-->
مرحبا بكم, نشكركم على زيارة موقعنا, نتمنى أن تكون قد حصلت على ما كنت تبحث عنه، ولا تنسى الإنضمام الى متابعي المدونة الأوفياء لتكون أول من يعرف بجديد مواضيعنا, دمتم في آمان الله .

مجازر 8 ماي وموقف الحركة الوطنية (المبحث 3 - ف3)

نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية

الفصل الثالث: مسار الحركة الوطنية بعد نزول الحلفاء 

المبحث الثالث: مجازر 8 ماي وموقف الحركة الوطنية

مسار الحركة الوطنية بعد نزول الحلفاء

لم تكن مجازر الثامن من ماي في بدايتها عبارة عن مظاهرات عنيفة بل كان ذلك بالاحتفال بالانتصار على النازية في السابع من ماي حيث قام المعمرون بتنظيم مهرجان الأفراح ([1])، ويعتبر الجزائريون على غرار باقي الشعوب أرادوا المشاركة في هذه الأفراح والتعبير من خلالها سلميا، وبذلك اطمئنوا إلى المطالب التي كانوا ينددون بها. ([2]) 
لمعاينة مقدمة نزول الحلفاء 1942 في الجزائر وتأثيرها على الحركة الوطنية- إضغط هنا
وكانت وعود الخلفاء ووعود الجنرال ديغول وخاصة تصريحه برازافيل في سنة 1945 وكذلك ظهور هيئة الأمم المتحدة وميثاق حقوق الإنسان، وإنشاء الجامعة العربية ،تدغدغ مشاعر الجزائريين للحصول على حريتهم واستقلالهم كما كانت هذه القضايا من الأسباب التي شجعت الجزائريين وشكلت دعما إضافيا للأطروحات المحددة لحركة الوطنية على ما تمخض عنه لها الحرب العالمية الثانية من نتائج إيجابية للشعب الجزائري. ([3]) 
المبحث الأول: أوضاع نجم شمال إفريقيا وتأسيس حزب الشعب - إضغط هنا
وقد صادف هذا الخروج يوم الثلاثاء 8 ماي 1945 السوق الأسبوعية ([4])، ويقول بن العقون عبد الرحمان بن إبراهيم في كتابه: ففي هذا اليوم يوم الثامن من ماي1945 خرجت جموع الشبان والفتيان والكحول والشيوخ متظاهرين في المدن والقرى الجزائرية، وخاصة في مدن سطيف وخراطة وقالمة ووادي زناتي وتبسة وينشدون أغاني الحرية ويرتلون أغاني الاستقلال. ([5]) 
لمعاية المبحث الثاني: تأسيس ومسار الحزب الشيوعي الجزائري- إضغط هنا
وعندما وصلت المظاهرة إلى مقهى فرنسا الكبيرة ،حاول محافظ الشرطة "أوليفري" ([6]) أن ينتزع الراية الوطنية من حاملها وهو الشاب "بوزيد شعال"(*) فرفض بشدة وإصرار،فأطلق عليه النار فارداه قتيلا، وجرج عدد آخر من المتظاهرين وكان ذلك بداية اشتعال نيران المجازر المأساوية ([7]). 
ومن الواضح جليا أن تلك المظاهرات جرت في كثير من المدن الجزائرية فلقد امتدت إلى الجزائر وبسكرة وبلاد القبائل وباتنة وخنشلة ولكنها كانت حوادث دامية ومجازر ومذابح ولكنها في غير سطيف كانت أقل عنفا ([8]). 
لمعاينة المبحث الثالث: تأسيس ج.ع. المسلمين الجزائريين- إضغط هنالمعاينة المبحث الرابع: ظروف انتماء المِؤتمر الإسلامي ونتائجه- إضغط هنا
ويضيف فرحات عباس في سؤال له لماذا سطيف بالذات؟ ربما الإجابة على هذا السؤال لها تفسير، لقد كان من اللازم أن تنجز هذه الحوادث حيث ظهر"البيان الجزائري" وأحباب البيان والحرية،لأن السلطة الاستعمارية قررت أن تضرب الحركة على رأسها وإذا فأصغر حدث يكون مبررا لحل حركة أحباب البيان والحرية والرجوع إلى الوراء وهذا الرجوع قد نفذ في"فتنة كبرى" هي"حوادث الثامن ماي". ([9]) 
ولقد كانت نتائج المجازر وهي: 
- مقتل 45 ألف جزائري. 
- تدمير 40 منتدى وهي عبارة عن تجمعات سكانية تأوي مابين 50 و1000 ساكن . 
- اعتقال مئات الآلاف عبر كل التراب الوطني الجزائري قدروا ب8560 جزائري منهم 3696 من قسنطينة و505 من وهران و359 في الجزائر العاصمة. 
لمعاينة المبحث الأول: اندلاع الحرب العالمية2 ودور الجزائريين فيها- إضغط هنالمعاينة المبحث الثاني: المواقف الأولية للحركة الوطنية من الحرب- إضغط هنا
- إصدار الحكومة العسكرية الفرنسية 99 حكما بالإعدام و64 حكم بالأشغال الشاقة المؤبدة و329 بالأشغال الشاقة لمدة متفاوتة . 
- حملات الردع ضد الأهالي مما أدى إلى إعدام عشرات الأهالي دون محاكمة. 
- القبض على زعماء أحباب البيان والحرية فرحات عباس وسعدان والشيخ محمد البشير الإبراهيمي والإعلان عن حل هذه الجمعية واعتقال العشرات من أتباعها. ([10]) 
وبذلك نستنتج أن حوادث 8 ماي 1945 عواقب هامة فأوقف ديغول لجنة التحقيق المعينة من طرف الحكومة العامة لأنه كان يريد أن يجعل الحلفاء يعتقدون ان ما بدأ هو عمل بعض المشاغبين الذين لم يعجبهم الألمان وليست حركة وطنية، فطالب المنتخبون الأوروبيون بإيقافات وعقوبات أكثر مما وقع وانتهز الشيوعيون الفرصة لإدانة وطني حزب الشعب الجزائري وأصدقاء البيان والحرية ولكن عندما لاحظوا فيم بعد تأثير الوطنيين ونددوا بالمؤامرة الفاشية للمعمرين بعثوا حملة ولكن أخطر خلاصة تمثلت في تفكيك الوحدة المنجزة مع أصدقاء البيان والحرية واعتبر فرحات عباس أنهم قاموا بتحالف خطير جزائري وبعثوا حزبا جديدا باسم الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري (UDMA) لتفادي تسرب عناصر حزب الشعب (PPA) وعندما لم يستطع هذا الأخير أن يغير الرأي فإنه اكتفى بالعمل وحده وبذلك استنتجوا أن النتيجة بالإضافة إلى المطالبة بالاستقلال كان لابد بداية العمل المسلح([11]). 
وبذلك نجد أن 08 ماي انتهت في أيام قليلة ولكن عواقبها لم تنتهي حتى مع تعاقب السنين، لقد استعمل الفرنسيون جميع الأسلحة الحديثة والفتاكة للقضاء على الثورة، واعتقدوا أنها ثورة عامة منظمة وإذا صدقنا الرواية الأخرى فإنهم استعملوا الأسلحة للقضاء على الحركة الوطنية الصاعدة المتمثلة في حزب أصدقاء البيان والحرية، ولكنهم بذلك حفروا هوة سحيقة بين الجزائر وفرنسا، إن الذين امتدحوا الجيش الفرنسي وأعوانه على مهاراته وفعالياته أثناء الحادثة قد عظوا فيم بعد الأنامل من الندم على ما فعل هذا الجيش وأعوانه ولكن بعد فوات الأوان. ([12]) 

موقف الحركة الوطنية. 

موقف الحزب الشيوعي الفرنسي والجزائري: كانت مواقف الحزب الشيوعي الفرنسي المرشد الروحي للحزب الشيوعي الجزائري وفي هذا الصدد مؤثرة (يجب معاقبة منظمي التمرد فورا ودون شفقة وكذا العملاء الذين قادوا الشغب ولقد كان الوطنيين بالنسبة لأغلبهم يتم تشبههم بالنازيين ما دام بين المسلمين هتلريون فمن المؤكد أن الزعيم الوطني المزعوم بورقيبة كان في ألمانيا لحظة الاستسلام الهتلري وكان قد وصل لتوه إلى بلدان شمال إفريقيا) أما عن مواقف الحزب الشيوعي الجزائري فإن مناضلي الحزب الشيوعي الجزائري أرادوا أن يتجاوزوا مناضلي الحزب الشيوعي الفرنسي، فقد ذهب وفد إلى الحزب الشيوعي الجزائري ضم أوزغان وكاباليرو مرفقا بالقادة نوفر وجوانيس من الحزب الشيوعي الفرنسي لمقابلة رئيس ديوان الحاكم العام والحديث عن استفزازات هتلري حزب الشعب الجزائري وأعوان آخرين متوارين وندد بهذا الائتلاف الإجرامي الذي بعد أن سعى إلى تفجير فتنة الجوع نجح في إراقة الدماء. ([13]) 
موقف حزب الشعب: لقد استوعب المأساة وتأكدت نظريته التي تؤمن بها والتي يدعوا لها منذ 1962 ، وتأكد من حقيقة لابد منها أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. 
موقف جمعية العلماء: يتضح أن علماء الإصلاح قد أثرت فيهم هذه المجازر فقرروا اللجوء إلى تغير أسلوب عملهم والجهر بما تكنه صدورهم ويراود عقولهم من فكرة الاستقلال. ([14]) 

خلاصة: 

لقد كانت أحداث الثامن ماي 1945 إنعكسات مهمة من ناحية تاريخ الحركة الوطنية الجزتائرية أو تاريخ علاقات الوطنيين مع الإدارة أو الحكومة الفرنسية وكذا الأحزاب الأوروبية والشيوعيين منهم خاصة وقد التزمت الحركة الوطنية الجزائرية بمبدأها ومنهجها وظلت الحركة الوطنية الجزائرية رهينة مبادئها ومناهجها وذلك نتيجة سلوك عناصر الرأي الأوروبي. أما عن طبيعة أحداث 08 ماي 1945 إضافة على أسبابها فقد فسحت المجال في الواقع في تلك الأيام أمام العديد من التأويلات فكان كل اتجاه وكل حزب يضاعف من التعليقات كي يبرر ردة فعله وأما حزب الشعب قد أضعف من فرط القمع فإنه لم يعترف بهزيمته ولأنه أجبر على العمل في السرية فقد كان ينتظر الوقت المناسب، حيث كان من الممكن الاعتماد على جيل جديد من المناضلين صقلتهم التجارب. 

الهوامش: --------------------------

انظر الملحق رقم (14)، ص 87. 
[1]-أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ص 253. 
[2]- زوزو عبد الحميد: المصدر السابق، ص 60. 
[3]- مومن العمري: المرجع السابق، ص 63. 
[4]- مهساس أحمد: المرجع السابق، ص 238. 
[5]- بن العقون عبد الرحمان بن إبراهيم: المصدر السابق، ص 340. 
[6]- مومن العمري: المرجع السابق، ص 64. 
*- ولد الشهيد شعال في 09 جانفي 1919 في قرية أزايري بلدية الأورو يانيسة ولاية سطيف، نشأ في عائلة بسيطة جدا. 
انظر الملحق رقم (15)، ص 88. 
[7]- فرحات عباس: المصدر السابق، ص 188. 
[8]- أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ص 254. 
[9]- بن لعقون عبد الرحمان بن إبراهيم: المرجع السابق، ص 341. 
[10]- مهساس أحمد : المصدر السابق، ص ص 240، 241. 
[11]- محفوظ قداش: المرجع السابق، ص 300. 
[12]- أبو القاسم سعد الله: المرجع السابق، ص ص 256-257. 
[13]- محفوظ قداش: المرجع السابق، ص ص 958، 959. 
[14]- يحي بوعزيز: المرجع السابق، ص 53.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تحميل المبحث الثالث من الفصل الثالث PDF

نشر على جوجل بلس

معلومان عن Unknown

موقع مكتبة جيقا – GigaLibrary: هو موقع يعنى بشؤون الطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا والباحثين في شتى المجالات العلمية والأدبية والعلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها، نساهم في إثراء مجال البحث العلمي في الجزائر والوطن العربي، كما ننشر آخر الأخبار والمستجدات في هذا المجال، نحاول نشر مواضيع جديدة، وتوفير المواد للباحثين (أطروحات، كتب، مقالات، بحوث جامعية، وغيرها).

0 التعليقات:

إرسال تعليق