-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

أوجه التشابه - الفصل الرابع: أوجه التشابه والإختلاف ما بين الأوراس والأطلس المغربي - الأوراس والأطلس المغربي خلال القرنين 19 و20 -

الفصل الرابع: أوجه التشابه والاختلاف ما بين الأوراس والأطلس المغربي

------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المبحث الأول: أوجه التشابه 

المطلب الأول: الإطار الجغرافي والتاريخي 

1- الموقع 

إن إفريقيا الشمالية المشتملة على المغرب الأقصى والجزائر وتونس وحدة جغرافية إقتضتها مجموعة جبال الأطلس، ووحدة جنسية آهلة بالأمازيغ([1]) والأطلس الصحراوي هو الامتداد الشرقي للأطلس الأعلى المغربي، إذ يوجد بها مراع جميلة بين غابات العرعار والصنوبر والسندروس بالإضافة إلى كثرة ينابيع الماء Fontaines وتستعمل في سقي البساتين وفي ري القرى التي يرجع تأسيسها إلى عهد قديم جدا([2]). 
كانت الجبال تستخدم ملاجئ للسكان الذين كانوا يحسون أنهم فيها أحسن دفاعا ضد الهجمات المباغتة وضد النهب في الأراضي المنبسطة، وأن مجاري المياه الآتية من الأطلس الأعلى والتي تصب في الصحراء هي السبب في ازدهار الواحات الجميلة بجنوب المغرب، أما في الجزائر فإن واحات الحاشية الصحراوية وهي تعتمد على الوديان التي تخرج من الأطلس الصحراوي، أو على أحواض باطن الأرض التي تزود المياه من نفس المصدر، حيث الوديان تغادر الأوراس وجبل شاشار وسطوح النمامشة، وأنها تكون مجموعة متناسقة إلى حد ما([3]). 
تعتبر السلسلة الجبلية لكل من الأوراس والأطلس المغربي Deren كحواجز ضد غزاة الشمالComme des barrières devant les envahisseurs du nord»»([4]). 

2- التسمية 

أطلق اليونان اسم ليبيا على القسم الشمالي من إفريقيا الآهلة بالبيض، وقابلوا بينه وبين الصحراء بلاد الأحابيش السود، وقبل أن يكون لفظة إفريقيا Africa نفس المدلول الذي كان لكلمة ليبيا، استعملتها روما للدلالة على المقاطعة الموافقة لشمال شرقي البلاد التونسية، ثم أصبحت كلمتا إفريقيا وليبيا فيما بعد تعنيان القارة كلها([5]). 
سمى العرب النازحون من الشرق كل البلاد الكائنة غربي مصر جزيرة المغرب، وبصيغة أدق سموا أقصى غربي المغرب المغرب الأقصى، وأفضل تسمية هي بلاد الأمازيغ إذ أن سكانها يكاد يكون جميعهم من الأمازيغ. ولم يطلق الأمازيغ اسم البربر على أنفسهم بل أخذوه من دون أن يروموا استعماله عن الرومان، الذين كانوا يعتبرونهم أجانب عن حضارتهم وينعتونهم بالهمج Barbari، ومنه استعمل العرب كلمة برابر وبرابرة. 
أطلق اليونان على جميع إفريقيا الشمالية اسم الليبيين أو اللوبيون Les libou، واستعمل القرطاجيون والعبرانيون نفس التسمية، وكذالك الرومان فقد عمموا اسم الموريون على جميع سكان شمال إفريقيا([6]). 
لقد تم تعميم اسم الأطلس المطلق أصلا من طرف القدماء على القمم المكسوة بالثلوج التي تنتصب وسط المغرب، وفيما بعد من طرف بعض الكتاب اللاتين للحديث عن كل الكتلة الجبلية التي تخترق شمال إفريقيا([7]). 
فبحوث علماء الأنثروبولوجيا واللسانيات والآثار قد أثبتت عدة من الظواهر المهمة منها التشابه والقرابة في الخلقة بين سكان شمال إفريقيا، منها وجود الشقر بأرض شمال إفريقيا، وهم يذكروننا بشرق وشمال أوربا، ومنها التشابه الموجود بين أقدم صناعات العهد الحجري القديم([8]). 
هناك في شمال إفريقيا توجد عدة مجموعات بشرية يمكنها أن تتكلم لغة واحدة بعينها. وأن تعيش عيشة واحدة وتعتقد نفس الاعتقادات، وأن سكان شمال إفريقيا، لم يحدث فيهم منذ العهود التاريخية تغيير عميق بعناصر أجنبية، وليس ما يؤكد أن الغزاة استعمروا هذه المنطقة إستعمارا واسعا([9]).

الفصل الرابع: أوجه التشابه والاختلاف ما بين الأوراس والأطلس المغربي
المبحث الثاني: أوجه الاختلافالمطلب الأول: الجانب التاريخي والجيوسياسي Geopolitiqueالمطلب الثاني: نقد الكتابات التاريخية العربية والأجنبية عن الأمازيغالمطلب الثالث: المخزنالمطلب الرابع: الظهير البربريالمطلب الخامس: المقاومة

3- اللغة 

يمكن القول إن العلاقات بين سكان مناطق شمال إفريقيا قد تكونت منذ عهد مبكر، وانتشرت في جميع الجهات لغة واحدة، هي اللغة التي انحدرت منها اللهجات الأمازيغية. ولاشك أن المجموعات السكانية التي تطلق عليها القبائل قد نجمت عن ضرورات الدفاع والهجوم، وبعد مدة من ذلك تكونت دول وحدت مختلف المناطق([10]). 
إن وحدة إفريقيا الشمالية ظهرت قديما في ميدان اللغة، وهي باستعمال لهجات متقاربة، تكون مجموعتها المسماة اصطلاحيا الليبية، وهي مصدر اللهجات الأمازيغية الحالية، وإن الأمر يدل على أن اللغة الأمازيغية استقرت في جهات جبلية أصعب منالا على الغزاة، بينما استسلمت في جهات أخرى إلى لغة أكثر مسايرة للضرورات الإجتماعية([11]). 
يتحدث أهالي شمال إفريقيا اللغة الأمازيغية التي تتشعب إلى عدد كبير من اللهجات، وغير أن التشابه الموجود في الجهاز النحوي، وفي العديد من الجذور لا يساعد على الشك في كون هذه اللهجات تنتسب للغة الأم، وقد انتشرت هذه اللغة خارج منطقة شمال إفريقيا وبالصحراء، من واحة سيوه إلى المحيط ووصلت إلى السنغال والنيجر. 
توجد بضع مئات من النقوش الليبية التي ترجع لعهد ملوك نوميديا... وهي مكتوبة بأبجدية تشبه كثيرا أبجدية الطوارق، وكثير من هذه النقوش يوجد به لفظ وقع تفسيره وهو "Ou" "أو" ومعناه "ابن" لا يزال مستعملا في لغة الأمازيغ، وأن قسما كبيرا من هذه النصوص قد حرر باللغة الليبية([12]). 
أما القديس أوغسطين Saint-Auguestin فيذكر من ناحية أخرى أن عددا كبيرا جدا من القبائل تتكلم لغة واحدة بعينها([13]). 
ليس فقط في الأوراس يوجد البيض، كذلك أشخاص سمر، ويوجد أيضا أعداد كبيرة من المغرب حتى طرابلس، في القبائل وفي الميزاب، وكثير من الأماكن من النوع الأبيض وعيون زرقاء، ويرسمون صليبا في أسورة معصمهم Bracelet وعلى منسوجاتهم وأيضا على جبهاتهم، الأمازيغ من النوع السامي أو السمر([14]). 
فمهما كان بعض المغاربة ناطقين بالعربية، فإن ذلك لا ينفي كونهم أمازيغ أصلا، بدليل تواجدهم على هذه الأرض منذ ما قبل التاريخ([15]). 

4- السكان 

الأمازيغ يقطنون بالجبال ويتمتعون بقدر كبير من الحرية، كانوا يعملون بكد ومستقيمون وشجعان لا يقهرون، وهؤلاء يعيشون في سلسلة الأطلس، فهم أكثر اقترابا من بعضهم وأكثر تماسكا([16]). 
ما فتئ العنصر الأمازيغي الذي يقيم في مناطق ذات تضاريس صعبة والجبلية العالية، ومنذ قرون يشاهد من أعلى هذه القمة مختلف غزاة إفريقيا، فإن هذا يرجع الميزات التي يتمتع بها هذا العنصر الصبور العامل المكابد، وإلى طبيعة الأرض القاسية التي استطاع هذا الشعب أن يحولها لخدمته([17]). 
يقول Herodot إن الليبيين هم أصح من عرف من الرجال، ويضيف Saluste عن الأهالي قائلا: »أهلها أصحاء الجسم، خفاف، أقوياء على العمل، يكادون جميعا يموتون من الشيخوخة، إلا من يسقطون بحد السيف أو تمزقهم أنياب الوحوش، إذ يقل منهم من يموت مرضا». ويقول Apien: »النوميديون أقوى الليبيين، وهم أطول أعمارا من بين أولئك الذين يعيشون طويلا»، وMassinissa مات عن تسعين عاما. وقد قيل أنه ولد له ابن وهو في السادسة والثمانين، وأنه كان لا يزال يركب فرسه قبل موته بسنتين([18]). 
أول الشعوب التي فتحت واستقرت في شمال إفريقيا عبر العصور التاريخية هم الفينيقيين Phéniciens الذين عرفوا البحرية والتجارة، ولكن الفينيقيين لم يبتعدوا أبدا على السواحل، وعلاقتهم مع المجتمع المحلي في حدود علاقاتهم التجارية، ولم يقوموا بأي عمل احتكاكي مع الإثنية في الجزائر، والأمازيغ قاوموا بكل حيوية الغزاة([19]). 
الأمازيغ ينزعون إلى الاستقرار، ويميلون إلى الحرية، وأنهم ينحدرون من أصول عرقية شمالية، أعينهم زرقاء وشعرهم أشقر، ونزوعهم الأبدي إلى الاستقلال، و قد لعبت الخصائص التضاريسية لبلادهم دورا أساسيا في حمايتهم من السيطرة الأجنبية([20]). 
كثيرا ما نشاهد في مجتمعات شمال إفريقيا شعر أشعر وأصهب، كما نشاهد عيونا زرقاء وخضراء، وبشرات بيضاء وشاحبة اللون تحمر بالشمس، ويكثر عددهم خاصة في بلاد القبائل الكبرى والأوراس([21]) بالإضافة إلى الشعر الأحمر Les cheveux roux([22]). 
إن تواجد العنصر الأبيض في إفريقيا الشمالية، يرجع إلى العصور القديمة، ويؤكد ذلك رواية Saluste([23]) ويشبهون جسديا الجرمان، لهم وجه دائري، جبهة عريضة، عيون زرقاء، شعر أحمر وبشرة بيضاء([24]). 
توجد قبائل تحمل نفس الأسماء مستمدة من ظروف حياتها، وربما كان الأفرن من سكان المغاور أو منسوبة إلى طوطم يحميهم. وبما أن تشابه الأسماء كان بالنسبة إلى القادمين من المشرق الدليل المرجح لثبوت النسب، فإنهم وجدوا في قبائل تتحد في الاسم الأحفاد المنحدرين من جد واحد، وقد شتتتهم صروف الحدثان، ومنها ما كان يعيش في شرق المغرب، ومنها ما كان يعيش في غربه، ومن بينها من استوطن تخوم السودان والآخر استقر بجبال التل([25]).
الفصل الثاني: عادات وتقاليد أمازيغ الأوراس
المبحث الأول: مكانة الأرض عند أمازيغ الأوراس
المطلب الأول: الطوبونيميا La Toponymieالمطلب الثاني: أهمية الأرض لدى أمازيغ الأوراسالمطلب الثالث: التضامن والتكافل لدى أمازيغ الأوراس

المطلب الثاني: مكانة الأرض عند الأمازيغ 

1- الطوبونيميا La toponymie 

الكثير من أسماء الأشخاص لها سمة أمازيغية، والعديد من هذه الأعلام ينتهي بخاتمة "An" مثل Altisan، Esputredan، Guenfan، Imstan، Manonasan، Sidifan، وكذلك أبركان*، ومعناها: حاله كونه أسود Etant noir والذي هو أسود Celui qui est noir، كما أن أعلاما أخرى تنتهي بخاتمة "In" مثل: Autufadin، Cutin، Garafin، Marzin، Sanzin، وغير ذلك([26]). 
وكذلك تنتهي بخاتمة "Asen" مثل Hisdreasen، Ielidassen، Macurasen، Manzerasen وقد بقيت هذه الصيغ حية في أرض شمال إفريقيا، وحتى في العهد الإسلامي مثل: بلكين، تاشفين، يغمراسن، ونجد Adrar في المفرد وIdraren في الجمع، ولا يزال الأطلس يسمى اذرارن على لسان ساكنيه، وThala معناها عين الماء في الأمازيغية([27]). 
أما لفظ Tasaccora وهو اسم لمدينة وواد يقعان بولاية وهران، ويذكرنا باسم Tasekkourth أي طائر الحجل. 
Agoursel: معناه نبات الفطر. 
ثاملالث Thamallalth: أي البيضاء، ونجد كذلك كثرة الأسماء التي تبتدئ بحرف th ث مثل Thabraca، Thagaste، Thamugadi، Thamascalitin، وهذه الأمثلة التي سبق ذكرها هي أسماء لأماكن متناثرة في المغرب والجزائر وتونس([28]). 
فيمكن أن نستنتج أن مدى انتشار اللغة الليبية كان يشمل أرض شمال إفريقيا. 

أسماء متعلقة بالإنسان: 

أوراغ: وتعني الأصغر([29]) Ouragh 
أزوقاغ = أزيامي = الأحمر 
أملال = الأبيض([30]) 
Argaz : الرجل 
Tad : الأصبع 
Dhar :الرجل 
Fous :اليد 
Foud :الركبة 
Ighill :الذراع 
Askiou :العبد 
Thit, Hit :العين 
Imi : ([31])الفم 
Heslith :العروس, Asli : العريس 
Ul :القلب 
Ikhf :القمة، الرأس([32]) 
Ou : Fils de :ابن 
Ait, nait : fils de : أهل 
Amghar : ([33]) القائد 

أسماء الحيوانات: 

Agarzizet : الأرنب 
Gazit : الدجاج 
Jouraf : الغراب 
Iis, Ayyis : الفرس 
Aserdoun : البغل([34]) 
Afounas : البقر 
Iker : الخروف 
Ar, Izem chez les marocains : الأسد 
Thasekkourth : الحجل([35]) 
Izimmer : صغير الخروف 
Atbir : الحمام 
Usshen : الذئب([36]) 
Aghrda : الفأر 
Izan : الذباب([37]) 
تغات: الماعز 
تيمغراس: (الذبح) ([38]) 

أسماء الأماكن: 

Adhrer, Adrar : الجبل 
Thala, Hala : بركة، حوض مائي 
Haddarth : المنزل ([39]) 
Aghbalu : source هي منطقة تابعة لولاية المدية، ينبوع 
Azru : الحجر 
Tizi : ثنية 
Targa : ساقية ([40]) 
Zawiya : زاوية 
Ayt : les ayt : أهل 
Tawrirt : تلة ([41]) 
Asawn :الصعود 
Isawalan : يرجع الصدى 
Aghzut :حديقة بجانب الواد 
Ighzer amalal : الواد الأبيض 
Ighzer : الواد 
Titt, source : ينبوع ([42]) 
Anu : حوض مائي 
Iffri : مغارة، كهف ([43]) 
Aman : الماء 
Amalu : Ombre ≠ Sumarالغرب 
Tazart : تين جاف 
Tasraft : المطمورة ([44]) 
Ibauen *: الفول 
Azamour** : الزيتون 
إفران: الكهف 
تاغوست: توجد بمنطقة الأوراس بالقرب من بوزينة وتطلق أيضا على مدينة سوق أهراس Thagaste. 
تيط: عين([45]) 
تازارث: تين جاف 
أزمور: الزيتون 
تاغيت: مضيق بين مرتفعين، وتعني المنفذ 
تفلفلت: الفلفل 
توريرت: هضبة 
تازا: سهل صغير([46]) 
Targa* : ساقية([47]) 
مما سبق نستنتج أن الطوبونيميا في شمال إفريقيا متشابهة إلى حد بعيد بين المناطق خاصة بين جبال الأوراس وجبال الأطلس المغربي، وتلك المفردات التي سبق ذكرها ما هي إلا أمثلة على ذلك، والتي هي نفسها في كلتا المنطقتين، مما يدل على أصول وهوية المجتمع الأمازيغي الواحدة، وكذلك نجده يطلق أسماء التي تخص أعضاء الجسم على الأرض مثل: إيخف**، فوذ، غيل، تيط، هيغرضين، إيمي، فوس... وهذا دليل على إرتباط الأمازيغ بالأرض.
الفصل الثالث: عادات وتقاليد أمازيغ الأطلس المغربي
المبحث الأول: الأرض كرهان على الحرية لدى الأمازيغ
المطلب الأول: الطوبونيميا La toponymieالمطلب الثاني:أهمية الأرض لدى أمازيغ الأطلس المغربيالمطلب الثالث: التضامن والتكافل لدى أمازيغ الأطلس المغربي

2- الزيتون (أزمور) 

لننظر إلى مختلف الكلمات التي يستعملها الأمازيغ لتسمية الزيتون البري من جهة، ومن جهة أخرى الزيتون البري المطعم. فالاسم الدال على الزيتون البري في اللغة الأمازيغية مشتق من كلمة زبوج في الريف والقبائل والأوراس والفزان*** أما في الأطلس الأعلى فتستعمل كلمة آزمور فقط، وفي الهقار تستعمل كلمة Aleo أليو([48]). 
أما للدلالة على الزيتون البري المطعم فتستعمل كلمة آزمور ما عدا في الأطلس الأعلى، ولهذا نلاحظ أن في لغة الأمازيغ اسم خاص بالزيتون البري المطعم، فيجعلنا نستنتج أن الأمازيغ مارسوا تطعيم الزيتون البري، وما يدعم هذا الاستنتاج أكثر أن للأمازيغ اسم في لغتهم يسمون به الزيتون البري المطعم وهو آزمور، ولعل هذا الاسم كان في البداية يطلق على الزيتون البري بصورة عامة كما هو الحال في الأطلس الأعلى([49]). 
أصبح الزيتون زراعة سياسية للأقاليد* موجهة لإثراء إقليم مملكتهم، وترسيخ سلطانهم، والمعروف أن إنتاج الزيت في نوميديا كان بكميات هامة وكافية([50]) وهي التي كانت سببا في إزدهارها([51]). 
تمثل زراعة الزيتون ميزة كبرى، وأنها الشجرة الأقل كلفة، وتأتي الأولى في هذا المجال، وحتى لو أنها لا تثمر بنفس الكمية وبذات الجودة تباعا كل سنة، فإن إثمارها على العموم يكون جيدا في واحدة من سنتين، ولا تتطلب الكثير من العناية والجهد ويفيض عن الحاجة، ومن هنا أمكن توسيع المساحات المغروسة زيتونا بإفريقيا([52]). 
سواء في فاس أو في آيت فرح بالأوراس فإن الطاحونة الأمازيغية في أصلها قريبة من الطاحونة الرومانية التي نجد نموذجا منها في مداوروش**، وهذا ما جعل الحياة في إفريقيا متيسرة بسبب ازدهار هذه الزراعة المربحة([53]). فالأمازيغ لم ينتظروا قدوم البحارة السوريين ليتعاطوا تربية الماشية والزراعة، كون الكثير من الأمازيغ كانوا مستقرين، ولما انتشرت زراعة الحبوب ربطت هذه الزراعة الانسان إلى الأرض بشدة ،وأنهم اشتهروا في القرن الرابع ق.م بكونهم فرسانا أقوياء وزيادة على الخيول، فإن لهم ثيران يستخدمونها([54]). وأن الأرض عند الأمازيغ شيء مقدس res sacroe كما عند الرومان ([55]). 

3- التضامن والتكافل - التويزة 

تلك بعض مظاهر التضامن والرعاية الاجتماعية لدى الأمازيغ، إلا أن بعضها تراجع خلال الفترة الأخيرة، ولأسباب مختلفة، لكن البعض الآخر منها ظل مستمرا، ويتمسك به السكان إلى اليوم، وأن هذا التضامن والتكافل لدى السكان الأمازيغ، ويبرز أيضا أن التعاون والتآزر الجماعي كأداة فعالة تخفف من حدة الفوارق الاجتماعية والنزاعات الداخلية، بالإضافة إلى أنها تخلق التجانس بين السكان، وهذا التجانس الذي يجعل السكان متماسكين ويقظين باستمرار لمواجهة كل الأخطار المحتملة، وقد تجلى ذلك في الوقوف صفا واحدا أمام الاستعمار الفرنسي([56]). 
نخلص إلى القول بأن مجتمعات شمال إفريقيا هي مجتمعات ترسخت فيها هذه الفضائل النبيلة التي كانت مصدرا من مصادر قوتها ومناعتها عبر التاريخ وزيادة على التويزة نذكر كذلك: في مواسم الحرث والحصاد، بناء المنزل، جني الزيتون، ذبح الثور وتقسيمه على المحتاجين (الوزيعة، وتسمى في المغرب البروك، امورن، الزمام)، السقي الجماعي*، الرعي الجماعي([57]). ومعلوم أن هذا النوع من التعاون الجماعي لا تنفرد به هذه المناطق وحدها بل هو منتشر بين سكان وقبائل المجتمع الأمازيغي. 
فمبدأ التضامن الذي يوحد أفراد العائلة الواحدة يمتد ليشمل الأرض الذي تملكها، ولهذا يحرص العرف بكل الإمكانيات على إبقاء الأرض بين أيدي الشركاء والأقارب والقرية، وكل من يريد أن يبيع ملكيته أرضا كانت أو شجرة أو أي شيء آخر يتعين عليه إعطاء الأفضلية لقريب إلى غاية الانتفاء([58]). 

المطلب الثالث: المرأة والمجتمع والسكن 

1- المرأة 

إن الواقع الذي كانت تفرضه الأعراف في الممارسات اليومية التي تحدد مسار المجتمع المغربي، هذا المسار الذي لا يمكن أن يفهم ولا أن يفسر بمعز عما كانت تعيشه المجتمعات الإسلامية عموما، ومن هذا المنظور نفهم الإقصاء الذي كانت تتعرض إليه المرأة في الإرث أو غيره بسبب قلة وعيها أو بجهلها لحقوقها أو بسبب الضغوط التي كانت تتعرض لها، أو للتهديدات النفسية والجسدية التي كانت تفرض عليها، فأحيانا كانت الأسرة أو القبيلة تلجأ إلى مقاطعتها إذا ما طالبت بهذا الحق([59]). 
وإجمالا فإن الهدف الرئيسي منها لتلبية رغبة الأسرة في المحافظة على الأرض التي هي رمز الخلود والبقاء بالنسبة لكل أسرة أو قبيلة في مجتمع تسيطر عليه الحياة الزراعية والرعوية، وكما يقال »الأسرة التي لا يوجد فيها ولد مهددة بالزوال»([60]). 
من جهة أخرى نجد أن كثيرا من المؤرخين والباحثين الذين اهتموا بدراسة المرأة الأمازيغية، ودورها الكبير في المجتمع، خاصة عندما نرجع إلى التاريخ، ففي العصور الماضية نجد المشارقة كانوا يدفنون بناتهم أحياء، عكس الأمازيغ فنجد المرأة إلى جانب الرجل جنبا إلى جنب، حيث وصلت إلى قيادة بلادها وشعبها، والدفاع عنه ضد الغزاة، فنذكر مثلا لا على سبيل الحصر Mathea Goudry، Germoin Tillion، Theriza Rivière، Fanny Colouna، الذين تأثروا بالملكة الأمازيغية DIHIA، وحتى الكاتب الجزائري كاتب ياسين الذي مجدها في روايته Nedjma، والتي صنعت ملحمة تاريخ الجزائر، وهي رمز للشجاعة والبطولة، والتي بقيت راسخة في الذاكرة الجماعية للأمازيغ، وحتى أنهم وصفوها ب La femme libre، وLa femme citadelle bèrbère. 
هذه المرأة الأمازيغية التي تقوم بأدوار كبيرة سواء في المنزل أو خارجه، والتي تتمتع بحرية* وأخلاقية، من غزل ونسيج، وصنع الخزف والسلال، وتقنيات الزراعة، وتربية المواشي والبناء، وحفظ الأغذية، والألعاب**والفروسية، ألم يحملن السلاح ضد الاستعمار الفرنسي حتى قبل اندلاع الثورة التحريرية مثل لالة فاطمة نسومر وزوجة الصادق شبشوب التي تدعى فاطمة لوصيف من مجموعة إيمباصين Hors de la lois. عكس مجتمعات أخرى الذين يعتبرونها مجرد بضاعة للمتعة ويغلقون عليها بحجة أفكار بالية. 
ألا تستحق المرأة الأمازيغية أن نرفع لها القبعة عاليا؟
المبحث الثاني: المرأة والمجتمع والسكن
المطلب الأول: المرأةالمطلب الثاني: الزواجالمطلب الثالث: القلعة

2- الزواج 

عندما نخرج من الإستثناء لنرجع إلى الممارسة العادية نكتشف أن الزواج النموذجي في شمال إفريقيا، وفي جزء كبير من المشرق، مازال يحدث إلى اليوم مع القريبة التي وإن لم تكن أخته، فهي أشبه بالأخت. عمليا، فإن الأخت المعنية هي في الحقيقة ابنة العم، وتتوفر في باقي بلاد المغرب الكبير للإشارة إلى هذه القريبة، القريبة جدا، ويقال عادة أخواتي وأختي عند الحديث عن بنات العم([61]). 
إن عادة إستخدام هذه الألفاظ القرابية تجذرت بعمق في السلوك إلى درجة أنه عندما جاءت الثورة الجزائرية لتحمس روابط الرفقة، فإن المقاتلين لم يكونوا يتنادون فيما بينهم يا رفاق بل يا أختي، يا أخي، ونجد في هذه المناطق المتوسطية نفسها آثارا لإرادة عنيفة جدا، تتمثل في عدم الرغبة في التواصل، وفي الاحتفاظ بجميع فتيات العائلة لذكورها، وعدم التصاهر مع نسب أجنبي، اللهم إذا ما اقتضت ضرورة ملحة([62]). 
إن السكن بقرب أناس لا تربطك بهم أية روابط دموية أو قرابة شرعية، قد يسبب في إذلالك ولهذا السبب بالذات يتم في جميع الأمكنة تقريبا تدبير جميع الحيلة والعنف لمنع الأجانب من الإستقرار عن قرب وبشكل دائم. وإن الناس يحبون الزواج من إبنة عمهم مثلما يحبون أكل لحم الماشية التي يربونها، ويذبحون ثورا أو خروفا، ويأكلون طعاما جيدا وحفلة تقام كبيرة. ونجد الحب العميق والطمأنينة الداخلية الذين يسببهما ذلك الزواج بين جميع السكان([63]). 

3- القلعة 

ثيقلعين مفردها ثاقليعث Thaglith كلمة أمازيغية منقوشة sculté ومعناها حصن جماعي وفيه مخزن يوجد بالأوراس، وأماكن أخرى بالمغرب الأمازيغي Maroc Bèrbère، ويمكنه أن يعتبر كذلك حقيقة المجتمع الأهلي والمروى فيه في ما مضى Jadis، مخازن الغلال الجماعية لها دائما مهامان، مستودع حقيقي لهذا المجتمع الجبلي الذي يسكن القرى والمداشر Villages الصغيرة([64]): 
- مهام التضامن الجماعي لمساهمة كل فرد على حسب إمكانياته، ولتأسيس احتياطي الغذاء، وتودع في مخزن الغلال à entreposer dans le grenier وتتمثل في الحبوب، العسل، التمر، اللحم الجاف، الزبدة... 
- دور الحماية prévention ثاقليعث غالبا تكون مرتفعة ولها سور وبرج مراقبة لملاحظة حوالي المدينة أو أي تكتل. 
الأوراس كان منذ آلاف السنين ملجأ المضطهدين refuge de persécutes ومقر المقاومة الأمازيغية Foyer de résistance bèrbère وكذلك أيضا محافظ على التقاليد السوسيوثقافية، وهي التي واصلت دورها حتى ليلة أول نوفمبر 1954، ومؤسساتها كانت دائما في كل الأوقات علامة التضامن الاجتماعي، وبطبيعة الحال جلبت انتباه الأوربيين الذين أبدعوا في وصفها بكتاباتهم([65])، حيث وصفها E.Masqueray ب Les petites républiques وتعني الجمهوريات الصغيرة، أي لها نظامها الخاص وتسير من طرف ثاجماعت ولها أمغار (أمقران) قائدا لها ([66]). 

4- القبيلة 

كانت القبيلة تشكل بالنسبة لجل المغاربة إطار التنظيم الاجتماعي، فالفرد كان ينتمي إلى قبيلة معينة، وعلى هذا الأساس كان يصنف من طرف سكان باقي القبائل، أو من طرف الإدارة. وكان سكان القبيلة واعين بأن انتمائهم إلى مجموعة محددة لا يقوم على أساس سلالي، بل على ضرورة التساكن والتآزر الذي كان يقوى مع مرور الزمن([67]). 
فالقبيلة لم تكن في وقت من الأوقات بنية جامدة أو مغلقة، بل كانت تستقبل باستمرار كل قادم جديد قبل أن يربط مصيره بمصيرها، لذلك فإن القبيلة كانت تكبر وتتشعب فتتحول إلى كونفدرالية قبلية واسعة، كما كانت تتعرض للتفكك والتشرذم بفعل الديناميكية الداخلية أو بفعل ضغوط خارجية([68]). 
يظهر أن إستمرار النظام القبلي كان أمرا يلبي مصلحة كل من القبيلة والدولة، فبالنسبة للسكان شكلت القبيلة إطارا اجتماعيا ملائما، إن لم يكن للإنتاج فعلى الأقل لدرء الخطر الخارجي. ففي مناخ سياسي يطبعه غياب الاستقرار، وتأرجح المخزن بين القوة والضعف، كانت القبيلة توفر الملاذ الآمن الوحيد بالنسبة للسكان، أما الدولة من جهتها فإنها لم تجد أفضل من البنية القبلية كإطار ينظم السكان ويوفر لها أداة إدارية وسطية بينها وبين هؤلاء وعلى رأسها الخدمة العسكرية والجباية، وكذلك المخزن استعمل التناقضات القبلية كلما كان ذلك في صالحه، فالقبيلة كثيرا ما كانت تبرز إلى الوجود لتلبي حاجة ملحة للبقاء أو لتجيب على تحد خارجي يهدد مكوناتها([69]). 
إن سعادة المرء في إبقاء جميع أبنائه إلى جانبه بفضل أزواج وزوجات من صلبه، وعن شعور الزهو الذي ينتابه، عندما يحس بأنه محمي بواسطة عدد أفراد أسرته وتلاحمهم، وأن الخبز المهيأ داخل المنزل من طرف نساء العائلة بالقمح الذي استخرجه الأب من أرضه([70]). 
يقول E.Masqueray: «Chaque tribu gardait son autonomie»، والقبيلة الأمازيغية تعتبر فيدرالية المدن والقرى التي تنتمي وتنعش بلا شك بالروح الديمقراطية، والتي تتميز بالغنى والشجاعة والثقافة الزراعية ([71]). 

المطلب الرابع: القوانين العرفية 

1- الجماعة، ثاجماعث، Djmaa 

لقد تطابقت وجهات النظر بين المدنيين والعسكريين الفرنسيين حول تاريخ الأمازيغ التي ربطها هؤلاء بتشابه أعراف وتقاليد الأمازيغ سواء في الجزائر أو المغرب الأقصى حيث أكدوا على أهمية هذه الأعراف وحيويتها بالنسبة للمجتمع الأمازيغي بصفة عامة([72]). 
من مهام ثاجماعث وأهميته هو منع الشر والأمر بالخير «Empéché le mal et ordonné le bien» ([73])، كيف كان باستطاعة جماعة القبيلة فرض إحترام الأعراف؟ 
كانت الجماعة بكل من قبيلتي آيت بها أويحي وآيت بو بكر، تستند إلى الضغط المادي كوسيلة لجعل أعراف القبيلة نافذة المفعول، ويتجلى هذا الاختيار بوضوح من خلال كثرة ذكر الأوفاق العرفية لكل من مصطلح الغرامة والإنصاف والعشاء([74]): 
فالغرامة كان يقصد بها قدرا ماليا يطالب الجاني بتسديده تعويضا للمعتدى عليه، وقد كانت الجماعة تحرص على تحديد قدر الغرامة وشكلها بكيفية دقيقة، كما يتبين من أعراف قبيلة آيت بها أويحي، ففي حالة جريمة القتل كان الجاني يجبر على أداء قدر الدية الذي كان يرد في الأوفاق العرفية معادلا لقدر الأنصاف كتعويض مالي لأقارب الضحية. أما في حالة الضرب والجرح، فقد كانت الأعراف تولي أهمية لتكاليف العلاج، ولدرجة العجز الذي يلحق المصاب في تقديرها للتعويض المالي. 
أما الإنصاف فكان يقصد به في الأوفاق العرفية ذعيرة* نقدية كان يلزم بأدائها لآيث الربعين، كل من خرق عرفا من أعراف القبيلة، وقد كان تقدير قدر الإنصاف تابعا لدرجة خطورة الجريمة. 
العشاء معناه في الأوفاق العرفية ذعيرة بالمال العين، وقد كانت تتمثل في تقديم الجاني وجبة عشاء لآيت الربعين، كان تحديد نوعها ومقاديرها يتم طبقا لعرف القبيلة([75]). 
بالإضافة إلى ذلك إعطاء الأمان وإيمقرانن هم الذين يقررون([76]). 

2- الأعراف (الأزرف) 

مؤسسة ثاجماعث هي السلطة الحاكمة والوحيدة في النظام الاجتماعي لدى الأمازيغ([77])، ومؤسساتهم التي تعتبر نموذجا خالصا عن الحكم الديمقراطي وهي قريبة الشبه من مؤسسات المتروبول، وكذلك عاداتهم العرفية([78]). 
لقد أجرى الفرنسيون الدراسات الخاصة بالقوانين العرفية لمعرفة أساليب معالجة النزاعات والإدعاء، ضمن إطار تاريخي يشمل جميع السكان الأهالي والنماذج القانونية فيها، فمعرفة توزيع وكيفية استخدام الأساليب المختلفة لحل المنازعات الفردية منها الإدعاء والثنائية التفاوض وثلاثية الأطراف (الوساطة، التحكيم، إصدار الحكم) هي أمر أساسي لتفهم الاتجاه التطوري للقوانين([79]). 
حيث تعلق المجتمع الأمازيغي بأنظمتهم العرفية تعلقا شديدا، ويريدون جماعات منتخبة، وبالتحديد فإن صحبة هؤلاء السكان للجمعيات المحلية (ثاجماعث) التي تشبه مجالسنا البلدية([80]) وفسر هؤلاء المؤرخون أن هذه المجتمعات التي لها أعرافها الخاصة بأنها تعيش اقتصادا بسيطا يعتمد على أسلوب التفاوض كطريقة لحل المشاكل، وقد احتفظ الأمازيغ بالعادات القديمة، هذه العادات التي أصبحت عرفا وقانونا ينفذه رجال الجماعة([81]) ويسميهم E.Masqueray: «Les imokranens de village» ([82]). 
المجتمع الأمازيغي حافظ إلى يومنا هذا على حريته واستقلاله، وأنهم شديدوا التمسك بأعرافهم وتقاليديهم، وهذا التنظيم المحلي خاصية يشترك فيها كل المجتمعات الأمازيغية (الإثنية) حيث أمكن للأمازيغ الإفلات من السيطرة الأجنبية، حيث ذلك التنظيم حاضر في صورة جمهوريات صغيرة مجتمعة في اتحاديات محدودة الامتداد([83]). وأن هذه الأعراف ترتقي إلى الأعراف الرومانية*.. ويقول Agéron عنها أنها أعراف تشتم منها رائحة العدالة والرحمة([84]). 

3- فوائد الأزرف (الأعراف) 

في مجال العقوبات الجنائية، مثلا عند الأمازيغ لا تعتمد على العقوبات الجسدية، من السن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص التي ظهرت بالمشرق أيام حمو رابي قبل الميلاد، بل تعتمد على العقوبة بالمال أي أداء الغرامة عن كل جرم ارتكبه الشخص، وأكثر من ذلك لا توجد عقوبة الإعدام لدى الأمازيغ، بل إن أقصى عقوبة لديهم كانت النفي** أزواك([85]). 
إن ملكية الماء والمراعي كانت مشاعة لدى الأمازيغ وربما جاءت أرض الجموع في المغرب، وتسير تلك الأملاك المشاعة بأعراف منها أكدال، وكذلك أشكال الملكية وانتقالها. وفي المجال السياسي تسير الشؤون العامة بنوع من المبادئ الديمقراطية، يلعب فيها إنفلاس، أو آيت أوربعين دورا أساسيا، في حين أن المشارقة يميل إلى الحكم الاستبدادي، وهذا ما يفسر تبني الأمازيغ بعد ثورة 122ه بقيادة ميسرة المدغري المذهب الخارجي في بداية إسلامهم دون غيره من المذاهب الإسلامية الأخرى. 
حيث إهتم الكثير من الباحثين الأوربيين خاصة Hanoteau وEmile Masqueray... بالأعراف الأمازيغية وجمعها ومقارنتها، وهذه الدراسات التي تحتفظ بنصيب مهم من المصداقية، خصوصا من الناحية الإجرائية والميدانية، والأبحاث المنجزة الغنية كميا والمتنوعة كيفيا، والتي تشكل المنطق لأي دراسة في هذا المجال. ([86]) 
أثبت التاريخ أن الأمازيغ كونوا مقدرة على الاحتفاظ بهويتهم، حيث استمرت القوانين والأعراف التي وضعوها وعاشوا في ظلها منذ تواجدهم على هذه الأرض عبر آلاف السنين، وعبر قناة اللغة الأمازيغية في العديد من المجالات إن لم يكن في أغلبها، بالرغم من تعاقب التيارات الغازية والشعوب الوافدة التي احتلت أراضيهم([87]). لقد زعم بعض الكتاب والسوسيولوجيين غير المسؤولين والمتهورين، أن على السياسة الفرنسية في المغرب أن ترتكز على الأمازيغ لكونهم أوفياء، ولأنهم لا يعيرون الإسلام اهتماما ويكنون العداء للعناصر العربية بالمدن والسهول الذين تجذر فيهم الإسلام، وأن فرنسا تلعب ورقة التفرقة إعتمادا على الحزازات العرقية، وباختصار نادى هؤلاء باستعمال المقولة الرومانية "فرق تسد"، وهي رؤية خطيرة، أو على الأقل تتسم بنوع من الرعونة([88]). 

الهوامش: ----------------------

([1]) Julien, Opcit, p 11. 
([2]) Gsell, Opcit, pp 30,31. 
([3]) Ibid, pp 41-137. 
([4]) Emile Masqueray, Opcit, p 3. 
([5])Julien, Opcit, p 11. 
([6])Ibid, p 12. 
([7])- شارل دي فوكو، مرجع سابق، ص 30. 
([8]) Gsell, Opcit, p 228. 
([9]) Ibid, pp 229, 231. 
([10]) Ibid, pp 43, 44. 
([11]) Julien, Opcit, p 66. 
([12]) Gsell, Opcit, pp 251, 252. 
([13]) Ibid, p 254. 
([14]) Alexendre Papier, Opcit, p 5. 
([15]) ناصر الدين سعيدوني، مرجع سابق، ص 200. 
([16])بيليسي دورينو، مرجع سابق، ص05. 
([17]) فليب لوكا، مرجع سابق، ص 186. 
([18]) Gsell, Opcit, p 155. 
([19]) Houdas Octave, Opcit, pp 29, 30. 
([20]) Agéron (Ch.R), Opcit, p 494. 
([21]) Gsell, Opcit, pp 239, 240. 
([22]) Ernest Follot, Opcit, p 22. 
([23]) Houdas Octave, Opcit, p 21. 
([24]) Emile Masqueray, Opcit, p 27. 
([25]) Julien (Ch.A), Opcit, p 28. 
* أبركان: ويدعى كذلك أغقال، تجدها عند أمازيغ منطقة تبسة. 
([26]) Gsell, Ibid, p 254. 
([27]) Gsell, Opcit,, p 255. 
([28]) Ibid, pp 255, 256. 
([29]) Archives Bèrbères, Opcit, p 418. 
([30]) محمد الهادي حارش، مرجع سابق، ص 154. 
([31]) Gustave Mercier, Opcit, p 3. 
([32]) خديجة ساعد، مرجع سابق، ص17. 
([33]) Henri Terasse, Opcit. p 12. 
([34]) Gustave Mercier, Opcit, p 3. 
([35]) محمد الهادي حارش، مرجع سابق، ص 154. 
([36]) André Basset, Opcit, pp 82, 123. 
([37]) Archives Bèrbères, Opcit, p 418. 
([38]) مارامول، إفريقيا، ج 3، مرجع سابق، ص 186. 
([39]) Gustave Mercier, Opcit, p 4. 
([40]) Archives Bèrbères. Opcit, p 418. 
([41]) Mathèa Gaudry, Opcit, pp 275, 277. 
([42]) André Basset, Opcit, p 82. 
([43]) Archives Bèrbères, Ibid, p 418. 
([44]) Archives Bèrbères, Opcit, p 418. 
* إيباون: Ibauen: يعرف الفول عند الأمازيغ من سيوة إلى المغرب. Voir : Camps, p 106 
**ازمور : مجال إنتشار الاسم يمتد من مصر إلى المغرب Voir : Camps, p 114. 
([45]) André Basset, Opcit, p 82. 
([46]) Shamy Chemini, Opcit, pp 66, 67. 
*تارقة. توجد أيضا بمدينة عين تيموشنت وتحمل نفس الاسم تارقة. 
([47]) Archives Marocaines, Opcit, p 418. 
** إيخف: يوجد في منطقة الأوراس عدة أسماء لا على سبيل الحصر فمثلا عند الصعود إلى ناره نجد ذلك النتوء الجبلي الذي يحمي ناره طبيعيا يدعى إيخف أوخنفوف. 
*** الفزان: منطقة بليبيا ويتحدثون الأمازيغية. 
([48]) هنري كامبس، فابر، مرجع سابق، ص 18. 
([49]) مرجع نفسه، ص 19. 
* أقاليد: جمع إقليد وتعني الملوك الأمازيغ. 
([50]) هنري كامبس فابر، مرجع سابق، ص 30. 
([51]) Gsell, Opcit, p 149. 
([52]) هنري كامبس فابر، مرجع نفسه، ص 23. 
** مداوروش Madoros: دائرة تابعة إداريا لولاية سوق أهراس، ويتكلمون الأمازيغية، وهي مسقط القديس أغسطين Saint-Auguestin، حيث توجد بها أول جامعة في إفريقيا. 
([53]) مرجع نفسه، ص ص65، 86. 
([54]) Gsell, Ibid, pp 201, 173, 139. 
([55]) Hanotean, Letourneux, Opcit, p 246. 
([56]) عبد المجيد القدوري، مرجع سابق، ص 166. 
* يسمى في مناطق الجنوب خاصة في غرداية وأدرار بالفقارة، وكذلك نجده في المغرب الأقصى. ويدعى توالت. 
([57]) مرجع نفسه، ص ص162-167. 
([58]) Hanotean, Letourneux, opcit, pp 402, 410. 
([59]) عبد المجيد القدوري، مرجع سابق، ص 150. 
([60]) مرجع نفسه، ص 150. 
* حرية المرأة: لا يقصد بها حرية المرأة الغربية الإباحية. 
** الألعاب: في مناسبة تافسوث النساء يشكلن فريقين للمباريات بينهن. 
([61]) Germaine Tillion, Opcit, p 85. 
([62]) Ibid, p 86. 
([63]) Ibid, p 87. 
([64]) Haddad Mostèfa, Opcit, p 537. 
([65]) Ibid, p 538. 
([66]) Emile Masqueray, Opcit, p 167. 
([67]) محمد المنصور، مرجع سابق ص 23. 
([68]) مرجع نفسه، ص 24. 
([69]) مرجع نفسه، ص 26. 
([70]) Germaine Tillion, Opcit, p 88. 
([71]) Emile Masqueray, Opcit, pp 168, 169. 
([72]) بوضرساية بوعزة، سياسة فرنسا البربرية في الجزائر، 1830-1930 وانعكاساتها على المغرب الكبير، دار الحكمة، الجزائر 2010، ص300. 
([73]) Emile Masqueray, Ibid, p 76. 
([74]) علي المحمدي، مرجع سابق، ص66. 
* ذعيرة: هي مبلغ مالي (نقدي) تحدد من طرف ثاجماعث. 
([75]) علي المحمدي، مرجع سابق، ص66. 
([76]) Emile Masqueray, Opcit, p 81. 
([77]) Hanoteau, Letourneux, Opcit, p 135. 
([78]) Charles Robert Agéron, Opcit, pp 551, 512. 
([79]) أحمد توفيق المدني، كتاب الجزائر، ط2، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر 1984، ص344. 
([80]) Agéron (Ch.R), Ibid, pp 15, 519. 
([81]) أحمد توفيق المدني، مرجع سابق، ص 344. 
([82]) Emile Masqueray, Opcit, p 171. 
([83]) Hanoteau, Letourneux, Opcit, p 4. 
* الأعراف الأمازيغية تشبه القانون الروماني وهي أقرب إلى المبادئ الجمهورية، Voir : Ageron, p 500. 
([84]) Agéron (Ch.R), Opcit, p 497. 
** النفي: تدعى بالأمازيغية أزواك. 
([85]) مجموعة مؤلفين، السلطة والمجتمع في المغرب، مرجع سابق، ص28. 
([86]) مجموعة مؤلفين، السلطة والمجتمع في المغرب، مرجع سابق، ص 29. 
([87])- مرجع نفسه، ص 120. 
([88])- جورج سبيلمان، المغرب من الحماية إلى الاستقلال 1912-1956، ترجمة محمد المؤيد، منشورات أمل، الرباط، 2014، ص59.
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق