-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

التضامن والتكافل لدى أمازيغ الأطلس المغربي - الأرض كرهان على الحرية لدى الأمازيغ - عادات وتقاليد أمازيغ الأطلس المغربي - الأوراس والأطلس المغربي خلال القرنين 19 و20 -

الفصل الثالث: عادات وتقاليد أمازيغ الأطلس المغربي

المبحث الأول: الأرض كرهان على الحرية لدى الأمازيغ

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المبحث الأول: الأرض كرهان على الحرية لدى الأمازيغ 

المطلب الثالث: التضامن والتكافل لدى الأمازيغ. 

1-التويزة: (وادي دادس أنموذجا): 

من أهم السمات التي طبعت التاريخ الاجتماعي لمنطقة جنوب شرق المغرب خاصة تافيلالت ودرعة ودادس التضامن والتكافل الاجتماعي اللذان أفرزتهما عدة عوامل جغرافية وتاريخية واقتصادية وثقافية، والذي تعددت مؤسساتهما ومظاهرهما في المجتمع إلى درجة أنهما يشكلان الرباط الاجتماعي القوي الذي كان يربط بين مختلف شرائح المجتمع في كل وقت وحين، ولعل من أبرز المظاهر الأساسية لتضامن السكان فيما بينهم التعاون والتآزر الجماعي المسمى تويزي أو التويزة، وكما معلوم أن هذا النوع من التعاون الجماعي لا تنفرد به هذه المناطق وحدها، بل هو منتشر ومعروف بين سكان وقبائل المجتمع الأمازيغي في إفريقيا الشمالية. ([1]) 
التويزة هي تعبئة جماعية تطوعية ينخرط فيها السكان لتقديم مساعدة ما على شكل عمل لفرد من أفراد المجتمع ليس بمقدوره وحده القيام بانجاز ذلك العمل، وهذه المساعدة الجماعية كان يستفيد منها الجميع بالتناوب، وكانت تخص الأشغال الفلاحية كالحرث والحصاد والدرس وكنس مجاري المياه، وأحيانا أخرى الأعمال الغير فلاحية مثل البناء.إلا أن التويزة فقدت شيئا فشيئا طابعها التطوعي مع بداية الاستعمار لتصبح عملية إكراهية كان يستعملها أصحاب السلطة والمكانة من قواد و شيوخ لإنجاز أعمالهم الشخصية. ([2])
المبحث الثاني: المرأة والمجتمع والسكن
المطلب الأول: المرأةالمطلب الثاني: الزواجالمطلب الثالث: القلعة

3-2-توزيع الحصص المائية (إميضر ([3]) بآيت عطا): 

ينعكس تعداد المعطيات الثقافية وأساليب التنظيم الاجتماعي في مجموعة من الأعراف .إذ أن مختلف مكونات البيئة تتصور بوعي أو بدون وعي تحت زاوية ميثولوجية من طرف المجتمعات القروية، فالأرض تعتبر بمثابة إله أنثى والسماء بمثابة إله ذكر، والنبات يغرس جذوره في الأرض ويخرج أزهاره إلى السماء ،أما الماء فهو مصدر للحياة. 
فقد شكل تدجين الحيوانات المفترسة وحراسة قوتها وإنتاجها واستخدام الزراعة البورية البدايات الأولى لحضارة المياه، وبعد ذلك ظهر نظام السقي le systéme d’irrigation مع استخدام أساليب التحكم في المياه التي تختلف بتنوع المياه وكمثال على ذلك تقنية الحواجز المائية الصغيرة ouggoug وأغرور oughrour والري عن طريق الساقية أو الخطارة، فباستعمال الماء أنتجت الأرض منتوجات متعددة، وبمساعدة الماء كذلك خلق الصنف البشري. ([4]) 
وعليه فتوزيع الماء وتنظيم استغلاله يطرح في الواقع كل الإشكالات المتعلقة بسلطات الإنسان على الطبيعة، فمنذ قدم العصور والماء هو العنصر الأساسي في حياة الإنسان. 
فعلى مشارف نقط المياه تجتمع القبائل، وعلى مقربة الآبار أو مسيل المياه تتكون المداشر، وعلى ضفاف الأنهار تتطور الأحياء السكنية، بمعنى أن المجتمع عاش بجانب الماء بقواعد أدب السلوك وآلهته ورجالاته في الدين، وبرجوازييه وكل ما يشكل حضارة المياه. 
كما شكل ظهور الماء عاملا أوليا لإعداد التراب، والحياة الاجتماعية وتأسيس الاتفاق والتفاهم لتقسيم الملكية والموارد الطبيعية، وقبل ذلك اعتبر الإنسان دائما الماء ضرورة إقتصادية وإجتماعية، إضافة إلى أنه سبب من أسباب نشوء الحضارات الإنسانية بصفة عامة، فكل مساس أو مخالفة أو تعسف في استعمال حقوق المياه سيكون بدون منازع تحت طائلة تغريم أو على الأقل توبيخ من طرف المجتمع. 
فهذه الاعتبارات والعوامل سوف تجعل من سكان بلدة إيميضر خصوصا يكتبون حنكة وتجربة في ميدان الري تعود إلى قرون من الزمن، وهي وضع قواعد عرفية لتنظيم الماء تعارف عليها سكان القبيلة حماية للملكية العقارية التي يشكل الأرض والماء إحدى أقطابها الأساسية. ([5]) 
فالمياه في منظور العرف ملكية فردية وجماعية (وليست عمومية تابعة للدولة) في نفس الوقت، المياه ملكية فردية لأن كل فرد يتمتع بنصيبه من الماء أي تاكورت taggourt من الماء يستغلها وفق الكيفية التي أراد ، فنجد عند سكان إيميضر ما يسمى: arettal n’ouaman أي تبادل المياه، فنظرا لطول المدة التي تستغرقها الدورة السقوية arebdil، لجأ سكان المنطقة إلى القيام بعملية استبدال المياه من دورة إلى أخرى ، فالمزارع الذي لا يتوفر إلا على دورة واحدة للسقي يضطر إلى استبدال بعض الساعات من الماء وبدون عوض، فمن يتوفر على ساعتين يقوم فقط باستبدال ساعة أو نصفها لمزارع أخر، وذلك من أجل إغاثة الغلة وعدم تجفيفها خاصة في فصل الصيف. 
كما تعتبر المياه ملكية جماعية بالنظر إلى طبيعة مياه الساقية التي لا تقبل التصرف والحيازة ولا الكراء أو البيع أو أي نوع من أنواع وصور تحويل الحق، فمن أتم دورته السقوية يجب عليه أن يحول الماء إلى الذي يليه، وبالنظر إلى التكافل والتضامن الاجتماعيين بين سكان القبيلة في إصلاح وترميم الساقية والخطارة، تساهم كل قبيلة أو فخذة أو فرد وفق ما يملك من تاكورت من الماء، ويمنع على أحد أن يدمر البنية التحتية للساقية لأنها تعد ملكا جماعيا للقبيلة أو أن يغير المجرى الطبيعي للماء. ([6])
الفصل الثاني: عادات وتقاليد أمازيغ الأوراس
المبحث الأول: مكانة الأرض عند أمازيغ الأوراس
المطلب الأول: الطوبونيميا La Toponymieالمطلب الثاني: أهمية الأرض لدى أمازيغ الأوراسالمطلب الثالث: التضامن والتكافل لدى أمازيغ الأوراس

3-3- كيفية التقسيم على ضوء تاكورت touaggourt: ([7]) 

تولدت تاكورت عن الممارسة العرفية والواقع السوسيو إقتصادي للمنطقة، وعليه فتاكورت ملكية عقارية جامعة للأرض والماء تخول لصاحبه حق الاستعمال والتصرف والانتفاع، ونشير إلى كيفية توزيع تاكورت من الأرض منذ البدء حسب الفخذات في إميضر على الشكل التالي: 
- آيت ابراهيم أو يوسف :10/ 3. 
- آيت على أو سعيد:10/ 3. 
- آيت سعيد أو داود: 10/ 3. 
- آيت ابراهيم أو يعقوب: 10/ 1. 
وتجدر الإشارة إلى أن تقسيم تاكورت يخضع لمعايير والمتعلق بتقسيم 60 تاكورت ، حيث تقسم المنطقة العليا إلى 60 والمنطقة السفلى إلى 60 وكذلك المنطقة الوسطى، ولذلك فمالك تاكورت ثلاث حقول في ثلاث مناطق، والهدف من ذلك تحقيق نوع من التوزيع العادل مراعاة لطبيعة التربة ومدى خصوبتها وعمق الفرشات المائية ومسافة بعد الحقول عن الساقية واحتمال إتلاف المياه من خلال جريانها للسقي في الحقول من فخذة إلى أخرى وفي مسارات طويلة. ([8]) 
أما تقسيم المياه فقد اعتمد على 84 وحدة taggourt تقسم على 21 عائلة بمعدل أربع وحدات لكل عائلة في ذلك الوقت. 
وتسمى الوحدة بتاكورت ([9]) فأربع وحدات أو أربع مرات تاكورت tiouera تعادل 24 ساعة، أي أن تاكورت واحدة تشمل 6 ساعات، أما نصف تاكورت (أي 3 ساعات) فيسمى بـ azegn أزكن، وهكذا يتم سقي ألأراضي الزراعية خلال 22 يوما والتتابع باستثناء بعض العائلات التي لها دورة أخرى فتلتزم بدورها ب 22 يوما مع استفادتها من الدورة المذكورة. 
وتبعا للعرف السائد قسمت الملكية العقارية المائية إلى خمس دورات وتسمى الدورة بـ aghbdil بالأمازيغية أي خمسة إغعبديلن وذلك على الشكل التالي: ([10])
الدوراتأسماء إيغبديلن ighabdilnعدد الأيامعدد تاكورت
الدورة 1aghbdil n’ait ighir5 أيام20 تاكورت
الدورة 2Aghbdil n’ait m’hend5 أيام20 تاكورت
الدورة 3Aghbdil n’ait brahim5 أيام20 تاكورت
الدورة 4Aghbdil n’ait taouehmant5 أيام20 تاكورت
الدورة 5Aghbdil n’ait ugrramيومان05 تاكورت
فقبل استعمال الساعة الزمنية والتكنولوجية والآلات الفلاحية المستحدثة ابتدع سكان المنطقة وسائل تقليدية تقوم بالحساب الدقيق لتوزيع الحصص المائية في الحياة الزراعية. 
فظلال الشمس تسجل بمعايير محددة خاصة بكل فصل على حدة من أجل احتساب وقت بداية حصة سقي معينة. 
لكن أهم الوسائل التي كانت قبل استعمال الساعة الزمنية تتجلى في ذلك الوعاء النحاسي النصف دائري المثقوب في وسطه والمسمى بـ tanaste بالأمازيغية وعند بعض المناطق tattaste ويسمى بالعربية القلد أو القادوس بالبلاد التونسية، وتوضع تاناست في إناء مملوء بالماء، فبعد كل اعتراف توضع عقدة على خيط يمسك بذلك الوعاء النحاسي (تاناست)، فثلاثون 30 عقدة تساوي وحدة مائية أي une taggoutt ، وبعد استعمال الساعة الزمنية أضحت كل عقدة تساوي 12 دقيقة أي تاناست واحدة، و5 عقد تاناست تعادل 6/1 تاكورت أي ساعة واحدة. 
ويشرف على ذلك كله أمغار Amahar على خدمة الخطارات والسواقي والقنوات الرئيسية المشتركة بين الناس من أجل تعبئة المياه وتصريفها إلى الأراضي والحقول المسقية. ([11]) 

الهوامش: -----------------------

([1])عبد المجيد القدوري، وقفات في تاريخ المغرب، منشورات كلية الآداب الدار البيضاء، المغرب، 2001، ص 161. 
([2])عبد المجيد القدوري، مرجع سابق، ص 161. 
([3])إميضر: منطقة إميضر تابعة لقبيلة آيت عطا المتواجدة بجبال الأطلس الكبير بالمغرب الأقصى. 
([4])مجموعة مؤلفين ،السلطة والمجتمع في المغرب،مرجع سابق، ص241. 
([5]) مجموعة مؤلفين ،السلطة والمجتمع في الغرب، مرجع سابق، ص 242.
الفصل الرابع: أوجه التشابه والاختلاف ما بين الأوراس والأطلس المغربي
المبحث الأول: أوجه التشابهالمطلب الأول: الإطار الجغرافي والتاريخيالمطلب الثاني: مكانة الأرض عند الأمازيغالمطلب الثالث: المرأة والمجتمع والسكنالمطلب الرابع: القوانين العرفية

([6])مجموعة مؤلفين، السلطة والمجتمع في المغرب ، مرجع سابق، ص248. 
([7])تاكورت taggourt :وهي نصيب من ألأرض والماء تختلف مساحته وحجمه حسب المناطق ومقاييس الأمطار في السنة وأشغال الإصلاح التي تقوم بها المجموعة. 
([8])مجموعة مؤلفين، السلطة والمجتمع في المغرب، مرجع نفسه، ص ص 250- 253. 
([9])تاكورت : جمعها تيوورا tiouera. 
([10])مجموعة مؤلفين، السلطة والمجتمع في المغرب ، مرجع سابق، ص 253. 
([11])مجموعة مؤلفين، السلطة والمجتمع في المغرب، مرجع سابق، ص ص 254، 255.
نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق