-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

اندلاع الحرب العالمية الثانية ودور الجزائريين فيها (المبحث الأول - الفصل الثاني)

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

الفصل الثاني: اندلاع الحرب العالمية الثانية ودور الجزائريين فيها 

المبحث الأول: اندلاع الحرب العالمية الثانية ودور الجزائريين فيها 

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

كان إعلان الحرب العالمية الثانية من طرف فرنسا على ألمانيا في شهر سبتمبر1939 حدا فاصلا لكل نشاط سياسي في الجزائر، لاسيما النشاط الظاهر، فخيم على الحقل الوطني السكون الثقيل الوطأة، وانغلقت النفوس على الخوف والحذر. ([1]) 
لمعاينة مقدمة نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية- إضغط هنا
عندما بدأت الحرب العالمية الثانية في نهاية صيف 1939 لم تكن فرنسا قوية بالقدر اللازم بل كانت ضعيفة في بلادها وفي الجزائر أيضا،فلا توجد أي حكومة أو جيش علن أهبة الاستعداد معنويا، ورغم كل التحصينات على الحدود الشرقية فإنها لم تجد قتيلا أمام تقدم قوات هتلر الخاطفة، والأحوال الاقتصادية كانت تنذر بالمجاعة ومطالب الوطنيين بالمساواة في الحقوق، وإلغاء القوانين الاستثنائية لم تجد أذانا صاغية في البرلمان الفرنسي، كما فشلت مشاريع الإصلاح التي تقدم بها بعض الفرنسيين مثل مشروع بلوم فيوليت. ([2]) 
المبحث الأول: أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب - إضغط هنا
وعندما دخلت فرنسا الحرب العالمية الثانية وهي ضعيفة في بلادها وفي مستعمراتها خاصة في الجزائر حيث أدركت أنها ليست الدولة القوية في العالم. ([3]) 
كذلك عدم استجابة حكومة الجبهة الشعبية لمطالب الجزائريين في تحقيق المساواة مع الفرنسيين وذلك بعد سقوطها في 10 أفريل 1938، ومنه ضاعت آمال القادة. ([4]) 
يذكر الدكتور مناصريه بأن التقارير تؤكد سخط الشعب الجزائري على المستعمر الفرنسي إلى درجة عالية في أوساط مختلف الطبقات الشعبية وأعادت ذلك إلى سببين رئيسيين: 
1) الجانب السياسي: قناعة الشعب الجزائري بعدم جدوى الاستعمار الفرنسي. 
2) الجانب الاقتصادي والاجتماعي: انهيار الحياة الاقتصادية والاجتماعية وأعاد ذلك إلى الانخفاض الواضح في عملية تخزين الحبوب. ([5]) 
لمعاية المبحث الثاني: تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري- إضغط هنا
وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية ببضعة أشهر، توجه فرحات عباس والدكتور ابن جلول إلى فرنسا لتشجيع تطبيق المادة الأولى من مشروع بلوم فيوليت(*) التي تنص على اشتراك المسلمين في الانتخابات التشريعية ،خاصة أن حكومة دلا دليه أبدت نيتها في إمكان حدوث ذلك. ([6]) 
ولقد واجهت فرنسا الحرب بالجزائر وهي أبعد ما تكون عن الولاء الحقيقي، فلقد جرت بقيادة حزب الشعب الجزائري إلى السجن وقامت بحله، أصدرت قرار بحل منظمة الشيوعيين، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بالرغم من أنه لم يصدر قرار بحله لأنها لم تكن سياسية، بل كانت إصلاحية دينية، فإنها رفضت الإعلان عن تأسيس فرنسا في الحزب. ([7]) 
لمعاينة المبحث الثالث: تأسيس ج.ع. المسلمين الجزائريين- إضغط هنالمعاينة المبحث الرابع: ظروف انتماء المِؤتمر الإسلامي ونتائجه- إضغط هنا
منعت فرنسا كل النشاطات السياسية في ذلك الوقت، مصالي ألقي عليه القبض وسجن من جديد، وفي جوان 1940 أضاع محمد دوام نيابته، وبذلك جعلت حكومة بنتشي من الأميرال "أبريال" حاكم جديد للجزائر، وهنا نجد موجة الاعتقالات، وعوقب مصالي الحاج في 17 مارس بستة عشرة سجنا من الأشغال الشاقة، وعشرين سنة بحل الإقامة، ومصادرة ممتلكاته فسجن في تازولت، ولكن في24 أفريل 1943 أطلق سراحه الجنرال جيرو ولكن تحت الإقامة المحروسة في بـ (سلالة الغربية). ([8]) 
وأيضا بذكر بوعبد الله عبد الحفيظ في مذكرته أنه بإمكان حركة وطنية موحدة قبل إعلان الحرب أن تفرض شروطها السياسية لاشتراك الجزائريين في الحرب بهدف تعزيز الهيمنة في الجزائر عن طريق إدماجي وهمي([9]) وعند اندلاع الحرب العالمية الثانية وجه الحاكم العام السيد لوبو بالراديو يوم 04 سبتمبر1939 وجه إلى سكان الجزائر خطب فيه أدرج أنه رغم ضعف فرنسا، إلا أنها مازالت تثير بعض الإعجاب والاحترام عند بعض الجزائريين والكره والانتقام عند البعض الآخر. ([10]) 

وقال السيد لوران والسيد رئيس الوزراء ادوارد دالاديه كل ما يمكن القول الطلب من الجزائر الوقوف أمام فرنسا كما صرح ولريان، لتعش الجزائرية الفرنسة، لتعيش الحرية وكلها كانت تصريحات تعكس ضعف فرنسا عشية الحرب وحاجاتها لمستعمراتها. ([11]) 
وفي هذا الصدد نجد أن الدولة الفرنسية المستعمرة لم تدخل الحرب من دون أي أسلحة وتحضيرات من قبل بل وقد أهلت نفسها والأهالي لهذه الحرب ففي القرن التاسع عشر عرفت فرنسا موجة من الأزمة والعجز الكبير في الجيش الفرنسي واشتعال الأزمات وتطور الأحداث الدولية وبالتالي كان على السلطات الفرنسية أن تعد لهذه الحرب المرتقبة وتحشد لها أكبر عدد من الجنود، وكان ذلك أن تشرك عنصر الأهالي الجزائريين في السيطرة على البلاد والتحكم فيها ومن شأنه أن يساعد فرنسا كثيرا على تحقيق أهدافها الاستعمارية. ([12]) ونجد بأن الشعب الجزائري رفض هذا التجنيد وأيضا كان هناك تردد في الجلفة وخوفا من تطبيق التجنيد العسكري في أقاليم الجنوب، أخلى السكان مسعد قصورهم ولم يرجعوا إلا بضمانات، وأيضا في 12 سبتمبر1939 قام خطيب من حزب الشعب الجزائري بعرض الموضوع "خير لنا أن نموت هنا مع أبنائنا، من أن نذهب ونقتل أنفسنا في ألمانيا" وقد وضعت جريدة "لويدلتان" ذلك الإحساس الذي كان ينتاب الجماهير ([13]). 
الهوامش: ---------------------------
[1]- عبد الرحمان بن إبراهيم بن العقون: الكفاح القومي والسياسي من خلال مذكرات معاصر، منشورات السائحي، ج2، ص237. 
[2]- د.أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ج 3، ص 173. 
[3]- مجلة المصادر، تجدد فكرة العمل المسلح في الجزائر بأن الحرب العالمية الثانية 1939-1949، عدد4، 2001م، ص73. 
[4]- بوعبد الله عبد الحفيظ: فرحات عباس بين الاندماج بالوطنية 1919-1962م، رسالة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، كلية التاريخ، جامعة باتنة، 2006، ص97. 
[5]- يوسف مناصريه: دراسات وأبحاث في المقاومة والحركة الوطنية الجزائرية 1830-1962، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر،2013، ص ص217، 219. 
*- هذا المشروع الذي أسال حبرا كثيرا في البرلمان إن الوسط اليمني واليمين عارضوا هذا المشروع وفي الجزائر تقريبا كل الفرنسيين قد ناهضوا بشدة هذا الإصلاح الصغير أو شبه الإصلاح الذي في الواقع لا يمكنه أن يغير شيئا في الوضعية المزرية ولكن الجزائريين كانوا يضنون أنه الأحسن. 
[6]- حميد عبد القادر: فرحات عباس رجل الجمهورية، دار المعرفة، باب الوادي بالجزائر، ص 85. 
[7]- أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ج3، ص 173. 
[8]- شارل آنري فافورد: الثورة الجزائرية، تر كابويا عبد الرحمان وسالم محمد، منشورات دحلب 2010، ص 136. 
[9]- بو عبد الله عبد الحفيظ: مرجع سابق، ص ص 97، 98. 
[10]- أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ص 181. 
[11]- بو عبد الله عبد الحفيظ: المرجع السابق، ص 99. 
[12]- ناصر بالحاج: مواقف الجزائريين من التجنيد الإجباري (1912-1916) مذكرة لنيل شهادة الماجستير في تخصص التاريخ المعاصر، جامعة قسنطينة، 2004-2005، ص 07. 
انظر الملحق رقم (08)، ص 74. 
[13]- ناصر بالحاج: المرجع السابق، ص 22.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تحميل المبحث الأول من الفصل الثاني PDF

نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق