-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

مطالب الحركة الوطنية في بيان فيفري 1943 (المبحث 1 - ف 3)

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

الفصل الثالث: مسار الحركة الوطنية بعد نزول الحلفاء

المبحث الأول: مطالب الحركة الوطنية في بيان فيفري 1943 

مسار الحركة الوطنية بعد نزول الحلفاء

عرفت الساحة السياسية في الجزائر أثناء الحرب العالمية الثانية نشاطا سياسيا مكثفا وهاما للتعريف بالقضية الجزائرية وإيصال مطالب الشعب الجزائري إلى الحلفاء بعد نزولهم بالجزائر يوم8نوفمبر1942 وذلك عن طريق قائد الحملة "جيرو" الذي طلب مقابلة ممثلي الطبعة السياسية الجزائرية وكذلك بعض الأعيان واتهمت بالتحالف والتعاون إلى جانب الحلفاء. ([1]) 
لمعاينة مقدمة نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية- إضغط هنا
وهكذا أدى تضافر هذه العوامل صغيرها وكبيرها كما يقول فرحات عباس إلى ظهور البيان في 10فيفري1943 وقد كان هذا النداء عبارة عن مذكرة طويلة موجهة إلى الحاكم العام في الجزائر من قبل بعض الزعماء وعلى رأسهم فرحات عباس، وكان عنوان البيان الجزائر في مواجهة الصراع الاستعماري ([2])، ولقد حرر فرحات عباس هذا البيان في مقر سكناه بمدينة سطيف ونفى ما أشيع من أن تحرير هذا البيان تم بإيحاء من أوقيستان بيرك ومورفي الأمريكي وأكد أن هذا الرجلين لم يطلا على هذا البيان إلا بعد تسليمه بصفة رسمية للسلطات الفرنسية وقيادة الحلفاء. ([3]) 
المبحث الأول: أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب - إضغط هنا
وقبل كل شيء يجب الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن الدكتور لمين دباغين اقترح على عباس فكرة إعداد وثيقة وتسليمها إلى القوة المحتلة أيا كانت الكتلة التي تنتمي إليها فبادر دباغين بتحرير مسودة تعمد فيها المغالاة في المطالب يقينا منه بأن عباس سيقوم بتلطيف بحدتها وجملة من النقاط وهي :الإفراج عن المساجين السياسيين والإفراج على مصالي الزعيم الوطني وأيضا المساهمة في المجهود الحربي. ([4]) 
لمعاية المبحث الثاني: تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري- إضغط هنا
ويعتبر البيان بمثابة حصيلة لخص فيها وبصفة موضوعية ونزيهة حصيلة 112 سنة ومن الاحتلال الاستعماري فاستقر فيه تاريخ الاستعمار، وعبر فيه عن مطامع الشعب الوطنية ،وصاغوا فيه بلا حقد ولا عنف المشكل الجزائري في إطاره الحقيقي غداة نزول القوات الأمريكية والانجليزية في الجزائر ([5])ولقد ذكر أيضا في البيان في البداية إلى السياسة المنتهجة من طرف السلطات الفرنسية خاصة فيما يتعلق بالتفرقة والنظرة المزرية اتجاه المواطنين وعدم احترام السلطات الفرنسية العادات والتقاليد الجزائرية كما دعا إلى ظروف فصل الشخصية الوطنية عن الشخصية الفرنسية والاعتراف بها. ([6]) 
لمعاينة المبحث الثالث: تأسيس ج.ع. المسلمين الجزائريين- إضغط هنالمعاينة المبحث الرابع: ظروف انتماء المِؤتمر الإسلامي ونتائجه- إضغط هنا
وما جاء في البيان: إن نزول القوات الإنجليزية الأمريكية في بلادنا فصل الجزائر عن فرنسا وشحذ في جميع النفوس شهوة القبض على زمام الحكم ([7]) فتبارى في ذلك الجمهوريين وأنصار ديغول والملكيون والاسرائليون ([8]) يحاول من جهة أن يبذل جهده في التعاون مع الحلفاء وكل منهم يسعى إلى الدفاع عن مصالحه الخاصة وأمام هذا الهرج والمرج فإن كل أخذ يبدو قد جاهلا حتى وجود ثماني ملايين ونصف من الأهالي ،ولكن الجزائر المسلمة ،رغم أنها غير مبالية بذلك التنافس ،تظل يقظة وحذرة من أجل مصيرها ([9]). 
وبذلك يظهر لنا خلال بيان فيفري 1943 على حرص مؤلفيه على إبداء الاعتدال مع تشبثهم ووفائهم للرعي الوطني الذي حرك الشبيبة وألهم مندوبي حزب الشعب الذي أقروا نحو الوثيقة المودعة لدى السلطات الفرنسية،وبرز الاعتدال لدى المؤلفين في الثناء على مبادئ فرنسا،ولم يكن ممثلوا الجزائر يندون "إنكار أي شيء من الثقافة الفرنسية والغربية التي تلقوها والتي تبقى عزيزة عليهم،بل العكس فإن أخذهم من الثراء الأخلاقي والروحي لفرنسا الأم ،ومن تقاليد الشعب الفرنسي هو ما يمدهم بالقوة والتبرير لفعلهم الحاضر. ([10]) 
كما لم ينسى البيان في نصه إلى مجموعة من المشاريع الإصلاحية والوعود الرطبة لكي يكون الشعب أكثر رقيا وتقدما، وبعد هذا التأكيد على تلك المشاريع الإصلاحية والوعود التي لم تجد حيز التنفيذ خلص البيان في قوله إلى كلمة وهي فات الأوان الذي كان المسلم الجزائري يطلب فيه أن يكون شيئا آخر غير جزائري مسلم وبعد إلغاء مرسوم كريميو خاصة فإن الجنسية والمواطنة الجزائرية أصبحتا الملاذ الأفضل باعتبارهما تتضمنان الحل الأكثر وضوحا ومنطقيا لمسألة تطوره وتحرره. ([11]) 
وانطلاقا من كل هذا وتماشيا مع الواقع الجديد فإن بيان الشعب الجزائري حدد الأهداف الأساسية الآتية وهي ([12]) 
- إدانة الاستعمار وإلغاءه ،بمعنى استيلاء شعب على شعب آخر واستغلاله فهذا الاستعمار الذي لا يعدو أن يكون الشكل الجماعي للاستبعاد الفردي في العصور الوسطى هو إضافة إلى ذلك واحد من الأسباب الأساسية للتنافسات والتوترات بين القوى العظمى ([13]). 
- تنفيذ حق تقرير المصير بالنسبة لجميع الشعوب صغيرها وكبيرها ([14]) 
- منح الجزائر دستورا خاصا بها يضم ما يلي: 
- حرية جميع السكان والمساواة بينهم دون تميز جنسي ولا ديني. 
- إلغاء الإقطاعية وذلك بإصلاح زراعي واسع النطاق يضم الرفاهية والرخاء لسوء الجماهير الفلاحية. 
- الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية بجانب اللغة الفرنسية 
- حرية الصحافة وحرية الإيقاع . 
- التعليم المجاني والإجباري لجميع الذكور والإناث . 
- حرية الدين لجميع السكان، وتطبيق قانون فصل الدين عن الحكومة عن الديانة الإسلامية. 
- مشاركة المساهمين في حكم بلادهم مشاركة عاجلة وفعلية إقتداء بما فعلته ملكة انجلترا والجنرال كاترو(*) في سوريا وتستطيع هذه الحكومة وحدها أن تتحمل الشعب الجزائري على الكفاح المشترك وذلك في جو من الوئام والوفاق. 
- إطلاق سراح جميع المعتقلين في جميع الأحزاب. 
ومن خلال ما صيغ في هذا البيان فإننا نجد تطور موقف فرحات عباس ،وبذلك تتغير لهجته نحو التشدد، وبذلك نجد أن البيان ينقد الاستعمار ويندد بالعقوبات التي يتخذها ضد الشعب الجزائري. ([15]) 
وسلم نص البياني للوالي العام مارسيل بيرتون يوم 31 مارس1943 فوعد بدرسه كأساس لإصلاحات مقيلة ([16]). 
وأيضا سلمت نسخا أخرى ليس فقط للوالي العام وأيضا إلى ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وانجلترا وروسيا وإلى الجنرال يقول في ذلك الحين شكلت لجنة تحت اسم"اللجنة الإسلامية لبحث المطالب الاقتصادية والاجتماعية" واجتمعت عدة ممرات حرر عنها الأحزاب المعينة تقارير عن الحزب الشيوعي الجزائري عمار أوزقان. 
جمعية العلماء المسلمين: البشير الإبراهيمي، حزب الشعب مصالي الحاج. ([17]) 
وقد سلم تقرير أعمال اللجنة إلى الوالي العام "كاترو" يوم11 جوان 1943 بإمضاء 21 شخصية هذا بالرغم من هذه التنازلات وهذه الإرادة الحسنة من النواب الجزائريين فقد رمى الفرنسيون كل هذه المجهودات في سلة المهملات ولم يقع عليها أي رد. ([18]) 
كل هذه المجهودات وهذا البيان الذي تحرر فإن الإدارة الفرنسية اتخذت إجراء فهي وهو نفي كل من فرحات عباس وعبد القادر السايح إلى الجنوب ووضعهم تحت الإقامة الجبرية. ([19]) 
وبذلك أدت صلابة الجنرال وروح اليأس التي خيمت على الأجواء الجزائرية إلى دفع رجال من كتبوا بتلك الأقلام الذهبية إلى التغيير ومحاولة الظهور بشكل قوي رفضهم من هذا كله إلى أن البيان ليس مجرد مطالب هي حبر على ورق طالبت بها جماعة محدودة بل هي رغبة جماهيرية ومطالب شعبية لازمة،وليست بتلك الفعلة التي قامت بها القوات الفرنسية بسجن فرحات عباس والسايح لعدم طاعتهم للقوات الفرنسية. ([20]) 
- إلغاء جميع القوانين والإجراءات الاستثنائية وتطبيق القانون العام في نطاق التشريع الإسلامي. 
- إلغاء التجنيد الإجباري والخدمة العسكرية والمساواة في الرواتب. 
- إعطاء الراية للجيوش الجزائرية التي تحارب في جيش الحلفاء إلى جانب الراية الفرنسية. ([21]) 
كما نص أيضا على إصلاحات اقتصادية واجتماعية نذكرها باختصار منها: 
- إنشاء مكتب للفلاحين الأهالي مع تزويده بإحصاء سريع وحقيقي للفلاحين 
- إنشاء وزارة للشغل لتطبيق القوانين الاجتماعية 
- -إلغاء التعليم الخاص للأهالي بتوفير وسائل فعالة لإدخال الأطفال. 
- الإنجاز الفعلي للسكان وتوفير المياه الصالحة للشرب. 
- حرية العبادة وحرية الصحافة باللغتين . 
- الإيذان بإنشاء ثلاث جرائد إسلامية، الجزائر، وهران. ([22]) 
ويقول فرحات عباس بخصوص الملحق،إن هذا الملحق يتطلب فصلين إن الفصل الأول يتضمن مطالب يجب تحقيقها إلا بعد الحرب العالمية وهي أن تكون للجزائر بعد الحرب دستورا خاصا بها أما الفصل الثاني فهي مطالب استعجاليه لابد منها: 
- تحويل الولاية العامة إلى حكومة مكونة من وزراء فرنسيين وتحويل الإدارات المالية إلى وزارات . 
- تمثيل المسلمين والفرنسيين في الجمعيات المنتخبة. 
- الإدارة الذاتية الدواوير والقرى طبقا لقانون 1884 الخاص بالبلديات. 
- منح المسلمين جميع الوظائف من بينها السلطة والانخراط في جميع الأسلاك. ([23]) إذا شهد دعاية مكثفة من عباس لصالح الحكم الذاتي ولنشاط أقل ضخامة ولكنه للعلماء على المتحضرين والتقليديين، وتقارب العناصر الأكثر اعتدالا من الفرضيات المصالية ولما كان فرحات عباس متيقنا من الدعم الشعبي، وبعد إخطار مصالي عن مشروعه، فقد أنشأ حركة أحباب البيان والحرية. ([24]) 

الهوامش -------------------------------

[1]- مومن العمري: المرجع السابق، ص 56. 
[2]- عبد الحميد زوزو: محطات في تاريخ الجزائر،دراسات في الحركة الوطنية والثورة التحريرية على ضوء وثائق جديدة، دار هومة الجزائر 2004، ص 222. 
[3]- أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية، ص 53. 
[4]- بن يوسف بن خدة: المرجع السابق، ص 133. 
انظر الملحق رقم (12)، ص ص 81-85. 
[5]- فرحات عباس: مرجع سابق، ص 105. 
[6]- ahmed mekssas le moment revalutionnaire en algerie de la 1er grune nationale or1954, édition BARAKET, Alger, 1990. P 20. 
[7]- أبو القاسم سعد الله: مرجع سابق، ص 53. 
[8]- فرحات عباس: مرجع سابق، ص 105. 
[9]- أبو القاسم سعد الله: مرجع سابق، ص 268. 
[10]- محفوظ قداش: المرجع السابق، ص ص 854-855. 
[11]- العلوي محمد الطيب: مظاهر المقاومة السياسية، المؤسسة الوطنية للدراسات والبحث، الجزائر، ص 206. 
[12]- فرحات عباس: مرجع سابق، ص 169. 
[13]- محفوظ قداش: مرجع سابق، ص 856. 
[14]- بن العقون عبد الرحمان بن إبراهيم: مرجع سابق، ص 258. 

*- كاترو 1749، جنرال فرنسي سابق خريج كلية سان ساير عمل في الهند وإفريقيا كحاكم بعد سقوط فرنسا بعد 1940 انضم ديغول أين اسند له منصب المفوض السامي في سوريا ولبنان 1941، ثم حاكم عاما على الجزائر1944 حيث أصبح وزيرا لإفريقيا التالية 
[15]- مهساس أحمد: مرجع سابق، ص 189. 
[16]- شارل أندري جوليان، إفريقيا الشمالية تسير، تر المنحني وآخرون، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ص 316. 
[17]- صاري الجيلالي، محفوظ قداش: المقاومة السياسية 1954، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، (د.س)، ص 73. 
انظر الملحق رقم (13)، ص 86. 
[18]- بن العقون عبد الرحمان بن إبراهيم: المرجع السابق، ص 264. 
[19]- فرحات عباس: المرجع السابق، ص 180. 
[20]- العلوي محمد الطيب: المرجع السابق، ص ص 210، 211. 
[21]- فرحات عباس: المرجع السابق، ص ص 175، 176. 
[22]- صاري الجيلالي: المرجع السابق، ص 75. 
[23]- مذكرات الرئيس علي كافي من المناضل السياسي إلى القائد العسكري 1946-1962، دار القصبة للنشر والتوزيع والجزائر، الجزائر، ص 46. 
[24]- محفوظ قداش: المرجع السابق، ص 883.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تحميل المبحث الأول من الفصل الثالث PDF

نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

3 التعليقات: