-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري (المبحث الثاني - الفصل الأول)

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

الفصل الأول: أوضاع الحركة الوطنية قبل نزول الحلفاء

المبحث الثاني: تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

بدأت فكرة الشيوعية بالتسرب إلى الجزائر منذ الحرب العالمية الأولى حيث عثر على منشورات الانضمام للحركة الشيوعية العالمية في منطقة القبائل وبعض المناطق الأخرى كما أن هناك عدة أمثلة تدل على التعاون الشيوعي الإسلامي في الجزائر على حد تعبير وورثام سنة 1922 حيث أن"بروليناريات" إفريقيا الشمالية قد أرسلت مندوبين إلى المؤتمر الذي انعقد في مدينة "تور" حيث انضموا إلى الحركة الشيوعية العالمية كما قام الحزب بنشاطات حثيثة في الجزائر لخلق حزب شيوعي جزائري، حيث بدأ حمل لتجنيد الجزائريين في صفوفه وكان من المجندين: حاج علي عبد القادر(*) ومحمد الأكحل، كما استعملوا أيضا المناشير والإعلانات إضافة إلى الصحافة لنشر أفكارهم بين الجزائريين غير أن الحزب الشيوعي لم يولد إلا بعد سنة 1935 ([1]). 
لمعاينة مقدمة نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية- إضغط هنا
حيث بدأت بوادر تأسيسه أولا عام 1931، وقد أقره الحزب الشيوعي الفرنسي بهدف توقيف الأحزاب الوطنية في الأقطار والمستعمرات الخاضعة للهيمنة الفرنسية والتي بدأت تبتعد عن الحزب الشيوعي الفرنسي وأعضاءه يحملون بقصد نيل الاستقلال والانفصال عن فرنسا، حيث قام مصالي الحاج بالانفصال عن الحزب الشيوعي الفرنسي، وأكد ذلك بقوله لأعضاء حزبه "إننا تركنا الشيوعية الموت وتمسكنا بالوطنية التي هي رمز الحياة". ([2]) 
المبحث الأول: أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب - إضغط هنا
فأجريت إثر ذلك انتخابات الولائية لتمكين الشيوعيين الجزائريين من الإعلان عن سياستهم التي أصبحت أحسن مما سبق رغم أنها أقرب للأوروبيين وقد تخلصت مطالبهم المعلن عنها في برنامج الحزب الانتخابي فيما يلي: 
- إلغاء قانون"لا ند يجينا" والعمل على المساواة في الحقوق السياسية والنقابية على فصل الدين الإسلامي عن الحكومة وكذا المطالبة بحرية الصحافة والهجرة للعمل في فرنسا... 
- الدفاع عن العمال ومطالبهم، الفلاحين الصغار والخماسيين وعن صغار الصناع والتجار وكذا ضد الضرائب المجحفة في حقهم. ([3]) 
لمعاينة المبحث الثالث: تأسيس ج.ع. المسلمين الجزائريين- إضغط هنالمعاينة المبحث الرابع: ظروف انتماء المِؤتمر الإسلامي ونتائجه- إضغط هنا
كما عقد الحزب الشيوعي الفرنسي مؤتمرا سنة 1935 بزعامة "توريز"مدينة "فيلريان"، تم اعتبار نهاية 1935 تاريخ الظهور الفعلي للتيار الشيوعي الجزائري بفعل تبوء بعض العناصر الجزائرية لمواقع قيادية هامة ([4])، حيث سعى الحزب الشيوعي لكسب أنصار جدد من الجزائريين وأقام حزبا شيوعيا خاصا بالجزائر ينفصل انفصالا شكليا عن قيادة الحزب في باريس، وكان من مؤسسيه "عمار أوزﭬان"(*) وعلي بوقرط. 
وقد عقد الحزب مؤتمره التأسيسي الأول في الجزائر العاصمة في نفق أرضي بباب الوواد وذلك في شهر جويلية 1936 ثم شرع بعد ذلك في إنشاء فروعه على مستوى مناطق الجزائر وأسس جرائد باللغتين العربية والفرنسية منها "الجزائر الجديدة" l’Algérie nouvelle "الجزائر جمهورية" l’Algérie republiquable "الحرية" liberté وجريدة الكفاح الاجتماعي(**) la lutte social([5]). 
لمعاينة المبحث الأول: اندلاع الحرب العالمية2 ودور الجزائريين فيها- إضغط هنالمعاينة المبحث الثاني: المواقف الأولية للحركة الوطنية من الحرب- إضغط هنا
وقد كان الحزب الشيوعي مشكلا في أغلبيته من الأوروبيين، بالإضافة إلى مناضلين جزائريين ورغم ذلك فقد كان نشاط هذا الحزب موجها للفئات الأوروبية من المستوطنين ولم يكن له أدنى قبول لدى الفئات الشعبية الجزائرية، وربما يعود ذلك إلى كرههم وعدم تقبلهم الفكرة الشيوعية المتعارضة مع العقيدة الإسلامية. ([6]) 
ولقد تحولت الفدرالية*) الشيوعية إلى حزب شيوعي تشجيعا لانخراط المسلمين فيه لكنه بقي تابعا للحزب الشيوعي الفرنسي وخاضعا للوصاية الخارجية وتركزت مطالبه حول: قيام ثورة للفلاحين ضد الإقطاع والامبريالية(*)، تجاهل قضية تحرير الجماهير من الاستعمار وهذا ما جعله معزولا عن الجماهير ولا يحظى بتأييدها، غير أن الحزب انخرط في الحياة السياسية بعد فترة من تشكيله، وتمكن بفضل قواده من التقرب إلى بقية الأحزاب والقوى السياسية في الجزائر عكس تجربة الفدرالية الشيوعية(**) الجزائرية، حيث كان وسيطا بين تيارات الحركة الوطنية والإدارة الاستعمارية 1936، وكان ذلك بعد وصول الجبهة الوطنية إلى الحكم في فرنسا وتزامن ذلك مع تواجد الحزب الشيوعي الجزائري في تجمع المؤتمر الإسلامي (1936-1937) فتقرب إثر ذلك من المنتخبين المسلمين ومن جمعية العلماء المسلمين، وفي المقابل قاطع الحزب الشيوعي حركة مصالي ووصفها بالشغب والعمالة للفاشية(***) الدولية. ([7]) 
من أبرز الحركات الوطنية في الميدان التربوي والديني والثقافي، وحق السياسي ظهرت في تلك الفترة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تأسست في 5 ماي 1931 بعد أن بلغ عمر الاستعمار الفرنسي في الجزائر قرنا كاملا. 
ويعود سبب تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 5 ماي 1931 بسبب احتفال الفرنسيين في فرنسا بقرن من الاحتلال الفرنسي للجزائر. 
لذلك جاءت المناسبة لإرضاء الشعب الجزائري وعدم شعوره بالحرقة أمام احتفال الفرنسيين بمائة سنة من الاحتلال. 
لم تنشأ جمعية العلماء المسلمين الجزائرية هكذا فلقد كان لها هدفها وبرنامجها وأسسها الداخلية لتسيير بقاء وصمود برنامج الجمعية أمام تلك الظروف. 
من اليسير أن تثبت أن الجمعية لها نشاطات في الميدان التربوي والديني والثقافي لكن من العسير أن تثبت أنها قد خاضت الأمور السياسية، ولنثبت هذه الحقيقة لا نبتعد كثيرا عن برنامجها الواضح (الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا) فالاعتراف بأهمية العلماء في إظهار ولادة عمل جديد ساعد على خلق حدث تاريخي في الجزائر وفي بلدان تعتبر الإسلام سندا قويا لبعث قوة الثورة، حقيقة أكيدة. 
واستكمالا لمشروع الجمعية بإحداث قومية عربية، كانت لها مشاركات فعالة في تبليغ صوت الأمة الجزائرية العالمي الشرق والغرب، والإعراب عن رغباتها ومطالبها عن طريق زعمائها في جلب الدعم العربي للثورة التحريرية من خلال علاقاتهم الواسعة داخليا وخارجيا في العالم العربي والإسلامي. إن أهمية اللغة والإسلام في الثورة، جعل من العلماء بمثابة رسل لها، وإذا لم يتحمل الإبراهيمي أولوية جبهة التحرير، فإن الوتيلاني والمدني هما السباقين للوقوف معها وبذلك نقول أن كل من يخرج من المدرسة البادسية كان حقا رمزا للثورة. 
*- الحاج علي عبد القادر ولد في دوار سعادة فرقة أولاد سيدي ونيس قرب غليزان كان عصاميا تعلم بنفسه وأنشأ متجرا للآلات الحديدية بمعسكر هاجر إلى باريس بين 1905 و1910، دخل الحزب الشيوعي الفرنسي وأصبح عضوا في الإدارة ورئيسا لإحدى خلاياه، كان خطيبا باللغتين، وقدرته وجه وطلب منه أن يدخل معه إلى الحزب الشيوعي ليكون سندا له فرفض مصالي العرض، بقي دائم الصلة مع مصالي بعد خروجه من الحزب الشيوعي ومن النجم سنة 1929، شارك سنة 1933 مع منصوري في لجنة الدفاع عن الجزائريين التي كانت تضم التجار المهاجرين وكانت تدعو إلى الاندماج توفي في باريس في ماي1949 على الأرجح، وقد كان من الناحية التجارية ناجحا وكان من أثرياء المهاجرين 

الهوامش: -------------------------------

[1]- أبو القاسم سعد الله: الحركة الوطنية الجزائرية، مرجع سابق، ص ص 332،334. 
[2]- بوحوش عمار: مرجع سابق، ص 282. 
[3]- بن عقون عبد الرحمان بن إبراهيم: الكفاح القومي والسياسي (1920-1936)، ج1، المؤسسة الوطنية للكتاب 1984م، الجزائر، ص93. 
[4]- خيثر عبد النور: مرجع سابق، ص ص284،285. 
*- عمار أوزقان (1910-1980) ولد في عائلة تنتسب إلى الخزازقة (القبائل) مدينة الجزائر وكان موظف بالبريد فشغل عدة مناصب نقابية والتحق بالحزب الشيوعي انفصل عنه ومارس أعضاء جبهة التحرير الوطني. 
[5]- مومن العمري: المرجع السابق، ص46. 
**- جريدة الكفاح الاجتماعي، صدرت هذه الجريدة بين سنتي (1909-1935) وقد خلقت جريدة العامل التي صدرت بين سنتي (1906-1909). 
[6]-ben khadda.ben youcef :les origines du 1er novembre.1954.édition dahlab.1989.P56. 
*- الامبريالية: هي مرحلة من مراحل الرأسمالية بل آخر هذه المراحل وهي نسق عالمي يشتمل على ثلاثة أقطاب فيعتبر سمير أمين أنها عاشت فترة ازدهارها حتى الحرب العالمية الأولى وتحالفت في مستعمراتها مع البورجوازية الزراعية والشريحة الفيودالية 
**- الشيوعية: هي علم تحرير البروليتاريا. 
***- الفاشية: هي اصطلاح الفاشية Fascism مشتق من الكلمة الإيطالية Fasces وهي تعني حزمة من الناس طحنتهم القوة المتنامية للأعمال الضخمة من جهة والنفوذ المتزايد للعمال الموجهة من جهة أخرى. 
[7]- خيثر عبد النور، مرجع سابق، ص ص 290،291.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------
تحميل المبحث الثاني من الفصل الأول PDF
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

1 التعليقات: