-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

أهمية الأرض لدى الأمازيغ - مكانة الأرض عند أمازيغ الأوراس - الأوراس والأطلس المغربي خلال القرنين 19 و20 - دراسة تاريخية أنثروبولوجية مقارنة -

الأوراس والأطلس المغربي خلال القرنين 19 و20 - دراسة تاريخية أنثروبولوجية مقارنة -
اكبر شجرة زيتون عمرها حوالي 2000 سنة
الفصل الثاني: عادات وتقاليد أمازيغ الأوراس
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المبحث الأول: مكانة الأرض عند أمازيغ الأوراس 

المطلب الثاني: أهمية الأرض لدى الأمازيغ 

1.2. أهمية الزيتون "أزمور"* عند الأمازيغ: 

يولي الأمازيغ أهمية خاصة للأرض. الحقل الذي خصبته عربة الأجداد، أو خصبه عرقهم هم أنفسهم، هو شيء مقدس. ([1]) 
تنحصر هذه الزراعة في إفريقيا الشمالية عبر نطاقات، وتحتفظ هضبة النمامشة بآثار زراعية مزدهرة، يدل عليها عدد كبير من معاصر الزيت، وباتجاه أكثر نحو الغرب في واد الأبيض ووادي عبدي. يبدوا أن زراعة الزيتون أكثر ازدهارا، ويدل وجود معاصر ومصانع زيت صغيرة بكثافة، وكذلك منطقة جنوبي تبسة. ([2]) 
بالإضافة إلى التين والرمان والعنب، وكلها فواكه منتشرة بإفريقيا. وأما الزيتون فكان يجنى إبتداءا من نوفمبر ويستمر حتى أثناء الشتاء، وأنهم كانوا يجمعون المحاصيل الوفيرة جدا، وأن السكان الأوائل عند استغلالهم لهذه المناطق قد وقع اختيارهم على الزراعات التي تتطلب القليل من الماء، وأنهم إستعملوا بحسن التدبر كل الإمكانيات التي قد تقدمها لهم الوديان الجارية من الجبال، بالإضافة إلى الأمطار والمياه الباطنية([3])ويعلق عليه E. Masqueray قائلا: 
« L’olivier seul se rencontre partout dans l’Aurès » ([4])
المبحث الثاني: المرأة و المجتمع والسكن
المطلب الأول: المرأةالمطلب الثاني: الزواجالمطلب الثالث: القلعة

2.2. معصرة الزيتون -"ايث فرح"- بعين زعطوط*: 

الأمازيغ لا يزالون يصنعون الزيت في الأوراس. وعلى مسافة معتبرة، في نقطتين، وهما في أقصى الأوراس الشرقي وأقصى الأوراس الغربي، الأول في ناحية بني بربار والتي تملكها إحدى الزوايا، والثانية في آيت فرح، والذين يملكون أشجارا جيدة من الزيتون قرب مدينتهم، والذين مازالوا يستعملون أقدم معصرة من العهد الروماني، ويرجح أنها الوحيدة في العالم، والتي يعرف منها باستعمال Torcular، والتي كتب عنها([5]) Caton L’Ancien 
توجد معصرة آيث فرح في الأوراس، وهي الأكثر إنتشارا في إفريقيا الشمالية، وهي بنفس المواصفات للمعصرة الرومانية، وتتكون معصرة آيث فرح من جذع شجرة بطول حوالي 4م مثبت بقوة في الأرض بين لوحتين تضمها عارضة خشبية ويخترقها لولب كبير Boulu بحيث تسمح له الرافعة بالحركة من أعلى إلى أسفل([6])، يمر هذا اللولب بين عمودين ويرتكز على أسطوانة متحركة Ploteau mobile ويتم الكبس بمساعدة رحوية مشدودة بقوة كتلة صخرية كبيرة بواسطة حبال متينة من الحلفاء، وتحافظ على بقايا العارضتين Montanto في وضع عمودي تضمها عارضة مسطحة Traverse plate تمر تحت الثقالة، وتتكون الرحوية من محدلة *Rouleau خشبية اسطوانية يخترقها قضيبين. 
أما أحواض العجينة Scourtins فتكون تحت الرافعة التي تشغل الرحوية، وترتكز على تجويف من حجر رملي متصل بحوض Fosse، وفي طرف الرافعة حبال من حلفاء مثبتة تنقل حركة الرحوية([7]) وأحجار مميزة لصناعة الزيت التي مازالت باقية في الأوراس. ([8]) وقمنا ببحث ميداني حول هذه المعصرة وإستمعنا إلى شروحات حول عملها وأخذنا مجموعة من الصور. 

1.2. الزيتون مصدر ثراء الأمازيغ: 

كان لقائد الحملة العربية إلى إفريقيا عبد الله بن أبي سعد بن أبي سرح، الفضول في معرفة مصدر غنائمه. وهو يرى كثرة القطع النقدية، فقال للسكان من أين لكم هذا؟ محاولا معرفة من أين جاءت كل هذه الأموال، فقام أحد السكان وأخذ يذرع الأرض ذهابا وإيابا، كما لو أنه يبحث عن شيء حتى وجد حبة زيتون فأخذها وأراها لقائد الحملة العسكرية قائلا له: "من هذه الحبة مصدر كل أموالنا"، فسأله القائد وكيف ذلك؟ فأجابه: ليس لدى الروم زياتين فيأتون إلينا لشراء الزيت بهذه القطع النقدية. ([9]) 
لقد كانت غراسة الأشجار كثيرة الازدهار بإفريقيا فيما مضى. وفي مقدمتها الأراضي الجبلية حيث المطر غزير، والنوعان المهمان هما الكرم والزيتون، وكانا يوجدان بها على حالتها الطبيعية منذ أقدم العصور. ([10]) تمثل زراعة الزيتون* ميزة كبرى وأنها الشجرة الأقل كلفة، ولا تتطلب الكثير من العناية والجهد ولا المال، وهذا ما جعل الحياة في إفريقيا متيسرة بسبب ازدهار هذه الزراعة المربحة. ([11])
الفصل الثالث: عادات وتقاليد أمازيغ الأطلس المغربي
المبحث الأول: الأرض كرهان على الحرية لدى الأمازيغ
المطلب الأول: الطوبونيميا La toponymieالمطلب الثاني:أهمية الأرض لدى أمازيغ الأطلس المغربيالمطلب الثالث: التضامن والتكافل لدى أمازيغ الأطلس المغربي

الهوامش: -----------------

* أزمور: في اللغة الأمازيغية يطلق على شجرة الزيتون. انظر: Gsell. H.A.A.N. t1. p 200. 
([1]) Hanoteau et Letourneux, La Kabylie et les coutimes Kabyles. Edition Augustin. 1893. p 402. 
([2]) هنري كامبس. فابر: الزيت و الزيتون في إفريقيا الشمالية. دار الهدى. الجزائر. 2014. ص ص 44- 45. 
([3]) Gsell. Opcit. pp 32. 96. 
([4]) Emile Masqueray, Opcit. p 151. 
* عين زعطوط: دائرة عين زعطوط تابعة إداريا لولاية بسكرة و سكانها يتكلمون الامازيغية. 
([5])Ibid. p 152. 
([6]) هنري كامبس، فابر، مرجع سابق، ص 67. 
* المجدلة: هي أقرقاب Aguergueb في اللغة الامازيغية. 
([7]) هنري كامبس فابر، مرجع سابق، ص 68. 
([8]) Emile Masqueray, Opcit. p 151. 
([9]) هنري كامبس، فابر، مرجع نفسه، ص 29. انظر: E. Masqueray. p 152. 
([10]) Gsell. Opcit. p p 148. 149. 
* Arbre de l’olivier, véritable symbole de la paix. Voir : Emile Masqueray. p 151. 
([11]) هنري كامبس، فابر، مرجع سابق. ص ص 23. 86.
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق