عودة مصالي إلى الجزائر الذي توجه مباشرة إلى الملعب البلدي، وفي نهاية اليوم ألقى مصالي الحاج كلمة مؤثرة تعبر عن موقف النجم من المؤتمر الإسلامي، لكن رغم تلك المطالب البسيطة قوبلت من طرف الإدارة الفرنسية بالإهمال وعدم المبالاة وكان مصيرها الفشل في نهاية المطاف. ([9]) 

وفي الأخير نجد أن المؤتمر الإسلامي هو اللب الوحيد لتوحيد مطالب الحركة الوطنية الجزائرية ضد السياسة الفرنسية المنتهجة (القمعية، التعسفية، الاضطهادية) ومهما قيل بشأنه فإنه سجل محطة هامة في مسار النضال الوطني من جهة ومعرفة نوايا الإدارة الوطنية من جهة أخرى. ([10]) 

الهوامش: -------------------------------------

[1]- أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ص 151. 

[2]- مومن العمري: المرجع السابق، ص 51. 

[3]- بن يوسف بن خدة: جذور أول نوفمبر، ط2، دار الشاطية للنشر والتوزيع، الجزائر، 2012م، ص 77. 

انظر الملحق رقم (07)، ص 73. 

[4]- عبد الكريم بوصفصاف: المرجع السابق، ص 252. 

*- بلوم هو رئيس الوزراء في حكومة الجبهة الشعبية، وفيوليت كان حاكما للجزائر خلال العشرينات وعين في هذه الحكومة. 

[5]- كريمة عرعار: دور رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في حشد دعم المشرق العربي للثورة التحريرية، مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في التاريخ الحديث والمعاصر، جامعة باتنة، قسم التاريخ 2005-2006، ص 19. 

**- تم الاتفاق على اسناد رئاسة المؤتمر إلى الدكتور ابن جلول، أما المكتب فتكون من السادة من الجزائر العاصمة: داتا مزالي، داشير عبد الوهاب، محمد الطاهر طيار الصيدلي، عبد الرحمان بوكردفة، عن قسنطينة: عبد الرحمان بن خلاف، د.سعدان، الصيدلي فرحات عباس، وهران: السيد محمد بن سليمان، د.الجيلالي بن النعمامي، السيد محمد لالوت عن العلماء: عبد الحميد بن باديس، محمد البشير الإبراهيمي، الطيب القبي. 

[6]- مومن العمري، المرجع السابق، ص 52. 

[7]- أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ص158. 

*- تشكيل الوفد من السادة عن العلماء (عبد الحميد بن باديس، البشير الإبراهيمي،الطيب العقبي، الأمين العمودي) عن المنتخبين (فرحات عباس، أبن جلول، الشريف سعدان). 

[8]- مومن العمري: المرجع السابق، ص ص53،54. 

[9]- عبد الكريم بوصفصاف: المرجع السابق، ص 354. 

[10]- مومن العمري: المرجع السابق، ص 54.

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------

تحميل المبحث الرابع من الفصل الاول PDF

معاينة المذكرة اضغط هنا تحميل مباشر اضغط هنا

نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).